الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في نيابة (الواو) عن (أو) أو ما يطلق عليه (واو) التخيير!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

*هناك مذهب نحوي معروف يرى أن (الواو) قد تخرج عن أصلها المعروف الشائع (واو العطف) (عطف عام على خاص) أو (خاص على عام) أو (الجمع) أو واو (المغايرة ) وأنها قد تستعمل أحيانا نيابة عن ( أو) أى تنوب عنها وتأتى بدلا منها أى تأتى واو بمعنى (أو)، ونسميها فى هذه الحالة  (واو التخيير)، بين شيئين أو التخيير بين عدة  أشياء.

* فإذا جئنا إلى النص القرآني لنرى مدى تحقّق ذلك، ومدى استعماله له في أساليبه المختلفة، فسوف نجد أن ثمة آياتٍ كثيرة متعددة قد حُمِلت فيها الواو  بمعنى (أو) للتخيير وليس للعطف أو الجمع.
وجاءت الواو بمعنى (أو) 
*  ففى قوله تعالى مثلا: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]؛

* والمراد هنا ليس معنى الجمع بين عداوة كل هؤلاء معًا حتى نكفر، وإنما أن من عادى واحدًا فقط ممن ذُكِر فإن الله عدو له؛ لأن عداوة أحد هؤلاء - فقط -كفيلة بكفر صاحبها وموجبة لعداوة الله له؛ كما أن معاداة أحدها والكفر به، والواو هنا بمعنى (أو).

* والسياق هكذا... من كان عدوا لله( أو) ملائكته( أو) رسله (أو) جبريل (أو) ميكال فإن الله عدو للكافرين.

*  لأنه لن يستقيم أن تكون عدوا لرسل الله ولست عدوا لله أو تكون عدوا لملائكته ومحبا لرسله فالملائكة هى إحدى وسيلتين يكلم الله بهما رسله قال تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (51 الشورى).

* وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]؛

*إذ الكفر بواحدة من هذه المذكورات السابقة -  جدير بضلال صاحبه،  فالحكم بالضلال في الآية لا يتعلق بالمجموع فقط، بل بالكفر بأيِّ من تلك المذكورات كل  على حدة، والسياق استخدمت فيه واو مكان أو.

* وقوله تعالى: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [النساء: 3]؛  الواو في هذه الآية للتخيير بمعنى (أو) وليست للجمع، فأما واما وإما

* وأن المعنى تقديره: مثنى أو ثلاث أو رباع؛ لأن بقاء الواو على أصلها من الدلالة على الجمع يجعلهم 9 مرات وهى هنا بمعنى (أو) وتفيد التخيير.

*  اما أن تقسط مرتين أو ثلاثة أو أربعة، لكن الله نصحك بواحدة فقط على الاكثر لتأكيد ربى على استحالة العدل بين عيالك واليتامى ابناء الارملة

*  فعليك ألا تستخدم الحد الأقصى للاقساط فى اليتامى مرات عديدة  حتى لا تقع فى العول أيضا كما أشار ربى.

*  إذا بعد أن أعطى الله لك الرخصة وبين حدها الأقصى عاد ونصحك بعدم استخدامها غير مرة لاستحالة العدل بين عيالك واليتامى وحتى لاتقع فى العول (كثرة العيال وقلة الدخل) اى لسببين ذكرهما الله فى الاية عدم العدل والوقوع فى العول.  قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) النساء 3

*و قال  تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ﴾ [سبأ: 46]؛

* والواو هنا للتخيير بمعنى (أو). ولا تفيد  الجمع، في قوله تعالى: ﴿ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر:1].

*وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ﴾ [التوبة: 5]؛

* حيث لا يمكن أن يجتمع قتل المشركين مع أخذهم والذي يعني الأسر طبعا، فكيف يكون اسر المقتول  ولكن المراد الأسر بدلا من  القتل والتخيير بينهما، فالواو في (وخذوهم) للتخيير بمعنى (أو).

*وفي قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 12]؛ لأنه إذا حصل أحد هذين الفعلين اللذين هما: نكث الإيمان، والطعن في الدين، كان حصول أحدهما موجبا لقتال هؤلاء.

