الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النبيل "حسن عثمان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عاجز عن تصديق ما قرأته حالًا على «فيسبوك». 

حسن عثمان من أنبل وأرقى وأجمل الشخصبات التى شرفت بمعرفتها فى مشوار حياتى.. عملنا معًا لسنوات طويلة فى جريدة «الأهالى» وتزاملنا فى حزب التجمع.

فى الجريدة، كنت ألمس فيه كم الحنان الذى يتعامل به مع أبنائه المحررين الذين يبدأون فى شق طريقهم المهنى.. يفتح الأبواب الجميع.. يساعدهم فى تنمية أفكارهم ويعرفهم بمصادر عديدة، ولا يبخل عليهم بالنصيحة والتوجيه بأسلوبه المحترم ودون تعالٍ أو «مريسة»، ولم يكن كذلك فقط مع محررى القسم الرياضى الذى ترأسه فقد كان هذا هو أسلوبه ومنهجه مع الجميع.. يوزع ابتسامته الجميلة على  كل واحدٍ منا.. يسأل عن أحوالنا.. يشاركنا كثيرًا فى فطور جماعى من الفول والطعمية والجبنة والبيض المسلوق.

ومثلما قدم للصحافة الرياضية الكثير من الوجوه الشابة ووقف بجانبها وشجعها وأخذ بيدها لتشق طريقها فى عالم الصحافة، كان أيضًا مشاركًا بأفكاره فى التخطيط للعمل بـ«الأهالى» من خلال عضويته فى مجلس التحرير، ومن خلال جلساته معنا، وكم كانت جلساتٍ ثرية بالعلم والفكر والمعرفة والمهنية أيضًا، وكثيرًا ما كنا «حسن وحلمى سالم رحمه الله والعبد الفقير»، نتحاور حول العمل الصحفى وضرورة تطوير المحتوى باستمرار ليتواكب مع روح العصر دون أن تفقد الأهالى طبيعتها كجريدة تعبر عن حزب يسارى.. وكثيرًا ما جلسنا نحن الأثنين على قهوة التكعيبة، نتحدث فى أمور شتى بما فى ذلك أمور حياتنا الشخصية ولم أكن أراه مهمومًا إلا عندما أسأله عن السيدة الفاضلة زوجته الحاجة صفية، فكانت الكلمات تخرج منه حزينة لكنها تنم عن حب جارف: «تعبانة وصحتها مش عاجبانى» ثم يسرد رحلة التحاليل والأشعات والعلاج.. كان ذلك الشعور طبيعيًا من رجل مخلص لزوجة مخلصة وقفت بجانبه على مر السنين وعاصرت رحلته فى الحياة بحلوها ومرها لحظة بلحظة.. كان دائم السؤال عن صحة إبنى مازن وعن والدته، فكلاهما يعرفانه ويحملان له كل الود والاحترام والتقدير منذ زارنا فى بيتنا من سنوات بعيدة.

وقد لا يعرف القارئ أن حسن عثمان تربى فى مدرسة اليسار المصرى، وحل ضيفًا على السجون بسبب انتمائه اليسارى ونضاله من أجل غدٍ أفضل تسوده العدالة الاجتماعية وينال كل صاحب جهد حقه الذى يستحقه فى الحياة.. قضى حسن عثمان سنوات من شبابه معتقلًا فى السجون، واستشهد أخوه محمد عثمان داخل السجن، وظل متمسكًا بمبادئه قابضًا عليها كالجمر، ووفيًا لروح شقيقه المناضل الجسور محمد عثمان.

حسن عثمان جزء من تاريخ مصر التى عشقها وعاش من أجلها ونجح فى خلق حالة من الحب حوله لا تنبع من قلوب الناس إلا لأمثاله.. إنه الرقى كله والتواضع كله والإنسانية كلها.. صادق شخصيات كثيرة ويحمل فى خزائنه أسرار مرحلة مهمة فى تاريخ الصحافة الرياضية والنادى الأهلى تحديدًا من خلال صداقته التى لم تشبها شائبة مع المايسترو صالح سليم رحمه الله، والذى تأثر حسن بموته وظل لفترة فى حالة شرود حزنًا على رحيل صديق عمره.. وها هو يتركنا فجأة لنبقى فى حالة شرود على رحيل إنسان قلما يجود بمثله الزمان.

مهما كتبتُ يا صديق عمرى، فلن أوفيك ما تستحقه.. أعزى نفسى وأعزى زملائى فى حزب التجمع وجريدة «الأهالى»، وأعزى كل زملائك فى الوسط الرياضى وفى الصحافة المصرية، وأعزى كل أصدقائك وكل من عرفك وعرف فضائلك ونبلك وكريم أخلاقك.. مع خالص عزائى لابنه الفاضل محمد حسن عثمان، وكان الله فى عون السيدة الفاضلة زوجته الحاجة صفية فى تحمل آلام الفقد الذى وجعنا جميعًا.. رحمك الله، وجعل مثواك الجنة ونعيمها صديقى الغالى حسن عثمان.