الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحثة: داعش لديه فرص التمدد الأفريقي لضعف الدول المستهدفة وطبيعتها الجغرافية الملائمة

د. نرمين توفيق الباحثة
د. نرمين توفيق الباحثة في الشئون الأفريقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة في الشئون الأفريقية، والمنسق العام لمركز "فاروس" للدراسات الاستراتيجية، خلال تعليقها على هجمات بوركينا فاسو الأخيرة، أن زيادة الهجمات الإرهابية في القارة الأفريقية يرتبط بضعف الدول التي تعاني من تنظيمات متطرفة على أراضيها، إلى جانب هزيمة داعش في معاقله بسوريا والعراق ما جعله يعزز من تواجده في أفريقيا.

الجيش في مداهمة- صورة أرشيفية

وشرحت "نرمين" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن سبب انتشار الجماعات المسلحة في أفريقيا يعود إلى عاملين مهمين: الأول الطبيعة الجغرافية المتمثلة في الصحاري والجبال وهي جغرافيا مفضلة لدى داعش والقاعدة والتنظيمات المتطرفة مثل بوكو حرام التي كانت من أوائل التنظيمات التي أعلنت ولائها لداعش، أما العامل الثاني فيتمثل في هشاشة الأنظمة الحاكمة في كثير من الدول الأفريقية وضعفها، إلى جانب عدم امتلاكها لجيوش قوية قادرة على المواجهة الأمنية، بل إن الدول التي تمتلك جيوشًا قوية في أفريقيا تكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة.

ولفتت الباحثة في الشئون الأفريقية، إلى الخلخلة والفراغ الذي يحدث بسبب انسحاب أو التهديد بالانسحاب لبعض القوى الأجنبية من قواعدها ومراكزها في القارة، كما تفعل فرنسا في مالي التي كان تواجدها محكومًا بمواجهة النفوذ الروسي لدى حكومة مالي.

وقالت "نرمين": مع ضعف دور داعش في العراق وسوريا بدأ يتعاظم دورهم في عدد من دول أفريقيا منها وسط أفريقيا ودول غرب أفريقيا، فبعض الدول عملت على نقل عناصر داعش إلى ليبيا ومن هناك بات من السهل الهروب إلى عديد المناطق الأفريقية، وقد لاحظ مراقبون زيادة الدور لهذه المجموعات الإرهابية في آخر سنتين مع زيادة الهجمات والعمليات الإرهابية في نيجريا وبروكينا فاسو وغيرهما.

وأشارت إلى أن بعض التنظيمات تحاول استغلال بعض ميزات التكتلات الأفريقية مثل حرية التنقل بين مجموعة دول فيسهل معها تنقل عناصر التنظيم مستغلة هذه الميزة.

وتحدثت الباحثة عن عدد من الجماعات المنتشرة في القارة الأفريقية موضحة الانتماء التنظيمي لديها، فذكرت منها: الجبهة الديمقراطية في أفريقيا الوسطى، حركة شباب المجاهدين في الصومال، وصفتها بأنها "أخطر حركة موجودة في منطقة شرق أفريقيا، حيث شنت هجمات في الصومال أو في دول مجاورة لها، فقد ضربت كينا وأوغندا في العام 2010، وهي حركة تابعة للقاعدة، أعلنت ولائها في 2012 ومنها من أعلن ولاءه لداعش ما جعل بداخلها صراعات وانشقاق، وتظل فرص تمدد الجناح التابع لداعش قائمة وموجودة، كما تحدثت عن جماع بوكو حرام والتي أعلنت ولاءها منذ وقت مبكر لتنظيم داعش بعد إعلانه قيام الدولة الإسلامية من الموصل في العام 2014.

أوضحت "نرمين" أن صياغة استراتيجية قارية موحدة لمواجهة الإرهاب، والذي طالبت به الجزائر في اجتماع الأمن والسلم الأفريقي، أمرًا غير مستحيل، وأن تجربة التكتلات الأفريقية الداخلية توحي بإمكانية حدوث ذلك المفهوم المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وتابعت: أحد التكتلات الذي يضم خمس دول، لديه اتفاقات ليست لتعزيز التعاون فقط بل يُتيح لها التكتل التدخل في الدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب والاعتداءات.

وعن اكتساب دول القارة خبرات مواجهة الإرهاب، قالت "نرمين": يمكن لهذه الدول أن تكتسب خبرات في المواجهة من مصر، ودون انحياز لمصريتنا، فإن تجربتنا جديرة بالاحترام ويشهد لها العالم، فمصر دولة قوية جدا في أفريقيا، ولها جيش قوي، كما أن مصر ستختلف في التعامل مع الدول الأفريقية عن غيرها من الأجنبية، لأن تعاون مصر سيكون بدور الشريك لا عن طريق التدخل في شئون الدول الداخلية. عل عكس ما تفعله الدول الأجنبية التي لا تتدخل إلا لمصلحتها، فجنود أمريكا وفرنسا لا يتحركون إلا لمصلحة بلادهم، وكذلك الحكومات الأجنبية، وفي أي وقت يشعرون بتهديد مصالحهم ينسحبون كما شاهدنا ما حدث في أفغانستان.

وأضافت: مصر لديها تجربة قوية جدا، لم تبدأ في 2011، بل لنا تجربة سابقة في التسعينيات، ثم زادت قوة بعد عام 2011، والآن الوضع الأمني أصبح مستقرا وقويًا، حيث تحسنت الأحوال الأمنية في سيناء، كما لا يمكن إغفال مراعاة جانب التنمية في التجربة المصرية، فنحن حافظنا على تنمية الدولة، والمؤسسات الاقتصادية الآن تشيد بتجربتنا، أيضا لا يمكن أن نغفل التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، مفيدة جدا للدول الأفريقية، فلابد أن تتعاون دول جنوب الصحراء مع دول الشمال الأفريقي وخصوصًا مع الدولة المصرية، وخاصة وأن لدينا حاليا مركز مكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء ومقره موجود في مصر.

هجوم في بوركينا فاسو
هجوم في بوركينا فاسو