الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف: حضارتنا الإسلامية إنسانية بامتياز

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية بامتياز ، يتأتى ذلك من جوانب عدة ، منها : كونها جاءت رحمة للعالمين ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبا نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ، وكونها رسالة للناس كافة ، حيث يقول الحق سبحانه :" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"، وكونها عنيت بالإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته ، حيث يقول الحق سبحانه : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" ، فقد كرم الله (عز وجل) الإنسان على إطلاق إنسانيته  ، وحرم قتل النفس، كل نفس وأي نفس , وعصم كل الدماء ، فقال الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " ، ويخاطب نبينا (صلى الله عليه وسلم) الناس جميعًا في حجة الوداع بقولته الشهيرة : "أيها الناس : إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ " (صحيح مسلم) .

ولفت وزير الأوقاف، إلى أنه تتجلى الأبعاد الإنسانية في شريعتنا الغراء أوضح تجلٍّ في سيرة نبينا محمد وهديه (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأصحابه وأزواجه وأحفاده والناس أجمعين ، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقول عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : "إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ " وفي رواية أنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذبْتَ ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي " ، وكان يقول عن سيدنا سلمان الفارسي : "سلمان منا آل البيت" ، وكان خير الناس لأهله وهو القائل عن أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها) : " آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ".

كما تتجلى الأبعاد الإنسانية في هديه (صلى الله عليه وسلم) في رحمته بأحفاده ، فعن أبي بكر قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي معه ، وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول: إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين  ، ولما رآه الأقرع بن حابس يقبل الحسن والحسين ، قَالَ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ: "مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ" وفي رواية : " أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ".

وأوضح الوزير، أنه كان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالناس وبخاصة الأطفال والضعفاء حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "من صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة ".

كما تتجلى الإنسانية في أسمى معانيها في معاملته (صلى الله عليه وسلم) للخدم ، حيث يقول سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه) :خدمتُ رسول الله (صلى الله عليه) وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلتَ كذا ؟ " (متفق عليه) ، وحيث يوصي (صلى الله عليه وسلم) بهم ، فيقول : " إخوانُكم خَوَلُكُم، جَعَلَهُم اللهُ تحت أيديِكم، فمن كان أخوه تحت يده، فلْيُطْعِمه مما يأكلُ، ولْيَلْبِسُه مما يَلْبَسُ، ولا تكلُفُوهم ما يَغْلِبُهم، فإنْ كَلَفْتُمُوهم فَأَعِيْنُوهُم " .