الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس إكرام سمير يكتب : الميلاد دعوة للاستنارة

القس إكرام سمير
القس إكرام سمير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news



«كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتيا إلى العالم» «يو 9:1». ميلاد المسيح هو من أعظم أحداث التاريخ بل أعظمها لقد تجسد الله ومن أعظم التعبيرات التى قيلت عنه إنه النور الحقيقى وهذا يعنى أن هناك أنوار تبدو حقيقية ولكنها فى الحقيقة أنوار مزيفة.
أولا- جاء المسيح ليصنع استنارة داخلية فى قلب كل إنسان: قال الكتاب المقدس كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان: فهو أولا يصنع استنارة داخلية لكل إنسان، يجعل الإنسان يدرك إنسانيته ويعيد اكتشاف ذاته، ينير داخل الإنسان فيستطيع الإنسان أن يميز ما هو الحق وما هو الباطل يستنير أى إزالة الظلمة من داخله والظلمة تشير للفساد والشر والنور يشير للحياة والحب فيستطيع الإنسان أن يتخلص من الفساد من داخله لا من خلال قانون يفرض عليه، يجعل الإنسان أمين يتقن عمله كالتزام داخلى ويحب الناس من حوله.
ثانيا- المسيح جاء لينير الذهن البشري: وكانت هذه صلاة الرسول بولس «مستنيرة عيون أذهانكم» «اف18:1» فلا يصبح الذهن منغلقا على نفسه، ولا يصبح الذهن متعصبا يكره الآخرين، بل أصبح الذهن مستنيرا وهذا ما فعله الرب يسوع فى قبول الجميع ومحبة الجميع.
لقد قبل الخطاة وقبل المهمشين والمظلومين ودافع عنهم وأحب الأعداء والمختلفين لم يفرق بين غنى وفقير بل أحب الفقراء واللسطاء وأكل معهم وعاش بينهم.
ثالثا- كان المسيح هو النور الذى كشف فساد المجتمع وقدم العلاج: لقد كان لدى المسيح برنامج يعيش لأجله فقد جاء ليبشر المساكين ليشفى منكسرى القلوب لينادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية.
لقد جاء ليدافع عن المظلومين والمرفوضين والمنسحقين، لقد كان المجتمع اليهودى يحتقر المرضى والفقراء والمرأة ويعادى كل ما ليس يهودي، لقد كان يدافع عن الفقراء الذين أثقلتهم الضرائب ودافع عن المرأة وهذه هى رسالتنا اليوم فلن تتحقق استنارة لمجتمعنا بدون وضع أيدينا على أمراض المجتمع وفضح الظلام وكشف الفساد وإعادة الحقوق لأصحابها.