الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

موليير.. مؤسس الكوميديا الراقية

موليير
موليير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"كلما كبر حجم العقبات ازداد شعور المرء بالفخر والسعادة لتجاوزها"، تلك هي أهم أقوال الكاتب المسرحي الفرنسي جون باتيست بوكلان الشهير بـ"موليير"، الذي ولد في مثل هذا اليوم ١٥ يناير عام 1622، رائد فن الكوميديا في تاريخ المسرح الأوروبي، وبفضل أعماله المسرحية التي عالج من خلال أسلوبه الهزلي، يعد موليير ومؤسس ما يعرف "بالكوميديا الراقية".

درس موليير القانون وسمح له بممارسة مهنة المحامي في عام 1641، قرر في عام 1643 أن يكرس نفسه للمسرح، تعرف بعدها على مادلين بيجارت الممثلة الصغيرة، والتي تزوجها  حتى وفاتها في عام 1672، غير جان بابتيست بوكلان اسمه إلى “موليير” ليجنّب أسرته الإحراج للالتحاقه بالمسرح.

اشتهر "موليير" بأعماله المسرحية الكوميدية التي كان من بينها مسرحية "البخيل" الذي ترجمها فرح أنطون إلى العربية، وأخرجها لفرقة رمسيس عام 1931، ظهر فيها الفنان يوسف وهبي، عميد المسرح العربي بشخصية.

ساهم موليير بقدر كبير في وضع أصول الإخراج المسرحي، من خلال إدارته وتوجيهاته الدقيقة لأداء الممثلين على خشبة المسرح، أما عنه كمؤلف فقد قام لأجل خدمة أعماله الكوميدية وتوصيل أفكاره إلى جمهور المشاهدين بتوظيف كل أنواع ودرجات الفكاهة، من المقالب السخيفة وحتى المعالجة النفسية الأكثر تعقيدا.

كون موليير فرقة مسرحية باسمه استمرت في المشاركة بمسرح "پيتي بوربون" مع "فرقة سكارموش الإيطالية" وكانت العلاقات مابين الفرقتين جميلة، ألى أن تركت الفرقة الإيطالية باريس ورجعت إلى إيطاليا ولم يكن في مسرح "الپيتي بوربون" إلا فرقة موليير وكانت أول مسرحية عرضها في باريس هي مسرحية كوميديا "المتحذلقات السخيفات".

قدم موليير المسرحية الكوميدية “مدرسة الزوجات” أمام الملك وكانت تلك المسرحية من أكبر نجاحاته في 1662،وسببت هذه المسرحية الكثير من الضجة والاحتجاج، فقد ادعى أعداء موليير أن هذه المسرحية غير أخلاقية، قرر موليير أن يرد على أعدائه بأفعاله، فقام بتأليف بمسرحية سميت حينها بـ “انتقاد مدرسة الزوجات” التي تضمنت نقاشاً على المسرح حول النقد والنقاد.

دعاه الملك لويس الرابع عشر لتأدية المسرحية الشهيرة “طرطوف المنافق”  عام 1664 وذلك في قصر فيرساي، فرنسا، تعد هذه المسرحية من أشهر المسرحيات الكوميدية لموليير، لكنها أغضبت جمعية القربان المقدس التي منعته من تأديتها لخمسة أعوامٍ متتالية.

عانى موليير كثيراً من المرض، حيث قام بكتابة عدة مسرحيات لم تلاق النجاح الكبير من قبل العامة على الرغم من إعجاب محبيه بها، لكنه استعاد شهرته وثقة جمهوره به وقدم المسرحية الكوميدية الرائعة “البرجوازي النبيل” في عام 1670.

ساءت حالة موليير كثيراً، لكنه لم يؤمن كثيراً بالطب، وفي عام 1671 كتب مسرحية “خيانات إسكابان” والتي تشبه كثيراً أعماله السابقة ولاقت نجاحاً كبيراً، وفي 17 فبراير من عام 1673 وأثناء عرض آخر أعماله “المريض الوهمي” أُصيب بنوبات شديدة ثم غيبه الموت.