الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في عيد البوابة السابع.. ماريان ناجى تكتب: أسامة عيد لمسة وفاء

الراحل الكاتب الصحفي
الراحل الكاتب الصحفي أسامة عيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

راودتني العديد من الأفكار التي كنت أتخيلها في المستقبل وأتخيل ذاتي وأنا أتحدث عنها أو استغل قلمي في سرد مفرداتها، إلا أنني لم أتخيل يوما أن تكون إحدى القصص التي أكتبها عن أخي وصديقي، الصحفي الراحل أسامة عيد.

لمسة وفاء.. هذا ما أطلق على كلماتي التي تسرد عنك- والتي أعي جيدا أنها لن تصف كم الحزن الذي يملأ قلبي تجاه رحيلك يا أخي العزيز، ولكنني سأنفذ وعدي كما عهدتني، وسأكتب من واجب صداقتي لك، فأنا أتذكر كلماتك جيدا لى: «واجبات الصداقة يا ماريان لا تتوقف برحيل الصديق وإنما هناك واجبات للصداقة لا بد أن نقوم بها حتى بعد الرحيل» ومن ذلك المنطلق أكتب الآن لك يا صديقي.

أسامة عيد.. كان بمثابة أخي الأكبر ليس مجرد زميل مجال واحد أو صديق عابر ولكن كان أخى وينقصه اسم والدى فقط في البطاقة الشخصية، وكنا على تواصل دائم بشكل يومى وأى معركة ندخل فيها سويا ونخرج منها سويا، إلا معركة مرضه دخل وحيدا من دونى رغما عنه وخرج للقاء ربه.

كانت قضية «أسامة» دائما وطنه والوقوف ضد من يتاجرون ببعض القضايا وكان قلمه حادا وقويا في الحق لا يخاف ولا يتراجع وأحيانا كنت ألومه لدخول بعض المعارك وكان يرد دائما ويقول «إننى على حق وما دام الحق معى لا أخاف أبدا».

كانت تربطه بالدكتور عبدالرحيم على علاقة قوية، ليست علاقة عمل بل علاقة إنسانية من نوع فريد فكان أسامة يحب بصدق دكتور عبد الرحيم جدا ولا يترك مناسبة حتى يرسل له ويطمئن عليه وعلى صحته وكان دائما يقول لى دكتور عبد الرحيم إنسان صادق لا يترك أحدا يحتاج مساعدته إلا ومد له يد العون، وظهر ذلك بقوة في فترة مرضه حيث كان الدكتوريتابع يوميا أسامة على مدى الساعة وكان أسامة يتواصل معى قبل سحب التليفون منه قبل دخوله للعناية المركزة ويقول لى الدكتور لسه قافل معايا وزعلان عشانى أوى، الله يعمر بيته وقف معايا، فكان صديقى مهتم جدا بشكر دكتور عبد الرحيم حتى والموت يطارده لكن الوقت لم يمهله لفعل ذلك ولكننى فعلت بدلا منه حسب ما أبلغنى به قبل رحيله. عمل«أسامة» فى «البوابة» وحقق دكتور عبدالرحيم على حلمه بالتعيين ووقعبالفعل عقده وأتذكر هذا اليوم جيدا فعندما خرج من مبنى «البوابة» تواصل معى وقال لى: «وقعت العقد يا ماريان»، فباركت له وكان سعيدا جدا بهذه الخطوة ولكن لتكن إرادة الله يا صديقى فهذا العالم لا يليق بك وعند الله المكان الأفضل دائما.. الجميع خسر أسامة عيد إلا أنا خسرت أخى الأكبر.. رحمك الله يا أخى وإلى اللقاء.