«المرجع» فى 2021.. خط الدفاع الأول ضد الأفكار الشاذة للجماعات الإرهابية
فضح نهج «الإخوان» واستخدامها العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها
أكد بالأدلة أن الجماعة أول من أسس لاستخدام القوة والسلاح فى سبيل الوصول للسلطة
كشف أن عودة «داعش» ترتبط بتمركز بقايا التنظيم فى مناطق بالعراق وسوريا
«المرجع» كشف كيفية إدارة «طالبان» لمفاصل الحكم فى أفغانستان
كتب- محمود محمدى ونورا بندارى
منذ انطلاقه، وخاصة خلال عام 2021، قدّم «المرجع» مئات الموضوعات التى تفنّد أفكار الجماعات الإرهابية فى مختلف أصقاع الأرض، بداية من جماعة الإخوان الإرهابية حيث كان المرجع بالمرصاد لتحركات الجماعة داخليًا وخارجيًا، مرورًا بتحركات تنظيم داعش، إذ مثّلت تغطيات المرجع خط الدفاع الأول لمواجهة أفكارهم الشاذة، خاصة بعد عودتهم لاستقطاب الشباب عقب هزيمتهم عسكريًا فى أكثر من معقل، بالإضافة إلى رصد تحركات الجماعات الإرهابية المنتشرة فى القارة السمراء، خاصة «بوكو حرام» والشباب الصومالية، وطرق وكيفية مواجهتهم على الصعيد العسكري، وكذلك التحركات والتحالفات الدولية لدحر جهود تلك الجماعات، وصولًا إلى تغطية الملف الإيرانى فى ظل استمرار السياسة القمعية لنظام الملالى الحاكم برئاسة المرشد الأعلى «على خامنئي»، وكذلك أذرع الملالى الإرهابية المنتشرة فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تغطية ملف «طالبان» خاصة مع الانسحاب الأمريكى وسيطرة طالبان على الحكم.
جماعة الإخوان
يزعم تنظيم الإخوان، إن العنف أمر طارئ فى عقيدته، إلا أن ما قدّمه المرجع خلال السنوات الماضية وخاصة خلال عام 2021 يؤكد ويكشف حقيقة أفكار ونهج الجماعة ومرشدها المؤسس حسن البنّا، إذ يعدّ العنف والإرهاب جزء رئيسى فى فكر الجماعة لتحقيق أهدافها.
«المرجع» رصد العنف المتأصل فى فكر التنظيم الإرهابي، منذ أن كان مجرد أفكار فى ذهن «البنا» فى عشرينيات القرن الماضي، مرورا بطرق تبرير العنف، وتطبيقه فى دول عربية عدة مثل مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا، وصولًا إلى خروج جماعات أشد عنفًا من عباءة الإخوان، مثل الجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش.
تنظيم الإخوان تأسس عام 1928، ويعتبر أبرز التنظيمات المتشددة التى تتخذ من الدين ستارًا لها، كما تعد الأكثر تمددا وتوسعا فى الشرق الأوسط وحول العالم كله، بالإضافة إلى أن الإخوان هى أول من أسس لاستخدام القوة والعنف والسلاح فى سبيل الوصول إلى السلطة.
«داعش».. نهاية قريبة أم عودة مستمرة؟
من خلال سلسلة حوارات مع الخبراء والمحللين فى شئون الجماعات الإرهابية، سلّط المرجع الضوء على تحركات تنظيم داعش الإرهابى والطرق التى يعمل من خلالها التنظيم من أجل العودة للأضواء بعد هزيمته عسكريًا فى العديد من المعارك، وانحسار بؤرة سيطرته الميدانية، بالإضافة إلى انهيار هيكله التنظيمى بعد موت أبوبكر البغدادي.
المتخصصون أحصوا للمرجع عددًا من الأسباب التى تكشف أسباب عودة داعش أو على الأقل عدم اندثاره نهائيا، حيث أوضحوا أن داعش يتوزع على عدة بؤر فى عدد من القارات، وعودته ترتبط بتمركز بقايا التنظيم فى مناطق بالعراق وسوريا، بالإضافة إلى انتقال عناصره إلى مناطق جنوب الساحل والصحراء فى قارة أفريقيا، من أجل الحصول على دعم التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بداعش فكريا، وتسيطر على تلك المناطق مثل تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا.
