السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك يوسف العبسي يترأس صلاة الغروب في كاتدرائية سيدة النجاة

مطران
مطران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس بطريرك انطاكيا وأورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي صلاة الغروب في كاتدرائية سيدة النجاة زحلة، وخلالها جرت رتبة تولية المطران ابراهيم ابراهيم راعيا لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك خلفا للمطران عصام يوحنا درويش.

وجاءت نص كلمة “العبسي” كالتالي: يسرّنا أن نقدّم لكم في هذا اليوم المبارك الراعيَ الجديد لأبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع، المطران إبراهيم إبراهيم الجزيلِ الاحترام الذي كان قبلًا مطرانًا لكنيستنا التي في كندا وانتخبه من ثمّ السينودسُ المقدّس في أثناء انعقاده في حزيران الفائت 2021 مطرانًا على أبرشيّتكم المحبوبة والمحروسة خلفًا لسيادة المطران يوحنّا عصام درويش الجزيل الوقار.

وتابع: المطران إبراهيم إبراهيم آتٍ اليوم إليكم ولكن سبقه إليكم الصيت الحسن والتقدير الجزيل والمحبّة الكبيرة التي كان يتمتّع بها في أبرشيّة كندا التي خدمها على مدى ما يقارب الخمسة عشر عامًا، تاركًا أثرًا طيّبًا في ما قام به من أعمال على مختلف المستويات الرعويّة والإعماريّة والإنسانيّة والاجتماعيّة وفي ما قدّم من خدمة لأبنائنا ومن غير أبنائنا أيضًا المنتشرين في بلاد كندا. لذلك إذ نستقبله اليوم ونرحّب به مطرانًا على أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع نَعلم أنّنا نستقبل ونرحّب بمطران مختبر قادر على قيادة ورعاية شعب الله المؤمن الذي يأتمنه عليه السيّد المسيح اليوم في هذه المدينة العريقة في الإيمان والمتجذّرة والفاعلة في تاريخ كنيستنا الملكيّة.

وأضاف: أيّها الأحبّاء، المطران الجديد الذي نستقبله اليوم هو ابن لكم وراع لكم في آن واحد، هو منكم ولكم، كما يقول بولس عن رؤساء الكهنة: "كلّ حبر يؤخذ من الناس ويقام لأجل الناس في ما هو من [عبادة] الله لكي يقرّب تقادم وذبائح عن الخطايا" (عب5: 1). لقد اختاره الله من أجل خدمتكم وليس من أجل خدمة نفسه. علينا أن نحضنه وأن نرعاه وأن نحبّه وأن نحصّنه وأن نمنع عنه كلّ مكروه وكلّ شرّ وكلّ أذًى. لا شكّ أنّ السينودس المقدّس انتخبه ومسؤول عنه أوّلاً، بيد أنّنا نحن أبناءَ هذه الأبرشيّة مسؤولون عنه أيضًا. نحن مسؤولون عن هذا الابن الذي أعطانا الربّ إيّاه ، مسؤولون عن صحّة عمله، عن نقاوة سلوكه، عن نجاح إدارته، عن قداسته... لذلك علينا أن نحوّطه، أن نساعده، أن نحبّه، أن نحترمه، أن نخاف على صيته. هذه المسؤوليّة التي علينا عن مطراننا يجب أن تكون أولويّةً في حياتنا نضحّي في سبيلها بكلّ شيء ونضعُ من أجلها جانبًا كلّ ما قد يكون بيننا من خلافات أو تباعدات أو خصومات لا سمح الله. قداسة المطران إبراهيم، نجاح المطران إبراهيم من مسؤوليّة كلّ واحد منّا بقدر ما هي بل أكثر ممّا هي مسؤوليّةُ الذين انتخبوه. إذا أردنا أن ينجح مطراننا وأن يكون راعينا صالحًا وقدّيسًا علينا نحن أوّلاً أن نساعده على أن يكون كذلك.
يصف القدّيسُ بولس السيّدَ المسيح بالحبر الأوّل بالمطران الأوّل. ويقول الكتاب المقدّس عن  المسيح الحبر، المطران الأوّل إنّه "رئيس السلام". كلّ خليفة للسيّد المسيح، كلّ رئيس كهنة هو رئيس السلام في أبرشيّته، يعني أنّه مسؤول عن إحلال السلام فيها على مثال السيّد المسيح. المطران هو رئيس السلام الذي يسالم ويصالح أبناءه ويجعل أبناءه يسالم ويصالح بعضهم بعضًا كما يطلب القدّيس بولس. المطران هو رئيس السلام الذي يسعى إلى هدم الحواجز التي من شأنها أن تباعد أو تفصل بينهم، جاعلاً منهم رعيّة واحدة في حظيرة واحدة. وكم بالحريّ في زحلة "دار السلام"؟ السلام في الأبرشيّة كما في الكنيسة وكما في العالم هو أكبر عطيّة من الله لأبنائه على الأرض: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". هذه رسالة المولود الجديد الربّ يسوع الذي ننتظر قدومه بعد أيّام، وهذه هي رسالة المولود لنا اليوم، لأنّ إلهنا إله السلام، وإنجيلنا إنجيل السلام، وسعينا سعي إلى السلام: "طوبى لفاعلي السلام فإنّهم يدعون أبناء الله".

