الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: طالبان تتجه لتسوية صراعاتها القديمة على أسس براجماتية

أحمد سلطان، الباحث
أحمد سلطان، الباحث في شئون الحركات المسلحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب أحمد سلطان، الباحث في شئون الحركات المسلحة والجهادية، أن وجود قنوات اتصال بين أمريكا وطالبان أمر واقع بالفعل، باعتراف الحركة نفسها، وباعتراف وزارة الخارجية الأمريكية التي أصدرت بيانا قبل أيام قليلة عن تفاصيل اللقاءات التي جمعت وفد الخارجية والاستخبارات الأمريكية بحركة طالبان والنقاط التي اتفقوا عليها.

طالبان

وشرح "سلطان" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" حدود العلاقة بين واشنطن وكابل بعد الانسحاب الأمريكي، قائلا: في البداية لا بد أن نقول إن انسحاب أمريكا من أفغانستان كان لعدد من الدوافع منها البُعد عن هذه المنطقة وترك العبء  الأمني على دول وسط أسيا وخاصة إيران وروسيا والصين، أي أنها تنسحب في إطار صراعها الجيو سياسي مع الصين وروسيا بشكل أساسي ولاحقا مع إيران، فهي تريد أن تتحمل هذه الدول المعضلة الأمنية الموجودة في أفغانستان.

وعن المصالح الأمريكية، أوضح الباحث أن أمريكا لديها مصالح معينة أولها الصراع الجيو سياسي الذي أشرنا له،  والآخر متعلق بمنع التنظيمات الجهادية المعولمة من شن هجمات ضد الولايات المتحدة ومصالحها وضد حلفائها في المنطقة.

وتابع "سلطان" أن الاتصالات المكثفة مع طالبان قبل الانسحاب ركزت على منع عودة القاعدة إلى أفغانستان، وقد لعبت الحركة دورا في ذلك، وتحدث تنظيم القاعدة عن أن طالبان طلبت منه بشكل أساسي ألا يعلن عن أي وجود في أفغانستان وألا يذكرها في مواده الدعائية كأنه لا وجود له فيها، وإلا سيقابل ذلك برد عنيف من الحركة، وعلاوة على ذلك توسطت طالبان في اتفاق الهدنة الأخير الذي أُبرم بين "تحريك طالبان باكستان" وبين الحكومة في باكستان.

سراج الدين حقاني

واستكمل أنه من اللافت في هذا الاتفاق أن سراج الدين حقاني وزير الداخلية في أفغانستان كان الوسيط رغم أنه من الشبكة الأكثر تطرفًا داخل طالبان والمرتبطة بالقاعدة. 

ويعتقد "سلطان" أن طالبان تتجه للتسويات السلمية للصراعات الدائرة، فهي لا تريد أن تنخرط في صراعات جديدة كي لا تتأثر بمثل مع حدث معها نتيجة ارتباطها بالقاعدة قبل 11 سبتمبر.

وأكد أن أمريكا مهتمة بوجودها في أفغانستان ولا تريد أن تبتلعها الدول بشكل كامل، وتريد أن تظل مسيطرة على عدد من القنوات مثل المساعدات الإنسانية والمنظمات الدولية الموجودة هناك، ودعم الوجود شبه الرسمي للمنظمات الحليفة للولايات المتحدة.

وعن شكل التسويات التي تسعى فيها الحركة، قال "سلطان" إن طالبان ستظل ملتزمة بالاتفاقات بشكل برجماتي لأنها استوعبت الدرس الذي حدث قبل 11 سبتمبر، وأنها عندما احتضنت القاعدة كانت النتيجة غزو افغانستان والقتال لمدة 20 عاما، فهي الآن لا تريد أن تدفع هذه التكلفة مجددًا  فضلا عن أنها لم تستفد من علاقتها بطالبان بالصوة المتخيلة لدى قادتها، فقادة الحركة توقعوا أن بن لادن لديه أموالا طائلة وسيأتي وينشئ مشروعات استثمارية كما حدث وذهب إلى السودان، لكن وفي حقيقة الأمر وهو ما كشفت عنه المراسلات السرية المنشورة ضمن وثائق "يافت اباد" والتي نشرتها القاعدة أيضا بالتبعية أن بن لادن عندما خرج من السودان لم يكن لديه أموالا كثيرة  بل أوشك على الإفلاس، ولم يدعم الإمارة بالصورة المطلوبة.

 اليمني خالد باطرفي

وينشغل حاليا تنظيم القاعدة بدعم النهج الجهادي العابر للحدود، كما ينشغل بمعرفة دور حركة طالبان مستقبلا، وعن ذلك يقول "سلطان" أن قيادات القاعدة تُرسل رسائل صريحة أنها ملتزمة بدعم طالبان إذا تبنت النهج الجهادي العابر للحدود الوطنية، كما ظهر ذلك في لقاء خالد باطرفي أمير تنظيم القاعدة في اليمن في المواد الدعائية التي نشرها التنظيم خلال الفترة الأخيرة ولم تبدِ طالبان اهتمامًا بهذا الأمر.

الظواهري

واستطرد أنه في سعي القاعدة لإفشال التقارب بين الدول وبين طالبان، خرج الظواهري في إصداره الأخير الذي حمل عنوان "تبصرة الأمة الموحدة بحقيقة الأمم المتحدة" هاجم حركة طالبان بشكل أساسي وقال إن الانضمام للأمم المتحدة هو انضمام لمؤسسة كفرية تخالف الشريعة، وهذا يناقض ثوابت الجهاديين، وبحديثه هذا يغازل الظواهري مجلس العلماء داخل طالبان، ورغم أنه مجلس غير موجود في البنية الهيراركية للحركة فإن له حيثية كبيرة كما أنه مؤثر في صنع القرار داخل الحركة.