الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

افتتاح طريق الكباش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوم الخميس الماضي الموافق ٢٥ نوفمبر ٢٠٢١ كان بحق يوم الحضارة المصرية القديمة، علي مستوي عالمي غير مسبوق. جاء حفل افتتاح طريق الكباش في حضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في  شكل ابهار يخطف القلوب ويسحر العيون، ويعيد للحضارة  المصرية القديمة رونقها وعظمتها. عظمة الحفل وروعة المكان ودقة التنفيذ والاخراج وافتتاح الطريق الذي يصل بين معبدي الاقصر والكرنك كان بحق عملا ساحرا بكل المقاييس يستحق الاشادة والتقدير لكل القائمين عليه، خاصة للوزير الشاب خالد العناني وزير السياحة والاثار، ولوزارة الدكتور مدبولي ولفخامة الرئيس.
جاء إفتتاح طريق الكباش في الاقصر تتويجًا لمجهودات وزارة السياحة والاثار للدعاية المكثفة للسياحة التي تجتذبها الحضارة المصرية القديمة، بعد حدثًا هامًا آخر تمثل في نقل ٢٢ من المومياوات الملكية يوم ٣ أبريل ٢٠٢١، من المتحف المصري في ميدان التحرير الي متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط، ليكون هذا العام هو عام ملوك مصر واثارها الخالدة. ربما لايدرك المواطن المصري العادي تأثير الاخبار المتعلقة بالآثار المصرية في وجدان الاطفال والكبار في كل انحاء العالم. الحضارة المصرية القديمة والتي تمثل إرثًا حضاريا للانسانية يتم تدريسها للاطفال في كل بقاع العالم. ربما لاندرك نحن المصريين مدي تأثير وعظمة وعراقة الحضارة المصرية المتفردة في التاريخ الانساني إلا من خلال هذه الأحداث والفعاليات الهامه.
أعادت الي ذاكرتي هذه الاحتفاليه الرائعة والحفاوة البالغة لافتتاح طريق الكباش بين متحفي الاقصر والكرنك بعد ترميم اثاره واستكمال بنائه وإزالة التعديات عليه، بذكريات أول أيام البعثة الدراسية في انجلترا سنة ١٩٩٧، حيث تلقيت دعوة من مدرسة أولادي لالقاء محاضرة للأطفال والمدرسين عن الحضارة المصرية القديمة والتي كانت أول حضارة قديمة يدرسها الاطفال في الصف الاول الابتدائي. أعددت المحاضرة بلغة بسيطة يفهمها الاطفال، ولكن المفاجأة ان افردت المدرسة ساعة كاملة وقت استراحة الغذاء ودعت اليها كل العاملين في المدرسة من مدرسين وعلي رأسهم مديرة المدرسة، والإداريين والعمال وبعض الضيوف. اعددت المحاضرة في شكل عرض مصور (شرائح وأوراق البردي) لكل حقبة تاريخية من تاريخ مصر الذي يمتد لاكثر من ٧ الاف سنة. بدأت بالحقبة  الفرعونية (٥٠٠٠-٣٣٢ قبل الميلاد)، ثم اليونانية (٣٣٢-٣٠ ق.م)، ثم الرومانية ( ٣٠ق.م- منتصف القرن الاول الميلادي) ثم القبطية حتي سنة ٦٤١ ميلادية، تاريخ الفتح الاسلامي لمصر. كانت المفاجأة، التي لم اكن اتوقعها، هي ان الغالبية العظمي من الحضور،خاصة  من كبار السن، كانت علي دراية جيدة بتاريخ مصر القديم، وخاصة فيما يتعلق بالحضارة الفرعونية. تفاعل الحضور مع المعلومات المتاحة عن بناة الاهرامات في الجيزة، وأثار الاقصر خاصة معبدي الاقصر والكرنك والدير البحري، ومقابر البر الغربي، خاصة كنوز مقبرة توت عنخ أمون التي اكتشفها هوارد كارتر قبل حوالي قرن من الزمان. وعند ذكر دور اليونسكو في نقل أثار معبد أبو سنبل من اسوان عند انشاء السد العالي، بين اعوام ١٩٦٤، ١٩٦٨، قاطعني احد الحاضرين قائلا: "هذه الآثار هي ارث البشرية وليست ارث مصر فقط، وماقامت به منظمه اليونسكو كان استجابة للضمير العالمي للحفاظ علي آثار اذهلت العالم في دقتها وجمالها ورونقها علي مر العصور". 
بعد فترة قصيرة من تلك المحاضرة،  جاء اليً أحد المغرمين بالحضارة المصرية طالبًا اعادة المحاضرة لجمهور جديد في احد الكنائس في مانشستر. اغرتني الدعوة علي استجماع معلوماتي والترويج للحضارة المصرية القديمة، وطلبت من زميلي وصديقي العزيز د مجدي زارع ان يقوم بتصوير المحاضرة. المذهل من تفاعل الحضور انني اكتشفت ان معلومات معظم الحضور عن أثار مصر وكنوزها كانت أعمق بكثير من معلوماتي ومعلومات صديقي د مجدي زارع. 
شكرا لكل من قدم لنا هذه الاحتفالية بهذا الاداء والاخراج المبهر وفي انتظار حفل افتتاح المتحف المصري الكبير باذن الله تعالي.