الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خروج ترامب من الاتفاق النووى.. الإرث الملعون لبايدن.. محاولات لإعادة إحيائه.. نيويورك تايمز: التشاؤم سيد الموقف

بايدن
بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اجتمعت إيران ومجموعة من القوى العالمية الكبرى فى فيينا فى ٢٩ نوفمبر الماضي، فى محاولة لإحياء الاتفاق النووى الإيراني، وازدادت التوترات مؤخرًا فى الشرق الأوسط بسبب النووى الإيرانى وقدرتها على إنشاء سلاح نووى يهدد المنطقة.

وقال الكاتب والمعلق بصحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، إن قرار دونالد ترامب فى ٢٠١٨ تسبب فى آثار كارثية بسبب الخروج من الاتفاقية النووية، أو خطة العمل الشاملة المشتركة التى وقعتها إدارة باراك أوباما عام ٢٠١٥، قائلا إنه كان خطوة كارثية على الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشار إلى أن الخطوة التى قام بها ترامب، بتشجيع من وزير خارجيته مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «كان الأغبى» والأسوأ تقديرا وترك أكبر نتائج عكسية من بين قرارات الأمن القومى الأمريكى فى حقبة ما بعد الحرب الباردة.. وهذا ليس رأيى فقط».

وقال إن وزير الدفاع الإسرائيلى فى حينه موشيه يعلون عارض الاتفاق النووى وبشدة، لكنه قال فى مؤتمر الأسبوع الماضي، وفقا لما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «رغم سوء هذه الصفقة، فإن قرار ترامب بالانسحاب منها بتشجيع من نتنياهو كان الأسوأ»، مضيفا أنه كان «خطأ رئيسيا شهده العقد الماضي» فيما يتعلق بالسياسة مع إيران.

وبعد أيام عبر غادى ايزنكوت، الذى كان رئيسا لهيئة الأركان المشتركة وقت تمزيق ترامب الاتفاقية عن نفس المشاعر مشيرا إلى سلبية الخروج وأنه «حرر إيران من جميع القيود ودفع برنامجها النووى إلى موقف أكثر تقدما»، وهو ما حدث بالفعل، فبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى الفترة الأخيرة جمعت مخزونا من سداسى فلوريد اليورانيوم المخصب الذى يعتقد خبراء نوويون مستقلون أنه يكفى لإنتاج يورانيوم مخصب لصنع قنبلة نووية واحدة فى أقل من ٣ أسابيع «فشكرا دونالد ترامب، لقد فتحت لهم الطريق!».

استئناف المفاوضات الدولية حول الملف النووى الإيراني

هل من الممكن أن يساعد هذا الأسبوع من المباحثات فى تحديد ما إذا كان سيعلن عن موت الاتفاق نهائيًا، أم أنه سيأتى ببصيص من الأمل فى إمكانية إنقاذ شيء ما، من شأنه إحباط أزمة جديدة فى الشرق الأوسط.

وسيشمل الاجتماع الرسمى فى فيينا إيران، إلى جانب روسيا والصين وما يسمى بأوروبا ٣، أى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

أُبرمت الصفقة الأصلية بسبب وجود مخاوف حقيقية فى الغرب من أن نية إيران غير المعلنة، هى أن تتوصل فى نهاية المطاف إلى القدرة على تطوير أسلحة نووية، بمعنى أن تصبح ما يسمى بالدولة «العتبة»، التى لديها كل المعرفة التقنية والأدوات اللازمة للتحرك بسرعة نحو هذا الهدف فى الوقت الذى تختاره.

ورأت إسرائيل والولايات المتحدة فى ذلك أمرا غير مقبول، فى حين اعتبر كثيرون أن اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة، رغم أنه ليس مثاليا بأى حال من الأحوال، ربما يمثل الخيار الأفضل، لشراء الوقت من أجل تطوير علاقة أكثر إيجابية مع طهران.

(إيران)

بالنسبة لطهران، يتعلق الأمر برمته برفع العقوبات، وكانت إيران تحترم شروط اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة إلى حد كبير، وكانت واشنطن هى التى انسحبت من جانب واحد، لذا يريد الإيرانيون رفع جميع العقوبات والتركيز على التزامات الولايات المتحدة، لكن الرسائل تبدو محيرة، إذ تشير بعض البيانات إلى أنهم ليسوا كارهين للعودة للاتفاق، على الرغم من أنهم بالتأكيد لن يوسعوا نطاق المحادثات لتغطية الصواريخ أو أنشطتهم الإقليمية، ويريدون تأكيدا متينا أنهم إذا عادوا إليه فإنه سيكون ملزما للإدارات الأمريكية المستقبلية.

وقال توماس فريدمان إن التشاؤم هو سيد الموقف، فحكومة إيران الجديدة المتشددة تطالب أمريكا والاتحاد الأوروبى برفع جميع العقوبات المالية عن إيران، وليس فقط تلك المتعلقة بأنشطتها النووية ولكن أيضا تلك المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والمغامرات الإقليمية الخبيثة، كما تريد تأكيدات بأنها إذا عادت إلى الاتفاقية وتخلت عن المواد الانشطارية التى جمعتها منذ أن مزق ترامب الصفقة، فإن الرئيس الجمهورى المقبل لأمريكا لن يمزقها مرة أخرى، وهذه مطالب لا يمكن تلبيتها.

وتساءل الكاتب عما سيحدث بعد؟ لا أحد يعلم، ذلك أن المفاوضات باتت لعبة بوكر ضخمة، يتطلع فيها اللاعبون وهم كثر، بمن فيهم إسرائيل إلى أوراق القمار التى يملكها كل طرف ومعرفة من هو المخادع ومن هو على استعداد أن يراهن بكل ما لديه ويكشف خداع الآخر و«كل ما يمكننى فعله من أجلكم اليوم هو الالتفاف حول الطاولة ومحاولة قراءة عيون الجميع». ويقول إن المفاوضين الإيرانيين يريدون إثبات قدرتهم على الحصول على صفقة أفضل مما حصل عليها أسلافهم الذين يعتبرونهم ضعافا. ولديهم بالتأكيد المزيد من الأوراق، على شكل مواد انشطارية، ليلعبوا بها الآن بعد أن أصبحت إيران على مدى أسابيع فقط أن تصبح دولة على عتبة تطوير أسلحة نووية، فقط بضع خطوات من امتلاك قنبلة متى أرادت واحدة، ولكن من الناحية الفنية ليست قوة نووية.

ومع ذلك فاللاعب الإيرانى سيواجه معضلة، إن لم يحصل على شيء فى النهاية، فماذا سيقول الشعب الإيرانى إذا أخبرهم النظام أنه بعد٣ سنوات من العيش تحت كل ضغوط العقوبات المشددة والوباء، يمكنهم التطلع إلى عقوبات لا نهاية لها ومتحور أوميكرون أيضا.