إيران فى 2021
تناول «المرجع» عشرات الموضوعات لتغطية العديد من الأحداث التى شهدتها الجمهورية الإيرانية خلال عام 2021، سواء على الصعيد المحلى أو الخارجي، خاصة فى ظل استمرار السياسة القمعية لنظام الملالى الحاكم برئاسة المرشد الأعلى « على خامنئي»، الذى أدخل البلاد فى نفق مظلم اقتصاديًا، ومن أبرز تلك الأحداث، مفاوضات فيينا، والاحتجاجات الإيرانية، وانتخابات الرئاسة، واستمرار دعم الملالى لأذرعه الإرهابية المنتشرة بالمنطقة.
وكانت مفاوضات إحياء الاتفاق النووى فى العاصمة النمساوية فيينا بين إيران والقوى العالمية، هى الحدث الأبرز خلال 2021، حيث بدأت تلك المفاوضات فى أبريل من العام ذاته، بعد رفع طهران نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ثم 60%، الأمر الذى أقلق أعضاء الاتفاق النووي، لتدعو على الفور لعقد مفاوضات نووية، إلا أن تلك المفاوضات لم تتوصل لحل حتى هذه اللحظة، لإصرار طهران على رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مقابل التوقف عن تطوير أنشطتها النووية، وهذا التعنت الإيرانى قابله ضغط إسرائيلى على الإدارة الأمريكية برئاسة «جو بايدن»، مطالبة إياها بفرض مزيد من العقوبات على إيران وعدم العودة إلى الاتفاق النووى الذى انسحبت منه واشنطن فى مايو 2018.
ولم يخل عام 2021 من اندلاع الاحتجاجات فى جميع أرجاء الجمهورية الإيرانية، والتى رفع المتظاهرون فيها شعارات مناهضة لنظام الملالي، كـ«الموت للديكتاتور» و«الموت للجمهورية الإسلامية»، وتنوعت تلك الاحتجاجات، ما بين احتجاجات للمعلمين، الأهواز، الأطباء، والمرأة أيضًا، وكانت المياه والكهرباء وتفشى فيروس كورونا، من أبرز الأزمات التى ساهمت فى اندلاع هذه الاحتجاجات بشكل كبير هذا العام، وقوبلت تلك الاحتجاجات بقمع من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
ومن أبرز الأحداث التى شهدتها إيران، وأفرد «المرجع» تغطية شاملة لها، هو ماراثون الانتخابات الرئاسية الإيرانية فى 16 يونيو 2021، والتى انتهت بفوز رئيس السلطة القضائية الإيرانية، «إبراهيم رئيسي»، على أربعة مرشحين، بعد حصوله على الضوء الأخضر من المرشد الأعلى للبلاد، وهو ما أكد أن الشعب الإيرانى خلال السنوات المقبلة سيشهد مزيدا من القمع والعنف، وتجلى ذلك بشكل واضح فى سياسة «التضييق على الإنترنت ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي» لتكميم أفواه الإيرانيين وإلقاء القبض على معارضى النظام الحاكم.
أذرع «الملالى» الخطرة
لم ينس «المرجع» أذرع الملالى بالمنطقة، وسلّط فى الكثير من موضوعاته الضوء على جرائمهم وأعمالهم الإرهابية، وكيفية مواجهة دول العالم لهم؛ خاصة ميليشيا الحوثى فى اليمن، والتى تلقت خلال عام 2021، هزائم متلاحقة على أصعدة مختلفة بالعديد من جبهات القتال، سواء على يد قوات الجيش الوطنى اليمنى مسنودة بدعم قوى المقاومة الشعبية ورجال القبائل، أو قوات التحالف العربي، مما دفع الجماعة الانقلابية بتوجيه من النظام الإيراني، لشن مزيد من الهجمات لاستهداف المملكة العربية السعودية.
