الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«البوابة».. شباب على طول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأيام تمضى سريعة، وها نحن ندخل عامنا الثامن، بعد سبع سنوات ذاخرة بالكثير الذى يصعب تلخيصه ولو حتى فى صفحات.. الإنجازات عديدة والمحتوى يشرف كل صاحب فكر وكل حريصٍ على هذا الوطن.. والذاكرة تختزن الكثير منذ ما قبل العدد الأول حتى هذه اللحظة، مرورًا بالعديد من علامات الفخر التى تزين صدر مؤسستنا العريقة حقًا وصدقًا.

منذ العدد الأول لـ«البوابة» أثبتت وجودها فى عالم الصحافة، وأصبحت علامة بارزة فى تاريخ وحاضر الصحافة المصرية.

نقاط كثيرة لها دلالتها، ولكن الأساس هو أن هذه الجريدة التى ولدت عملاقة، جاءت تتويجًا لحلم كبير، ظل يحلم به الصديق عبدالرحيم على منذ مرحلة الشباب، وهو يرى حوله إرهابًا لا دين له يمزق وحدة الأمة وينشر الرعب والعنف والدمار، وبالأخص فى محافظات الصعيد حتى استشرى فى البلاد كلها.. وظل الحلم يراوده حتى أنشأ المركز العربى للبحوث والدراسات، فكان صوتًا لا يخاف أحدًا ينطلق منه يحذر وينبه لخطورة قوى الإرهاب المتستر بعباءة الدين وفى القلب منه جماعة الإخوان الإرهابية.

وكان لا بد من صوت يتواصل مع بسطاء هذا الوطن الذين اكتووا بنار الإرهاب وتصدوا له بكل شجاعة ويحلمون بغدٍ أفضل تحت الشمس.

من هنا، كانت «البوابة» صوتًا للمواطن العادى البسيط، وضميرًا يضىء وجه الأمة، وسوطًا يلهب ظهور كل خائن أو فاسد أو متلاعب بمصير البلاد.

القيمة الأساسية التى قد لا يدركها كثيرون، هى أن هذه «البوابة» قامت على أكتاف شباب زى الورد يملكون حماسًا لا نظير له، وثقة لا مثيل لها، وقدرة على الخلق والإبداع والصمود أمام التحديات وتذليل كل العقبات. فمنذ البداية، أدرك عبدالرحيم على قيمة الشباب وأطلق العنان لنفسه لتصبح الجريدة أول جريدة فى مصر، بلا مبالغة، يديرها الشباب كرؤساء للأقسام الرئيسية وكمديرى تحرير أيضًا.

راهن عبدالرحيم على، على الشباب وكسب الرهان بالفعل. راجعوا ما صدر من أعداد على مدى سبع سنوات لتتأكدوا كم كان شبابنا أولادنا على قدر المسئولية، وكم كان صاحب المؤسسة على حق حين آمن بالشباب ووثق فى قدرتهم على صنع المستحيل. ولم يكن من قبيل الصدفة أبدًا أن عددًا من الشباب الذى بدأ فى «البوابة»، شارك بعد ذلك فى إصدار صحيفة أخرى.. هذه المسألة فخر لنا جميعًا إذا نظرنا لنصف الكوب الممتلئ.

وفى ظل أزمة جائحة كورونا وتزايد الاعتماد على المواقع الإلكترونية والحديث عن خفوت عهد الورقى، استطاع هؤلاء الشباب أن يحافظوا على طعم «البوابة» ونكهتها الخاصة ومنهجها فى تناول القضايا، فاستمرت وما زالت تقدم صحافة «شكل تانى» وتنسج من خيوطٍ متعددة ثوبًا جميلًا زاهيًا، يرى من خلاله القارئ حربًا لا هوادة فيها ضد الإرهاب وإخوان الإرهاب، وصوتًا يدق الأجراس وينبه لأى خلل حفاظًا على الدولة المصرية، ودليلًا يشير إلى مواطن القوة الناعمة وأهميتها فى البلاد، وقوة لا يستهان بها لكشف الفساد، ونورًا يستعرض قضايا الناس بالمحافظات، وشموعًا تحتفى بشهداء الوطن، ومنبرًا يُعلى من قيمة المرأة ودورها الفعال فى تقدم الأمم.. وذلك كله عبر فريق متميز من أفضل شباب الصحفيين وشبكة متكاملة من الزملاء المراسلين.

ومن حق القارئ علينا أن ينتظر الكثير والجديد وكل ما يتوافق مع تطور الأشياء. فمثلما كانت «البوابة» سباقة فى أمور كثيرة، فليس عصيًا عليها إطلاقًا أن تستشرف، مع العام الجديد، المستقبل وتقدم ما يتماشى مع ثورة العلم والتكنولوجيا وكل ما تنتجه الميديا من ابتكارات تخدم البشرية وتسهم فى تقدم العالم.

سبع سنوات مرت كلمح البصر، حفلت بالعديد من الحملات الصحفية التى لا يمكن أن تغيب من الذاكرة.. سبع سنوات تخللها الكثير من الأعمال التى تمثل علامة بارزة وإنجازًا يحق للصديق عبدالرحيم على أن يفخر به، فى إطار معركته الجسورة التى لم يهن أو يضعف أمام تحدياتها، بل زادته الأيام والأحداث قوة على قوة، فأصدر الطبعة الدولية من «البوابة» باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وأنشا مواقع «البوابة» باللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية، فكانت جميعها سفيرًا فوق العادة لمصر أمام شعوب العالم، تكشف بالحق والدليل حقيقة الإرهابيين، وتنبه الغرب إلى خطورة مؤسساتهم التى تبث السم فى العسل وسط المجتمع الغربى وفق أسلوبهم الخبيث فى التمكين، وجاءت الانطلاقة الكبرى خارج الحدود من خلال مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «CEMO» ودوره الرائد فى كشف وفضح المتأسلمين والرد على إدعاءاتهم الكاذبة والمغرضة فى الفضاء الأوروبى.

المسيرة ذاخرة ومثار فخر كبير، وكم كنت أتمنى أن أكتب أسماء كل الشباب الذين زاملتهم فى الموقع وفى الجريدة، سواء الذين كانوا معنا قبل صدور العدد الأول أو الذين انضموا لكتيبة «البوابة» طوال هذه السنوات.. إنهم جميعًا فخر لنا وصورة مشرفة للمهنة العزيزة إلى قلوبنا، ويستحق كلٌ منهم قبلة على جبينه، مع كامل الثقة فى شبابنا وقدرتهم على صنع المستحيل.

وليأذن لى رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبدالرحيم على، أن أستعير من مقال سابق له، هذه الفقرة: «البوابة» الحلم في طريقها الصحيح، ذلك هو اعتقادى. لقد بِتنا نعرف طريقنا جيدًا ولا نخشى فى حب بلادنا سوى الله، نعمل لصالح وطننا، وشعبنا، وأهالينا من البسطاء، لا نريد جزاءً من أحد ولا شكورًا، اللهم سوى حب الناس الذى هو تاج على رءوسنا، منه نستمد القدرة على العطاء والاستمرار. 

بهذه الفقرة، وأنا فى العام الثالث والسبعين من عمرى، انظر حولى مطمئنًا يملؤنى تفاؤل كبير بكل شبابنا، تتقدمهم ابنتنا الرائعة داليا عبدالرحيم التى تقود دفة العمل بهمة واقتدار.

مع الخطوات الأولى من العام الثامن لـ«البوابة»، أرى الدنيا حولى من خلال نافذة بيضاء بفضل هؤلاء الشباب.