السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بول سيزان.. صاحب أروع لوحات المناظر الطبيعية في الفن الحديث

الرسام الفرنسي بول
الرسام الفرنسي بول سيزان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد الرسام الفرنسي بول سيزان، الذي مارس التصوير في الهواء الطلق، إلَّا أنّه قام بنقل أحاسيسه التصويرية في تراكيب جسمية، هو رساماً معروفاً بأسلوبه المكثف جذرياً، يعد سيزان شخصية رائدة في الحركة الانطباعية التي كان لها تأثير عميق على الفن الحديث.

وُلد  الرسام الفرنسي بول سيزان في 19 يناير عام 1839 بمدينة إيكس أون بروفونس الفرنسية لعائلة من الأثرياء، ودرس الرسم بسبب حبه الشديد له وميوله نحوه حتى أصبح واحداً ممن أضافوا بصمتهم على المدرسة الانطباعية.

التحق سيزان بعد إتمامه مرحلة التعليم الأساسية بكلية الحقوق حيث درس القانون والمُحاماه، ولكنه لم يجد نفسه في هذا المجال، فحول إتجاهه نحو الفن والرسم الذي وجد روحه تميل نحوه، فإنتسب بالأكاديمية السويسيه فور وصوله باريس منذ عام 1861، وهناك وجد البيئة الصالحة التي طالما تمناها، وبدأ في الإندماج بتعرفه على المصور بيسارو والذي أصبح بعد ذلك من أقرب أصدقائه، ثم تعرف على مجموعة أخرى من المصورين التأثيرين في ذلك الوقت مثل مونيه، رينوار، مانيه، بازيل، صادق، وسيزلي.

كان  سيزان من أكبر المصورين المجددين سناً، وبالرغم من أنه كان أقلهم شهرة في حياته، وأكثرهم من أُسيء فهم أعماله إلا أنه يُعتبر حالياً من الشخصيات العظيمة في فن التصوير، ويمكن أن نعتبر سيزان أباً للفن الحديث، وذلك لأن أسلوبه كان بمثابة المرحلة الانتقاليه لتغيير كبير في تاريخ الفن الحديث وميزته بأنه كان ناقداً للحركة التأثيرية في عمومها، حيث انتقل فن التصوير بفضل تجاربه من المدرسة التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر إلي المدرسة التجريدية الحديثة التي تكونت في القرن العشرين.

تعد أعمال سيزان وأفكاره مهمة في تكوين كثير من الفنانين والحركات الفنية في القرن العشرين، وبالذات الحركة التكعيبية، كان فن سيزان  مُهمل من العامة وغير مفهوم ولأغلب حياته تطور من الانطباعية إلى أن تُحدت لوحاته كل الحدود التقليدية المُتعارف عليها في الرسم في القرن 19 من خلال الإصرار على التعبير عن النفس وهوية اللوحة نفسها.

سيزان هو الفنان الذي لم يعرض سوى قليلاً خلال حياته، وتابع عمله بعزلة متزايدة، ويعتبر اليوم من أعظم المُسبقين في الفن الحديث كفنانٍ نضج ببطء، ويرى النقاد أنه صنع أعظم أعماله في آخر 25 عام من حياته، وأثرت أعمالهُ في أكثر الحركات الفنية اللاحقة، فإن أعماله توحي في أحيان كثيرة بمزاج معين مُلقية الضوء على معاناته، وألوانه وضرباته قوية فيها كثير من الغنى والابتكار.

تعد من أهم أعماله:
" لوحة شخصية لسيزان": التي قرر فيها سيزان أن يجعل من التأثيرية شيئاً متيناً خالداً مثل فنون المتاحف، وذلك عن طريق ربط التأثيرية ببعض الأساليب الكلاسيكية، فنبذ الفرجون الخشنة التي كان الانطباعيون يستخدمونها للتعبير عن البُعد الثالث، كما ترك طريقتهم في معالجة المنظور والضوء والظلال ورفض أن يقلد الطبيعة التي يرسمها وبدأ يبحث عن حلول جديدة مبتكرة للوصول إلي أهدافه واستطاع في النهاية أن يرى في العناصر الطبيعيّة التي يرسمها أشكالاً هندسية بدلاً من الأشكال الطبيعية، وكان يملأ هذه المساحات بعد ذلك بمساحات من الألوان.
"لوحة قمة سان فيكتوا": يتضح في لوحة سيزان الطبيعية صراعاً بيت البعد الثالث للطبيعة الذي أهتم به الكلاسيكيون، وبين البعد الثاني للتصميم الذي فضله سيزان، ولقد أدى ذلك إلى التناقض إلى ظهور تحريفات في لوحاته التي رسمها من وجهات نظر متعددة، كما أنه ولم يهتمّ بالنسب وبعد المنظور. 
"لوحة طبيعة ساكنة" :وصل سيزان القمة في أسلوبه الكلاسيكي في الأعمال التي عرضت في المعرض الذى أقامه التاجر فولار عام (1895)، واتضح ذلك في لوحات مجموعات الأشخاص التي اهتم برسمها في آخر حياته، ونلاحظ في تصميم هذه اللوحات أن سيزان راعي صلابة البنيان الهندسي وحبكة التأليف، وكانت اللوحه تستغرق منه مدة طويلة ومن أجمل هذه الأعمال لوحات (لوحة لاعبو الورق) في متحف اللوفر باريس.

فارق سيزان الحياة في 22 أكتوبر 1906 بفرنسا بسبب مرض رئوي، وذلك عن عمر ناهز 67 عاما، بعد وفاته، عرضت لوحاته في متحف في باريس عام 1907.