الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الإرهاب يتمدد فى إفريقيا.. فهل تتحول لساحة جهاد عالمية؟!.. رغم مقتل قادة التنظيمات.. مستقبل قاتم ينتظر القارة السمراء

-
-
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بين نجاحات مواجهة لإرهاب وتصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية، باتت أفريقيا من أبرز المناطق فى العالم التى تكتوى بنار الإرهاب من شرق القارة فى الصومال والقرن الأفريقى إلى الغرب والوسط والشمال الأفريقى والجنوب والذى ظهرت فى عمليات داعش فى موزمبيق.

ارتفاع الهجمات الإرهابية

أبعاد ودلالات تنامي التهديدات الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة العربية والعالم – مجلة شؤون عربية

وفى أفريقيا، زادت الجماعات الموالية لداعش من حجم وخطورة هجماتها غربى القارة، وعلى الساحل وحوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق، وفقا للتقرير السنوى حول مكافحة الإرهاب.

وأوضح التقرير أن عدد القتلى من جراء الهجمات المرتبطة بداعش فى غرب أفريقيا تضاعف من نحو ٢٧٠٠ فى عام ٢٠١٧ إلى ما يقرب من ٥٠٠٠ قتيل فى عام ٢٠٢٠.

ويفيد ذات التقرير بأنه فى موزمبيق، قُدّر عدد ضحايا هجمات داعش بنحو ١٥٠٠ شخص، بعد سيطرة التنظيم الإرهابى على وسط مدينة موكيمبوا دا برايا فى مقاطعة كابو ديلغادو.

وبحسب تقرير مؤشر الإرهاب لعام ٢٠٢٠ الذى أصدره معهد الاقتصاد والسلام ومقره مدينة سيدنى الأسترالية، بالتعاون مع مركز مكافحة الإرهاب والتطرف بجامعة ماريلاند الأمريكية فى نوفمبر ٢٠٢٠، سقط فى منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو ٤١٪ من القتلى على مستوى العالم، فى هجمات إرهابية منسوبة لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وبعد تمركزه فى شمال أفريقيا، قبل عامين، فإنه آخذ فى التوسع فى «أفريقيا جنوب الصحراء».

وقد نفذت حركة «بوكوحرام» عددًا من الهجمات الإرهابية، كان من بينها عملية وُصِفت بأنها «الأبشع خلال العام» ذبحت فيها ٤٣ مزارعًا فى نيجيريا بحجة اتهامهم بالتواصل مع الحكومة.

قطع رءوس الإرهاب

بالأسماء... خريطة وملامح الإرهاب الأفريقي | اندبندنت عربية

يمكن القول إنه رغم تصاعد العمليات الإرهابية فى أفريقيا إلا أنه هناك العديد من النجاحات التى تمت فى مواجحة الإرهاب، والتى تمثلت فى قطع رءوس العديد من قادة التنظيمات الإرهابية فى ٢٠٢١.

ومنها مقتل زعيم جماعة«بوكوحرام» المسلّحة أبوبكر الشكوى، على يد«داعش» التنظيم المنافس والصاعد فى منطقة وسط وجنوب وغرب أفريقيا.كما تمكن الجيش النيجيري، من قتل زعيم داعش أبومصعب البرناوي، وخليفته مالام باكو، بمنطقة الساحل الأفريقي، وقتل زعيم التنظيم فى الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي، و»با أغ موسى»«القائد العسكري» لـ«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»والمسئول العسكرى لـ«حركة أنصار الدين»، و«أحد الكوادر التاريخيين للتيار الجهادى فى منطقة الساحل على يد القوات الفرنسية.

كذلك قتل الجيش الفرنسى«باى اغ باكابو»، القيادى فى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، والإرهابى «دادى ولد شعيب»، الملقب بـ»أبو دردار»، عضوا قياديًا فى جماعة «كتيبة سيرما» الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم «القاعدة» فى الصحراء الكبرى. كذلك قتل القيادى البارز من حركة الشباب الإرهابية يدعى محمد عبدى سوبى الملقب بـ»توسو»، فى ولاية شبيلى الوسطى بجنوب شرق الصومال.