وجاء في كلمته: أيّها الأحبّاء، هذه السيّدة التي نحن في حضرتها هي سيّدة النجاة. هكذا أرادها وسمّاها الذين بنوها. علينا أن ننظر إليها كما كان ينظر إليها آباؤنا وأجدادنا الذين عمّروها على هذا الاسم. السيّدة العذراء في نظرهم، وهكذا يجب أن تكون في نظرنا نحن أيضًا، هي التي تنجّيهم وليس من منجٍّ آخرَ سواها، بشفاعتها إلى الربّ يسوع ابنها. العذراء سيّدة النجاة تنجّينا ليس فقط من الأخطار الخارجيّة بل أيضًا من الأخطار الداخليّة التي قد تنشأ لا سمح الله وهي الأخطر. لذلك ينبغي أن نصوّب أنظارنا إلى سيّدة النجاة أينما كنّا لأنّها هي التي تستطيع أن تجمعنا. كلّما ضعفنا، كلّما اختلفنا، كلّما تباعدنا، فلنأتِ إليها ونستودعها بعضنا بعضًا بضعفنا وتباعدنا واختلافنا. إنّها كفيلة بأن تضمّنا جميعًا إلى صدرها. فمن طلب النجاة هذه هي داره. والساكن في هذه الدار هذه هي رسالته، أن يقدّم النجاة لطالبها. رسالة الساكن في هذه الدار أن يصلّي من أجل أبنائه، أن يحبّهم، أن يجعل منهم قدّيسين بأن يقدّم لهم يسوع المسيح ويسوع المسيح وحده دون سواه، بشهادة إنجيليّة صادقة، بسيرة مقدّسة، كما تفعل السيّدة العذراء، سيّدة النجاة، من أعلى المقام الذي بناه لها آباؤنا على مَطلّ مدينتنا شكرًا لها على النعم التي تنالها للجميع من ابنها الإلهيّ.

في هذه المناسبة السعيدة أقدّم لسيادة المطران يوحنّا عصام درويش الموقّر، باسمي وباسم الأبرشيّة وباسم الكنيسة، عواطفَ التقدير والشكر والمحبّة على ما بذل لهذه الأبرشيّة من محبّة وتعب وعلى ما أنجز من أعمال رعويّة وعمرانيّة وخيريّة واجتماعيّة وثقافيّة وفنّيّة، رائده ازدهارها ونموّها وجعلُها فاعلة شاهدة على حضور الربّ يسوع في هذا البقاع المتنوّع الجمال والأطياف.
كلمتي الخاصّة إلى أبنائي الكهنة الخادمين في هذه الأبرشيّة أن يلتفّوا حول راعيهم الجديد ويحوّطوه بما يليق من الاحترام والمحبّة ويكونوا له خير أعوان، وأن يأخذوا شعارًا لخدمتهم قول الرسول بولس إلى أهل كورنثس: "أطلب منكم، أيّها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تكونوا جميعكم على قول واحد، ولا يكونَ في ما بينكم شقاقات؛ بل تكونوا ملتئمين بفكر واحد ورأي واحد" (1كور1: 10).

سيادة الأخ إبراهيم، هوذا أنت الآن بين أبنائك، في وسْط شعبك. ها هم ينظرون إليك بوجوه باسمة متكلّمة، بعيونٍ  ملأى بالفرح  والثقة والرجاء. إرفع يمينك وباركهم. بارك هذه الكرمة التي غرستْها يمين الربّ وأوكلت إليك أن تحرسها وتنميها. إرفع يمينك وبارك باسم الربّ الآتي إلينا عمّا قليل بالخلاص طفلاً مولودًا في مذود بمغارة تنشد له السماء وتردّد الأرض الصدى: "إنّي أبشّركم بفرح عظيم. قد وُلِد لكم اليوم مخلّص".