الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

هجوم على القنصلية الروسية في غرب أوكرانيا.. وموسكو تحتج

إحصائية أوكرانية: 40٪ من الأشخاص فوق سن الأربعين في أوكرانيا، يشعرون بالحنين إلى الاتحاد السوفيتي.. ومؤرخة متخصصة: المشاعر متشابكة بين العداء والحنين ونحتاج حقباً زمنية لذوبان تاريخ "الارتباط السوفيتى" من الذاكرة

القنصلية الروسية
القنصلية الروسية "صورة أرشيفية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نددت روسيا، مساء الجمعة،  24 ديسمبر، بهجوم بعبوة حارقة على قنصليتها العامة في مدينة لفيف، غربي أوكرانيا، وهو الحادث الذي لم يسفر عن ضحايا، لكنه وقع في ظل توترات كاملة بين موسكو وكييف.

وبحسب تقرير فرانس برس، المنشور بصحيفة لوموند، قالت الخارجية الروسية في بيان: "في 24 ديسمبر، الساعة 2:30 صباحًا [منتصف الليل في القاهرة]، تعرضت القنصلية العامة الروسية في لفيف لعمل إرهابي. ألقى شخص مجهول الهوية زجاجة بسائل قابل للاشتعال باتجاه مدخل المنشأة، مما أدى إلى اشتعال النيران".

وأضاف بيان وزارة الخارجية الروسية، فإن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات. 

وقالت الخارجية الروسية إن "هذا العمل الفاضح وغير المقبول هو نتيجة تفاقم الهستيريا المعادية للروس في أوكرانيا والتحريض على الكراهية والعداء ضد روسيا". وأضافت الدبلوماسية الروسية أنه تم استدعاء ممثل مؤقت لكييف إلى وزارة الخارجية الروسية، حيث تم توجيه "احتجاج شديد"، وطالبت الخارجية الروسية أوكرانيا بضمان سلامة الموظفين الدبلوماسيين الروس.

من جانبها، حددت شرطة مدينة لفيف أن زجاجة المولوتوف ألقيت على السياج المحيط بالقنصلية، دون الإضرار بالمبنى، مضيفة أنها فتحت تحقيقا في "أعمال الشغب".

يأتي هذا الحادث في خضم التوترات بين أوكرانيا وروسيا، التي يتهمها الغرب بحشد القوات على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل العسكري المحتمل. وينفي الكرملين بشدة أي نية حربية.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو مروعة منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وبدء الحرب بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.

من جانب آخر، ذكر تقرير نشرته صحيفة لوفيجارو، أن حوالي 40٪ من الأشخاص فوق سن الأربعين في أوكرانيا، يشعرون بالحنين إلى الاتحاد السوفيتي، وفقًا لمسح أجراه معهد التقييم الأوكراني عام 2021. وتنخفض هذه النسبة إلى أقل من 15٪ لمن هم دون سن الثلاثين، الجيل الذي ولد بعد الاستقلال. إذا ندم أكثر من ثلث السكان على اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في أوكرانيا، بشكل عام، فإن الاختلافات ملفتة للنظر بين المناطق. في لفيف، يشعر 10٪ من السكان بالحنين إلى الحقبة السوفيتية مقابل 44٪ في خاركيف وأكثر من نصف السكان في دونباس.. وتوضح إيرينا سكلوكينا، المؤرخة المتخصصة في التراث السوفييتي في مدينتى خاركيف ولفيف الأوكرانيتين: "يمكن تفسير هذه الذكريات المختلفة من خلال نظام هجين للغاية، بمعنى أنه كان قاسيًا للغاية، مع تنفيذ سياسات اجتماعية مهمة.. على سبيل المثال، تعرض بعض الأشخاص للقمع وإرسالهم إلى معسكرات العمل، ولكن عند عودتهم حصلوا على وظائف وحصلوا على شقق مجانًا".

يتضح ذلك مما تقوله مواطنة تدعى فالنتينا تعيش فى مدينة خاركيف الأوكرانية.. تقول فالنتينا: "في أيام الجمهوريات الست عشرة كنا نعيش في سلام. اليوم لدينا حرب"، وتضيف: "فى زمن الاتحاد السوفيتى، ذهب أخى إلى الجامعة حافى القدمين، وتخرج منها طبيبًا"، وتتذكر فالنتينا بحزن سقوط التمثال "المهيب" لفلاديمير لينين، عام 2014، في مدينتها خاركيف، وهي مركز صناعي غالبية سكانه من الناطقين بالروسية. وكما تقول الباحثة المتخصصة فى التراث السوفيتى لمدينتى لفيف وخاركيف: الأمور معقدة ومتداخلة وليست بالبساطة التى يتداولها الإعلام فى العالم.. أوكرانيا فسيفساء اجتماعية متشابكة بين العداء والحنين، تحتاج لحقب زمنية طويلة ليذوب من الذاكرة تاريخ "الارتباط السوفيتى".