إدراج قادة جدد ضمن قائمة الإرهابيين العالميين

وفى إطار المواجهة مع الإرهاب أعلنت الولايات المتحدة إدراج خمسة أشخاص قالت إنهم من قادة «الجماعات الإرهابية» فى أفريقيا، ضمن قائمة الإرهابيين العالميين، فى خطوة أكد مراقبون أنها ستضيق الخناق على تلك الجماعات.

وجاء على رأس هؤلاء الإرهابيين الخمسة «بونوماد ماشود عمر»، الذى يتولى رئاسة الشئون العسكرية والعلاقات الخارجية لتنظيم داعش فى موزمبيق. كما ضمت القائمة «سيدان أغ هيتا» القائد المسئول عن منطقة «كيدال» فى مالي، ضمن جماعة «نصرة الإسلام» المقربة من داعش فى الساحل الأفريقي، و»سالم ولد بريمات» وهو قيادى بارز فى جماعة «نصرة الإسلام»، فى منطقة موبتى فى مالي. كما أنه يشرف على الجماعة الإرهابية فى بوركينا فاسو.

وكشف بيان الخارجية الأمريكية أن القائمة ضمت أيضا عنصرين من حركة «الشباب» الإرهابية فى الصومال، وهما « على محمد راج»، المتحدث باسم حركة والقيادى البارز فيها، بالإضافة إلى «عبدالقادر محمد عبدالقادر»، الذى يعمل وسيطا بحركة الشباب الإرهابية.

مستقبل الإرهاب

تشير أغلب التوقعات إلى أن القارة الأفريقية، ستكون المعقل الأول للجماعات الإرهابية فى العالم، إذا أصبحت الفوضى والتطرف العنيف وانعدام الأمن هى القاعدة فى غالبية دول القارة السمراء مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسى والصراع الداخلى فى الدول.

وتشير الأوضاع فى القارة الأفريقية إلى وصول الجماعات الإرهابية وانتشارها فى جميع الأقاليم القارة السمراء، ولم تعد الجماعات الإرهابية الرئيسية فى أفريقيا تنتمى للقاعدة كما عهدناها خلال العقود الماضية بل أصبحت هناك فروع كثيرة لتنظيم «داعش»، كما تميزت الجماعات الإرهابية فى القارة باكتساب مزيد من المرونة التكتيكية، حيث لا يزال «تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي» و«حركة الشباب فى القرن الأفريقي» و«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» فى منطقة الساحل وتنظيم داعش فى غرب أفريقيا من بين أكثر التنظيمات الإرهابية نشاطا وخطورة.

وحسب نشرة «مؤشر الإرهاب العالمي» التى نشرت فى نوفمبر الماضى نقل تنظيم داعش الإرهابى «مركز ثقله» من منطقة الشرق الاوسط إلى القارة الأفريقية وإلى جنوب القارة الأسيوية بدرجة أقل.

ويرى مراقبون أن أفريقيا ستكون ساحة الجهاد العالمية خلال السنوات المقبلة بدلا من المناطق التقليدية فى الشرق الأوسط ووسط أسيا.

ويمكن للجماعات الإرهابية التخطيط لشن هجمات فى جميع أنحاء العالم، والأمر الثانى يتمثل فى زيادة تدفق المهاجرين واللاجئين الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر شمالا إلى قارة أوروبا للهروب من بلدانهم.

ورغم الجهود الدولية والمحلية الرامية لمكافحة الإرهاب فى القارة، فإنه يزداد تمددًا وخطورة، مستغلًا الأحداث السياسية والاقتصادية؛ سواء كانت انشغال الحكومات بمواجهة «كوفيد-١٩»، أو الانتخابات، وما تخلقه من قلاقل واضطرابات تستغلها الجماعات الإرهابية فى تعزيز نفوذها.

التحولات التى شهدتها ظاهرة الإرهاب فى أفريقيا تؤكد الحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب تتفق فيها الدول الأفريقية على تعريف الظاهرة، ولا تسمح بتهرب الدول غير المتضررة من مسئولياتها، على أن تعتمد هذه الاستراتيجيات إلى جانب الأدوات العسكرية والأمنية، العمل على معالجة الأزمات التى تسمح بنمو الجماعات الإرهابية داخل القارة الأفريقية، بحيث لا تتحول أراضى القارة إلى مفرخه للعناصر الإرهابية التى لن تتورع عن هدم أى مقومات للتنمية والتقدم فى دول القارة.