الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن آدم المصطفى وزوجه والشيطان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

* قبل أن نبدأ علينا أن ندرك أن كتاب ربى يحتوى نوعين من الآيات الكبيرة (آيات بينات وآيات محكمات) وعلينا أن  نفرق بين الآيات البينات والآيات المحكمات، بين أمارة ألوهية الرسالة والرسالة نفسها، بين أمارة الدين والدين نفسه.

* والآيات البينات ليست دينا ولكنها أمارة ألوهية الرسالة والمعجزة الكبرى التى خصها بها ربى الرسالة الخاتمة، وتتضمن آيات أسرار خلق الكون وأسرار خلق الإنسان، ومحطات التطور البشرى الرئيسية والتى أتى بها الله مخزنه من الإمام المبين واللوح المحفوظ.

* وهى آيات لا تحتوى دين أو أحكام دينية أو شريعة، وهى آيات بينات بصائر سنراها بأعيننا، ونفك أسرارها كلما تقدم العلم وكلما زادت المعرفة الإنسانية وارتفع ثقفها، وسوف نفكها كاملة قبل قيام الساعة بقليل، وهى آيات ستفهم أكثر وأكثر كلما مرت قرونا أكثر، وتقدمت المعارف أكثر وتقدم العلم أكثر، وكل 100 عام أو 1000 عام ستفهم فهما أدق، وأشمل وأعمق وكل عصر سيفهمها وفقا لحدود الثقافة المعرفية ووفقا لحدود ثقف عصرنا الحالى تعالى نحاول فهم قصة الجعل التى تلت قصة الخلق قال تعالى: إنى جاعل فى الأرض خليفة. أى كائن يخلف بعضه بعضا ولا يبدأ كغيره من الصفر دائما كائن متطور، وهو ما تطلب إجراءات وتعديلات وتعليم وتلقى وتسوية ربانية ونفخة إلهية.

*قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} .(ص 72). 

  • {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا} ﴿٣٥ البقرة﴾

* آدم اسم جنس (ذكور وإناث) وزوجه هو اسم جنس آخر ذكور وإناث والفرق بينهما فى  التسوية الإلهية والنفخة الربانية. 

* وزوجة: الزوج  فى المصحف تعبر عن المفرد الذكر أو الأنثى، ولها 3 معانى فى المصحف منها شريكة الحياة و(شريك المهمة) أو المفردة من بهيمة الأنعام، وعلينا أن ننتبه للسياق فى كل مرة، وأن نحتكم للسياق فى كل مرة لنعرف اى معنى من الثلاثة يستخدم، ولا نثبت على معنى واحد للفظ، فهذا مضلل. 

زوج بمعنى زميل أو شريك المهمة أو مساعد، قال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ}.  (الصافات 22)

* زوج بمعنى المفرد من بهيمة الأنعام: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. الأنعام (143).

*  وعلينا أن نفرق بين معنى زوجك فى الآيتين التاليتين: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا} ﴿٣٥ البقرة﴾

* وقال تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا} ﴿١١٧ طه﴾
* والآية الأولى الزوج فيها  تعنى النوعين (البشر والإنسان) (النياندريتال والهموسابينس) والزوج فى الثانية تعنى (الذكور والإناث) من جنس آدم فقط فالشيطان لاعلاقة له بالنياندريتال (البشر). 

* جنسان من البشر أحدهما أسماه ربى فى المصحف (آدم) والآخر أسماه (زوجه)، وهذا يتفق مع الكشوف الاثرية  الأخيرة، التى أكدت أنه عاش جنسان من البشر هما (النياندرتال) و(الهوموسابينس) وعاشا مع بعض فترة طويلة البشر القديم والبشر الجديد (الإنسان)، حيث تحول جزء من البشر (النياندرتال) الذى اصطفاه الله وسواه ونفخ فيه  الى نوع جديد مدرك وهو(الهوموسابينس)،

* آدم "هومو سابينس" ذكور واناث
* زوجة "النياندرتال" ذكور واناث

* حسب المكتشفات الأثرية  نوعان من البشر  "النياندرتال" و"هومو سابينس"  والثانى هو العاقل هو الإنسان.

* والبشر المنتصب عموما وجد من 5 ملايين سنة على الأرض أما الهيموسابينس العاقل المدرك، فقد ظهر منذ 60 ألف سنة فقط قال تعالى: {إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه}.  والتسوية والنفخة هى التى غيرت صيرورة البشر وحولته إلى إنسان فقد تعلم وتلقى حيث كانت النفخة مزدوجة تعلم وتلقى. 

* والبشر والانسان عاشوا سويا فترة طويلة 30 ألف سنة تقريبا حتى انقرض البشر تماما وبقى الانسان ونحن أحفاد الإنسان الهيموسابينس، فنحن لسنا احفاد النياندر تال.

*  قال تعالى ( كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) ( 133 الأنعام) وفهمنا من الاية اننا احفاد القوم الاخرين ( الهيموسابينس)

*آدم: اسم مجموعة الذكور والإناث  الجديدة (الهيموسابينس) التى اصطفاها الله ونفخ فيها وعلمها سمات الأشياء،وخلق لها الاحاسيس وحولها إلى الإنسان المدرك الذي له احاسيس (خليفة الأرض) والإنسان أصله بشر طبعا .
الإنسان = بشر + نفخه

قال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ 120 فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ 121 ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ} 122 طه

* لاحظ الشيطان وسوس لجنس آدم (ذكور وإناث) وكلاهما اكل من الشجرة لاحظ (اكلا ) وكلاهما أحس بخطئه لاحظ فبدت( لهما ) وكلاهما وضع أوراق الشجر على نفسه كسوفا لاحظ (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الشجر  ) اختباءا من الله وكسوفا  وعصى آدم (ذكور واناث) ربه ثم اجتباه ( اى اطلعه على جزء من غيبه) فتاب عليه وهدى وقال تعالى ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾: الأعراف (20)
ولهما هنا تتحدث عن مجموعة آدم (ذكور واناث) وليس المجموعتين  مجموعة آدم ومجموعة زوجه لان الشيطان وسوس إليه أى إلى جنس ادم كله  (الذكور والإناث)  فى سورة طه 120 وهنا يستقيم المعنى بين ما جاء بالآيتين (طه 120) و(الاعراف 20)  وسوس إليه ووسوس لهما فجنس ادم الذى اشار ربى له ب إليه  يتكون من (ذكور واناث) لهما

* ولنرى الآيات وهى لا تتحدث سوى عن مجموعة ادم حصرا ولا تذكر نهائيا مجموعة زوجة
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ) ﴿٣٣ آل عمران﴾

* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦ طه﴾

* وقال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ) ﴿٣١ البقرة﴾

* وقال تعالى (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) ﴿٣٣ البقرة﴾

* وقال تعالى (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ﴿٣٧ البقرة﴾

* وقال تعالى (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) ﴿١١٥ طه﴾

* وقال تعالى (قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ) ﴿١٢٠ طه﴾

* وقال تعالى (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) ﴿١٢١ طه﴾

* يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴿٢٧ الأعراف﴾. 
* بقى أن نقول إنه عندما تحول البشر إلى الإنسان تحول إبليس إلى الشيطان.