الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عائشة عبدالرحمن.. الكفاءة الفكرية

عائشة عبدالرحمن بنت
عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتبة عائشة عبدالرحمن المعروفة "ببنت الشاطئ"، التي تعد أول امرأة حصلت على جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية. 

تعتبر الكاتبة عائشة عبدالرحمن أول امرأة التحقت بالأزهر الشريف، ولدت في الأول من  نوفمبر سنة 1913م، بدمياط، شمال الدلتا، التحقت بنت الشاطئ بالمدرسة في السابعة من العمر، بعد أن حفظت القرآن في كُتاب القرية، لكن رفض والدها بسبب العادات والتقاليد في القرية، فتلقت تعليمها بالمنزل ونبغت، وكانت تجتاز امتحاناتها بتفوق بارع، بالرغم انها تدرس في المنزل.

وحصلت بنت الشاطئ على شهادة الكفاءة للمعلمات سنة 1929م، وقد كانت تعد الأولى علي القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939م، وكان بفضل امها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة.

ألفت بنت الشاطئ كتابا بعنوان "الريف المصري" في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى سنة 1941م.
كانت بنت الشاطئ كاتبة مفكرة، نموزجاً للمراة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها، كما

 تدرجت بنت الشاطئ مناصب أكاديمية كثيرة إلي أن أصبحت استاذاً التفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، ودرّست هناك ما يقارب عشرين عاماً، ساهمت بنت الشاطئ في تخريج أجيال من العلماء المفكرين في الدول التي قامت بالتدريس فيها.

بنت الشاطئ هي ثاني امرأة تكتب في جريدة الاهرام بعد الاديبة مي زيادة، يعد اخر مقال لها في الاهرام يوم 26 نوفمبر 1998م.

وكان لبنت الشاطئ مواقف فكرية شهيرة، وإتخذت مواقف حاسمة دفاعاً عن الاسلام، ويعد أبرز موقفها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ،منها دعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية.

تركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: "التفسير البياني للقرآن الكريم" و"القرآن وقضايا الإنسان" و"تراجم سيدات بيت النبوة" وغيرهم. 
كما حققت الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها:"نص رسالة الغفران للمعري" و ا"لخنساء الشاعرة العربية الأولى".

كما لها أعمال أدبية وروائية أشهرها:" على الجسر.. سيرة ذاتية" و" كتاب بطلة كربلاء".

وكانت بنت الشاطئ تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار لذلك اختارت "بنت الشاطئ"، وذلك اعتزازاً  بشواطئ مسقط راسها "دمياط" التي عشقته منذ نعومة أظفارها.

وحصلت بنت الشاطئ على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر سنة 1978م، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م.