وتزايدت عمليات قصف المدنيين بالداخل اليمني، بالإضافة إلى التعاون مع عناصر الإخوان وشن مزيد من الهجمات لتعويض خسائرها الفادحة، حيث شهدت العاصمة المؤقتة عدن عدة عمليات إرهابية وقعت بفضل التعاون الحوثى الإخواني، وفى أكتوبر 2021، وقع هجوم إرهابى استهدف موكب محافظ العاصمة المؤقتة عدن، وبعد شهر واحد فقط، وقع هجوم إرهابى استهدف محيط مطار العاصمة اليمنية المؤقتة عدن عقب تفجير سيارة مفخخة.
ونظرًا للهزائم التى منى بها الحوثى خلال الأشهر الماضية وتحديدًا منذ فبراير 2021، بدأ نظام الملالى يدفع بذراعه الإرهابى «حزب الله اللبناني» بقوة كى يتمكن من تأجيج الأوضاع باليمن، هذا بجانب اعتماد إيران على الحزب لتهديد أمن المنطقة الأوروبية، الأمر الذى ساهم خلال 2021 فى قيام 14 دولة حول العالم، بينها ألمانيا، وكندا والنمسا والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وهولندا، والأرجنتين وهندوراس وباراجواى وكوسوفو، وسلوفينيا ولاتفيا وليتوانيا وأستونيا، فى حظر جماعة حزب الله بجناحيها العسكرى والسياسي.
وبعد مرور ما يقرب من 17 عامًا من هيمنة الميليشيات الإيرانية ونجاحها فى التأثير على القرار السياسى فى بغداد، سعت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة «مصطفى الكاظمي»، خلال عام 2021، لتحجيم نفوذ ميليشيا الملالى فى العراق، خاصة «ميليشيا الحشد الشعبي»، «كتائب حزب الله»، ونتيجة لذلك، بدأت إيران تدفع بأذرعها التى قامت فى نوفمبر 2021، بمحاولة اغتيال «الكاظمي» بالقرب من منزله فى العاصمة بغداد، بطائرة مسيرة محملة بمتفجرات وذلك بعد خسارة ميليشيا الملالى بالعراق للانتخابات البرلمانية العراقية 13 أكتوبر 2021.
عودة «طالبان»
ونال ملف «طالبان»، نصيب الأسد من التغطيات بموقع «المرجع»، خاصة فى النصف الثانى من عام 2021، مع الانسحاب الأمريكى من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول فى 15 أغسطس 2021، إذ كشف المرجع كيفية إدارة الحركة لمفاصل الحكم فى أفغانستان، وكيفية استقبال دول العالم لهذه الحركة؛ إذ أنه مع وصول طالبان إلى دفة الحكم فى أفغانستان، بدأت العديد من الدول خاصة «باكستان، روسيا، الصين، إيران» تتسابق للتكيف مع هذا التغير فى السلطة، وتجرى اتصالات مع الحركة حول تطوير العلاقات مع أفغانستان بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها.
وبجانب ذلك، تناول «المرجع» فى عدد من موضوعاته، تشكيل الحكومة الأفغانية الجديدة وتأثير ذلك على المصير المجهول الذى ينتظر الأقليات الأفغانية فى عهد طالبان، ووسائل الإعلام الأفغانية خاصة أن طالبان وضعت يدها على جميع وسائل الإعلام وحددت قائمة من الشروط لكيفية عمل تلك الوسائل، من أهمها ألا يتم نشر أو إذاعة أى شيء يتعارض أو يهاجم فكر الحركة المتشددة، كما تم التطرق إلى مصير المرأة الأفغانية، خاصة بعد دعوات المجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية المعنية، لطالبان بضرورة احترام حقوق المرأة وعدم تضييق الخناق عليهن وارتكاب أية انتهاكات بحقهن.
تفكيك التطرف
المرجع كان ولا يزال يمارس دوره فى تفكيك الآراء المتطرفة، ويعمل حثيثًا على إعادتها للصواب، حيث عمل على كشف ركائز عقيدة التطرف لدى مختلف التنظيمات والجماعات الإرهابية الرامية إلى تقوية مشاعر السطوة والانتماء والجماعة على حساب الدين والدولة.
