الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أبو خليل القباني.. رائد المسرح الغنائي العربي

أبو خليل القباني
أبو خليل القباني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم السبت، ذكرى وفاة واحداً من أعلام سوريا ورائد المسرح الغنائي العربي هو أحمد أبو خليل بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق، أول من أسس مسرحاً عربياً في القرن التاسع عشر في دمشق، ينحدر من أصل تركي وأحد أجداده هو شادي بك آقبيق الذي بنى مدرسة الشابكية للعلوم الدينية مع جامع كبير، وأوقف لهما أوقاف القنوات، وهو حي تجاري في دمشق، بأجمعها، ثم لُقِّب في عهده بالقباني لأنه كان يملك قبان باب الجابية نسبة إلى القبابـين التي كانت بذلك التاريخ ملكاً لفريق من العائلات في كل حي من أحياء دمشق، لذلك اطلق عليه ابو خليل القباني.

ولد القباني في دمشق عام 1833 ، ويعتبر أول من أسس مسرحاً عربياً في القرن التاسع عشر في دمشق، وقدم عروض مسرحية وغنائية وتمثيليات عديده منها : "ناكر الجميل، وهارون الرشيد، وعايده، والشاه محمود وأنس الجليس"، أعجب القباني في بداياته بالعروض التي كانت تقدم في مقاهى دمشق مثل : " الحكواتي، ورقص السماح"، وكان يستمع ويتابع نوات موسيقى ابن السفرجلاني، وكذلك تلاقى القباني مع الفرق التمثيلية التي كانت تمثل وتقدم العروض الفنية في مدرسة العازرية في منطقة باب توما بدمشق القديمة.

قدم القباني أول عرض مسرحي خاص به في دمشق عام 1871، وهي مسرحية" الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح"، ولاقى استحسان الناس وإقبال كبير، وتابع الناس أعمال القباني وعروضه المسرحية وحقق نجاحا كبيرا، وفي عام 1879.

كون القباني فرقته المسرحية وقدم في سنواته الأولى حوالي 40 عرضاً مسرحياً وغنائياً وتمثيليات اضطر للاستعانة بصبية لأداء دور الإناث في البداية مما استنكره المشايخ فشكوه والي دمشق، لاقى صعوبات في البداية وتوقف عن عروضه المسرحية.

هاجمه المتشددين عام 1879 حين أسس أبو خليل القباني فرقته المسرحية وقدم ما يقارب أربعين عرضا مسرحيا وغنائيا، قابلته صعوبات من متشددين حاربوه وحاربوا الفن بحجة تحريم الفن، ما أدي لتوقف عروضه لفترة من الزمن.

عاد القباني مرة أخرى واشتهر القباني وعرف بعروضه المسرحية الجميلة التي يقدمها وحقق نجاحاً كبيراً واضعاً الأسس للمسرح العربي، حين عودة مدحت باشا إلى ولاية دمشق حيث سهل له متابعة العمل المسرحي.

سافر القباني مع مجموعة ممثلين فنانين وفنانات سوريين إلى مصر حاملاً معه عصر الازدهار للمسرح العربي، والذي هو رائده، وكذلك مؤسس المسرح الغنائي حيث أدى مسرحية أنس الجليس عام 1884، فأزداد شهرة أكثر، وتتلمذ على يديه الكثير من رواد المسرح ثم سافر إلى العديد من البلدان واقتبس لاحقاً من الأدب الغربي قصصاً عالمية عن كورنيه الفرنسي وقدم عروضاً مسرحية كثيرة ومسرحيات عالمية.

عاد القباني إلى دمشق متابعاً مسيرته في ترسيخ أسس المسرح العربي وقدم العديد من مسرحياته وتخرج وتتلمذ علي يد القباني وفرقته المسرحية أهم اعلام المسرح العربي، لذلك ما زال المسرح المعروف بأسمة مسرح القباني قائما في أحد احياء دمشق حتى اليوم.

وسافر القباني إلى الأستانة والى الولايات المتحدة وفي سنواته الأخيرة دون القباني مذكراته، وتوفي في 15 يناير 1903، بمرض الطاعون بمسقط راسه ودفن فيها، تاركا إرث عن أسس وبداية المسرح العربي .