*وقال  تعالى: ﴿ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾ [إبراهيم: 9] والواو في الآية بمعنى (أو)،

* أي: أن أحد الأمرين لازم، والمعنى: أنا كفرنا  بما أرسلتم به، وان لم نكفر نشك  مرتابين فيه
والواو تأتى بمعنى أو وتفيد التخيير،

*  وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ﴾ [سبأ: 46]؛  والواو هنا   للتخيير بمعنى (أو). وتفيد التفصيل، لا الجمع.

* وفي قوله تعالى: ﴿ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر:1].

* كما  حملت الواو كذلك في كثير من الآيات الأخرى على معنى أو، ومنها قوله تعالى: ﴿ أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100]؛

*  المراد من الآية هو إما الإهلاك وإما الطبع على القلوب، الواو لاتصح  ان تكون على ظاهرها من الدلالة على الجمع؛ لأنه يستحيل أن يجتمع الأمران. 

* وقوله تعالى: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5]؛

*حيث إن الإخبار بأنهم إخوانٌ وموال كناية عن الإرشاد إلى دعوتهم بأحد هذين الوجهين، ومن ثم فالواو للتخيير بمعنى (أو)، وتقدير المعنى المراد: فإن لم تعلموا آباءهم  فادعوهم إن شئتم بإخوان، وإن شئتم ادعوهم موالي،

*  ويقول تعالى ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ...)

*  فرجل وامرأتان
تعنى رجل( أو) امرأتان
الواو  أنابت عن أو وهى للتخيبر 
اى اما (رجلين) فإن لم تجدوا  ( فرجل) أو (امرأتان) ولكن سيقول قائل لكن عدد الشهود لا بد ان يكون 2 حسب  ماجاء بالاية فكيف سيكون (رجل) احد الخيارات المتاحة ونقول 
* رجل: تحتمل  ( ذكر أو انثى)، لان رجال:  تعنى (ذكور وإناث) مترجلون راجع عربية المصحف
ورجل مفردها

*إذن (رجل) هذه  تحتمل  (ذكر وأنثى) معا فهل نحملها على ذكر ام نحملها على أنثى أم نحملها على الاحتمالين لنفى بعدد الشهود المطلوب وهو2 كما هو محدد فى بداية الآية.

* نحملها طبعا على الاحتمالين فنفهم أنها (ذكر وأنثى) بلغتنا أى رجل وامرأة وعليه تكون الاحتمالات  بالنسبة للشهادين فى الاية الخاصة بكتابة الدين اما  
*رجلين أو 
*رجل وامرأة أو 
*امرأتان

* التراثيون جمعوا رجل + امرأتان =2 شهود المطلوبين فى آية الاستدانة والسلف وجعلوا المرأة بنصف رجل كى يستقيم الجمع!!

* ونسوا أن تلميذ أولى إعدادى نعمله أن جمع او طرح المختلف خطأ رياضيات فادح ولا يجوز اصلا لا يجوز ان اجمع  الا المتشابه رجال مع رجال ونساء مع نساء
ذكر   + 2 اناث  لا تجمع ياسادة
راجعوا طلبة اولى اعدادى وهل ربى الذى يعلم كل شئ وخلق كل شيء يقع فى خطأ مثل هذا او غيره، ربى لا يخطئ حاشاه وربى اكبر من اكبر عالم رياضيات.

*و الواو فى الآية( فرجل وامرأتان)  هى واو( المغايرة) اى لاتجمع ورجل شئ غير امرآتان وليس شئ واحد نجمعه او نطرحه وهى واو التخيير بمعنى( أو) اى المقصود ان حالات الشهود  3 حالات للشاهدين  ، (رجلين) أو( رجل) أو (امرأتان)

* ورجل تحمل على الاثنين (ذكر وأنثى) لأنها المفرد من رجال التى تعنى فى عربية المصحف ذكور وإناث مترجلون، وعليه نفهم أن رجل أى ذكر وأنثى معا، والله تعالى أعلم بمقاصد المصحف.