الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مرحلة جديدة في حرب اليمن تعيد صياغة الأحداث.. هزائم الحوثي مستمرة في شببوه .. ألوية العمالقة تقهر الحوثيين وتكشف هشاشتهم

ألوية العمالقة
ألوية العمالقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دخلت الحرب في اليمن مرحلة جديدة أحبطت مكاسب ميدانية مهمة حققها الحوثيون المدعومون من إيران في محافظة شبوة اليمنية الغنية بالنفط. وفي أواخر سبتمبر الماضي سيطر الحوثيون على مديريات ’’عسيلان، وعين ، وبيحان‘‘ غربي محافظة شبوة المطلة على بحر العرب، توزيًا مع تقدمات مماثلة في جبهات جنوب محافظة مأرب المجاورة، بينما انسحبت القوات الحكومية التي يقودها قادة من حزب الإصلاح فرع جماعة الاخوان في اليمن إلى أماكن بعيدة نسبيًا من هذه المديريات دون أي قتال.

ولم تستمر هذه المكاسب الميدانية للحوثيين أكثر من ثلاثة أشهر، وسرعان ما بدأت صورة المشهد العسكري تتغير في المحافظة المهمة في معادلة السلم والحرب في اليمن. وبعد هذه التقدمات بقرابة شهرين، أطاح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بمحافظ شبوة والقيادي البارز في حزب الإصلاح ’’محمد صالح بن عديو‘‘ المتهم وفق سكان المحافظة بالوقوف وراء هذا التهاوي السريع للجبهات العسكرية، وأصدر قراراً بتعين الشيخ القبلي البارز وعضو البرلمان اليمني ’’عوض الوزير‘‘ بدلًا عنه.

وقال مصدر سياسي يمني، إن القيادات العسكرية في محافظة شبوة التي تنتمي إلى حزب الإصلاح أُزيحت عن المشهد وأسند الملف العسكري إلى ألوية العمالقة المؤلفة من مقاتلين من محافظات جنوب اليمن، وكانت تتمركز في الساحل الغربي اليمني الذي سيطرت عليه إلى جانب قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل قبل سنوات.

وأضاف " كان هناك نوعًا من إعادة ترتيب الوضع في محافظة شبوة، وتحييد كافة المتورطين في سقوط المديريات الثلاث بقبضة الحوثيين".

وقال مصدر عسكري، إن مواجهات عنيفة تدور رحاها بين قوات من ألوية العمالقة وجماعة الحوثيين المدعومين من إيران على امتداد ريف محافظة شبوة الغربي منذ قرابة عشرة أيام. وأوضح، أن قوات العمالقة تمكنت من السيطرة على مديريات عسيلان وبيحان قبل انتقال المواجهات إلى مديرية عين أخر المديريات التي يسيطر عليها الحوثيين في محافظة شبوة.

وذكر مصدر عسكري ثانٍ، أن قوات العمالقة شنت هجمات واسعة على مواقع الحوثيين خلال الأيام الماضية وتمكنت من استعادة المديريات الثلاث، والسيطرة على مفترق طرق ترتبط محافظة شبوة، بمحافظة مأرب المجاورة. وحاول الحوثيون منع تقدم قوات العمالقة، وشيدوا تحصينات عسكرية، وفجروا جسور في الطرق الرئيسية وزرعوا حقول ألغام في كخطوط دفاعية، لكن القوات تمكنت من اجتياز هذه التحصينات.

ومضى يقول إن "الحوثيين اضطروا للتراجع إلى مديريات محافظة البيضاء الواقعة وسط البلاد، وإلى مديريات جنوب محافظة مأرب التي كانوا قد سيطروا عليها قبل ثلاثة أشهر، وإن المئات من عناصرهم قتلوا واصيبوا خلال القتال العنيف مع قوات الوية العمالقة، وضربات مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن".

وشنت هذه المقاتلات سلسلة ضربات جوية على مواقع وتعزيزات للحوثيين في محافظتي شبوة ومأرب خلال الأيام العشر الماضية. وطال القصف أيضا، منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية في محافظة البيضاء المجاورة. مثلت هذه الانتكاسات ضربة قوية للحوثيين الذين تصلب موقفهم حيال المفاوضات السياسية خلال الأشهر الأخيرة ورفضوا مقابلة المبعوث الأممي لليمن "هانس غروند برغ‘‘ واستمروا في الضغط العسكري بمحافظتي مأرب وشبوة الغنيتان بالنفط لتعزيز موقفهم التفاوضي.

وقال مصدران سياسي وعسكري، إن التقدمات هذه كشفت عن هشاشة الحوثيين، حيث ظهروا خلال المعارك في حالة ضعف وعانت عناصرهم من الانهيار والتخبط. وأضافا، أن هذه التقدمات الميدانية استراتيجية وأعادت تصحيح الوضع العسكري في اليمن بعد الانتكاسات المستمرة التي سادت صفوف القوات الحكومية اليمنية.

كان الحوثيون سيطروا على جبهات نهم، والجوف، وأحرزوا تقدمات ميدانية في محافظة مأرب خلال العام الماضي. ويقود هذه الجبهات قادة ينتمون إلى حزب الإصلاح، بينما تحدث أحد المصادر، أن التهاوي كان نتيجة تفاهمات بين حزب الإصلاح والحوثيين. وعزز هذه الرواية لقاء جمع القيادي البارز في حزب الإصلاح ’’فتحي العزب‘‘ بعضو المكتب السياسي للحوثيين ’’علي القحوم‘‘. ونسرت وسائل إعلام حوثية صورًا لهذا اللقاء.

وقال المصدر" كان سقوط الجبهات ليس في شبوة فحسب بل في مختلف المحافظات وفقًا لتلاعب في المعارك ولم تكن نتاج قوة الحوثيين.. ونشهد الآن إعادة رسم الخارطة العسكرية من جديدة في محافظة شبوة". وأكد أن التقدمات تقلل من فرصة الحوثيين للتحرك في جبهات جنوب محافظة مأرب، وتؤمن حقول النفط، والمحافظة المطلة على بحر العرب، وتفتح الباب أمام مزيد من التقدمات الميدانية في ريف محافظة مأرب ومحافظة البيضاء الواقعة وسط البلاد.

أثار هذا التلاعب غضبًا في الأوساط اليمنية، وعلت مطالب الشارع اليمني بمحاسبة القيادات العسكرية المنتمية إلى حزب الإصلاح، وحل الحزب باعتباره يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي كما الحوثيين المدعومين من إيران. واتهم يمنيون حزب الإصلاح بالوقوف وراء إطالة الحرب في اليمن والوقوف وراء تهاوي الجبهات العسكرية والعمل على تقوية شوكة الحوثيين.

وقال خبراء عسكريون، إن بقاء الضباط العسكريين الذين ينتمون إلى حزب الإصلاح اصبح واحدًا من أسباب إطالة الحرب، وإنه لا يمكن التعويل عليهم في التعامل مع التهديد الذي يواجه الأمن القومي العربي. ومضى الخبراء يقولون، إن "هؤلاء الضباط العسكريين اصبحوا جزء من المشكلة". وبدأ التعويل ينصب على ألوية العمالقة التي واصلت التقدمات الميدانية إلى أولى مناطق محافظة البيضاء وفق الخبراء. وأرجع الخبراء ذلك، إلى حصاد الإنجاز في سلة ألوية العمالقة، إذ تمكنت هذه القوات من المشاركة في تحرير محافظة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، إلى محافظة لحج، وصولًا إلى الساحل الغربي وأبواب مدينة الحديدة الساحلية.