الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في الفرق بين الرِّبا والدَّيْن في كتاب الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بداية نقول إنه علينا أن نفرق بين دين الله وشرائعه عمومًا بين (الإسلام) و(الشريعة الخاتمة) الأخيرة على وجه الخصوص وبين موضوعات الدين وموضوعات الشريعة وموضوعات الشريعة وبعضها.

* و(الإسلام) هو الدين الواحد لكل أهل الكتاب، وهو عبارة عن موضوعات، وموضوعات الدين 12 موضوعا لكل أهل الكتاب وموضوعات الشريعة الخاتمة الخاصة بالمحمدين الذين آمنوا بها  20  موضوعا وموضوعات المصحف (الدين) و(الشريعة الخاتمة) 32 موضوعا.

*  وكل موضوع فى الدين أو فى الشريعة فرضته أية محكمة (إلا موضوع الإرث ففيه 4 أيات محكمات احتوت المحكم وتفصيله معه فى سورة النساء 11 و12 و13 و176) وعدا موضوع  الإرث سنجد لكل محكم أية محكمة وردت له تفرضه وآيات تفصيل عديدة تفصل ذلك المحكم الذى قرره الله علينا.

* فالشرك مثلا موضوع فى كتاب الله  له آية محكمة وعديد من آيات تفصيله، وبر الوالدين موضوع ومن موضوعات الدين أيضا العبادة فهى موضوع له آية محكمة ومجموعة من آيات التفصيل   والاستعانة موضوع  والطاعة الموصولة لله والرسول، والمحرمات ال9 للصراط المستقيم، فبر الوالدين موضوع وقتل النفس موضوع وقتل الأولاد من إملاق موضوع  والفواحش ما ظهر منها وما بطن  موضوع والإقساط فى اليتامى موضوع، والوفاء بالكيل وبالميزان موضوع وشهادة الزور موضوع والوفاء بالعهد موضوع.

* والشريعة الخاتمة لها موضوعاتها أيضًا؛ فمحرمات النكاح (موضوع) ومحرمات الطعام (موضوع) ومحرمات التجارة (موضوع) والإثم والبغي بغير الحق (موضوع) والتقول على الله (موضوع)، والقتال موضوع، والجهاد موضوع آخر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع، والزواج والقوامة والطلاق موضوع، والاستدانة موضوع والأخلاق العامة والأوامر والمجتنبات الثمانية موضوع، والفروض ال23 موضوعا، الشعائر الأربع وتتفرع إلى موضوعات 4 (إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت) وتوزيع التركة موضوع وينقسم إلى موضوعين (الوصية والإرث) والعقوبات العشرة فى الدنيا موضوع.

* والربا والدين أو الاستدانة كلاهما من موضوعات الشريعة الخاتمة، وعلينا أن نفرق بين محكم  الربا ومحكم الاستدانة فى المصحف، فلكل آيته المحكمة وآيات التفصيل التى تخص ذلك المحكم . ولا يصح أن نخلط بين الموضوعين نهائيا.

*  والربا أي الزيادة خاص بزيادة حصرية  فى المعاملات التجارية بين اتنين تجار وليس له علاقة بالمعاملات بينك وبين البنوك مثلا والعلاقة بين فرد ومؤسسة لم ترد فى المحرمات، ولم  ترد فى المصحف، وفى الربا هناك زيادة مقبولة وزيادة محرمة يرفضها الله وهى ما يزيد عن 100٪ من أصل المبلغ المقترض مهما  طالت مدة السداد، وكذلك الإصرار من التاجر المقرض على تحصيل الفوائد المتفق عليها من المقترض رغم  تعثر التاجر المقترض، وتأكد التاجر المقرض من تعثر صاحبه تماما.
وفى حالة خسارة المقترض لفوائد أموله المتفق عليها  أكد الله له انه سيحسبها له من زكاته المستحقة عليه فإن زادت سيحسب الله له الخسارة الزائدة كصدقة والله يربى الصدقات، وعليه فهناك زيادتان محرمتان فى الربا زيادة الفوائد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 130]. وتحصيل الفوائد حالة التعثر قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280].

*وفى الربا وردت آية  محكمة وهى الآية 275 من سورة البقرة: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}. 

*  كما وردت فى الربا 13 آية تفصيل فصل الله تعالى بها موضوع الربا؛ فالتفصيل فى كتاب الله على الله حصرا وفقط والبلاغ على الرسول، والبيان بمعنى الإفصاح فهو فى المصحف عكس الكتمان ولاعلاقة له بشرح أو تفصيل وهو فى المصحف على الله ورسله جميعا  ويمكن مراجعة مقالنا فى هذا الشأن والمعنون (ذروا ما بقى من الربا) وهو متاح على موقع البوابة على الانترنت ومقالنا فى الفرق بين البيان والتفصيل والبلاغ فى عربية المصحف فهو متاح أيضًا.

*  أما الاستدانة (الدين) فهو بين فردين عاديين غنى ومحتاج، وليس هدفه الاستثمار والتجارة  فلا علاقة لها بالتجار هى علاقة بين شخصين غنى وآخر فقير محتاج  وليس فيها فؤاد أو زيادة لأصل المبلغ نهائيا ليس له ربا لا تربو، ولها آياتها وشروطها الاربعة فى المصحف وهى
*  أن  يكتب الدَّيْن كبر أم صغر حجمه.
*  أن يكتبه شخص محايد تماما بعيدا عن طرفى الدين، لا الدائن يكتب ولا المدين.

*  أن يملى المدين الدين الذى سيكون فى رقبته على  الكاتب المحايد ويعترف بالدين أمام الجلسة أو يملى مكانه ولى أمره أو المسئول عنه.

* أن يشهد على ذلك شاهدان.

* قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: [سورة البقرة (282)].