الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الصراع الغربي الصيني ونهاية عصر الديمقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعتبر الكثير من الناس أن الديمقراطية هي النظام المثالى فى العالم، ولكن الحقيقة أنها هي النظام الأفضل وليس المثالى حتى الآن . 

فكان الاعتقاد السائد أن هناك علاقة طردية بين ديمقراطية الدولة وتقدمها الاقتصادى فكان السبب الرئيسى فى تفكك الاتحاد السوفيتى هو عدم قدرته على الصمود أمام الغرب الديمقراطى على عكس الصين التى أصبحت ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وفى طريقها إلى أن تصبح الاقتصاد الأول على الرغم من أن نظام الحكم فى الصين بعيدا كل البعد عن الديمقراطية، ولكنها استغلت عيوب الديمقراطية الموجودة فى الغرب، كما عالجت الأخطاء الاقتصادية للاتحاد السوفيتي من خلال نظام السوق الحر وهو أفضل نظام للتقدم الاقتصادى.

وعلى الرغم من فوائد التعدد فى النظام الديمقراطى لكن من أخطر عيوبه هو التغيير المستمر والصراع  بين اليمين واليسار وكان السبب الرئيسى فى تفوق الولايات المتحدة الأمريكية على أوروبا هو تداول السلطة بين حزبين كلاهما يمينى التوجه فلم تظهر عيوب الديمقراطية الواضحة التى ظهرت فى أوروبا نتيجة تداول السلطة بين اليسار واليمين وفى بعض الأحيان الائتلافات الحكومية، ولكن بعد ظهور الاتجاه اليسارى الجديد للحزب الديمقراطى أصبحت أمريكا مثل أوروبا فى الصراع بين اليمين واليسار. 

ومع ظهور الليبرالية الجديدة أصبح اليسار أكثر تطرفا ما أدى إلى ظهور اليمين المتطرف فى مواجهة اليسار المتطرف، ليحتدم الصراع بينهما فيتراجع اقتصاد الدولة وقد أثار مشهد اقتحام الكونجرس الأمريكى تساؤل الإعلام الغربي عن مدى قدرة الديمقراطية الغربية على الصمود فى ظل الصراع بين اليمين واليسار أمام الصين دولة الحزب الواحد المرن، وازدادت مخاوف الغرب بعد التحكم التكنولوجى الصيني الرهيب فى كل شبر من أراضيها ومراقبة كل فرد من شعبها ببصمة الوجه وإعطاء كل فرد نقاط على حسب أفعاله وأخطائه، فأصبحت الحكومة الصينية مثل الإله الذى يتحكم فى أدق خصوصيات الشعب ما يعد  كسرا لقواعد الديمقراطية.

والخطير فى الأمر هو أن هذا النظام قد يصنع من الصين دولة نموذجية مثل ماكينات المصانع التى تستمر فى العمل بأقل الأخطاء، وتتقدم وتتفوق على الغرب بصورة سريعة وبفروق ضخمة جدا، وهنا يرى الكثير من المحللين الغربيين أنه فى هذه الحالة سوف تصبح الديمقراطية عائقا ضخما أمام الغرب للحاق بالصين. 

وهنا السؤال الهام "هل ستصمد الديمقراطية فى ظل الصراع الغربى الصيني؟" فأنا أعتقد أن العالم سوف يذهب إلى نظام جديد ليس فقط بوجود أكثر من قطب مثل أمريكا والصين لكن أيضا بظهور بديل آخر للديمقراطية، حتى الآن لا أحد يعرف الشكل العام لهذا النظام البديل وهل ستتقبله الشعوب وبالأخص الغربية، لكن الأكيد هو أن النظام الديمقراطى سوف يحتاج إلى تعديل حتى يستطيع أن يتعامل مع التقدم الصينى غير المسبوق.