الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مدير متحف مكتبة الإسكندرية: صفات عديدة للكباش في مصر القديمة

طريق الكباش
طريق الكباش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المصريون القدماء قدسوا الروح الكامنة في الحيوانات، وليس الحيوانات نفسها "فنرى أنهم نظروا إلى  الكبش نظرة قداسة وتقدير وإجلال؛ إذ كان في نظرهم رمزًا للخصوبة والفحولة والقدرة على التناسل والإنجاب والنماء؛ لذا كانت للكباش أهمية كبرى في مصر القديمة" . 
وأضاف عبد البصير أنه تم تصوير الكباش كحيوانات مقدسات منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم على صلايات صحن الكحل في عصر ما قبل الأسرات، وعلى الأوانى الفخارية من تلك الفترة، ثم تم تشكيل بعض التمائم على شكل الكباش منذ ذلك الحين وفي فترات عديدة لاحقة.
وتابع: لقد أدرك المصريون القدماء الصفات الفائقة للكباش، والتي تجسدت في قدرتها الكبيرة على الخصوبة والتناسل؛ فآمنوا في قدرة الكباش على إعادة الخلق والبعث، ومن ثم الخلود. واتخذ بعض المعبودات المصرية القديمة شكل الكباش مثل كبش مدينة "منديس"، عاصمة الأسرة التاسعة والعشرين في دلتا النيل، وهو الكبش المعروف باسم "با نب جدت"، وكبش "جدو"، أو "أبوصير" في الدلتا، الذي كان إلهًا للعالم الآخر حين تم ارتباطه برب الموتى والعالم الآخر الإله الشهير "أوزيريس" الذي عرف بلقبه "سيد جدو". 
من المعروف أن الرب أوزيريس قد جاء أصلاً من مدينة "جدو"، عاصمة الإقليم التاسع في الدلتا المصرية. وكان لقبه "سيد جدو" من أقدم وأعظم الألقاب التي كان يحملها. وقد سُميت تلك المدينة في وقت لاحق باسم "پر-أوزير"، بمعنى "بيت الإله أوزير". وأطلق عليها الإغريق اسم "بوزيريس"، أي "مكان أوزيريس". وكانت "جدو" الموطن الأصلي لمعبود آخر أقدم، كان يحمل صولجانًا معوج الطرف وفي يده الأخرى كان يحمل سوط الراعي، بينما كانت تعلو رأسه ريشتان. وهو المعبود "عَنَجِتِيِ". 
ومن المعروف أن أوزير قد امتص ذلك الإله تمامًا. ولم يبقِ منه بعد ذلك سوى لقبه الذي اتخذه الإله أوزير بعد ذلك. 
يقول عبد البصير : يؤكد ذلك أيضًا الهيئة البشرية التامة التي كان يُصور بها الإله "أوزير"، وهو يحمل على رأسه تاج الصعيد الأبيض، وكان يلحق به ريشتين على الجانبين، وكان يستقر على زوجين من قرون الكباش. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك فارقًا كبيرًا بن الإلهين، فبينما كان كان"عَنَجِتِيِ" حاكمًا حيًا، كان " أوزير" يُصور دائمًا في هيئة إله متوفى قائم ملفوف بأربطة طويلة، وكان يُصور يقبض بيديه على الصولجان. 
أيضًا، جسد المصريون القدماء المعبود الأساسي في مدينة إهناسيا، في بني سويف، "حري شا إف" أو "الكائن فوق بحيرته" على شكل كبش. بينما اتخذ إلههم الأشهر، الإله خنوم، رب منطقة إلفنتين، بالقرب من مدينة أسوان، هيئة الكبش أيضًا، واعتبروه الإله المسؤول عن خلق البشر على عجلته، أو عجلة الفخراني، من جنوب مصر، وكذلك ردوا إليه القدرة العلية على تفجير منابع نهر النيل من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب. 
ولفت إلى اتخاذ رب الدولة الحديثة الرئيس، الإله آمون، أو الإله آمون رع، شكل الكبش أيضًا. ونسبوا إليه "طريق الكباش" أو طريق "أبو الهول" أو "طريق الأسود"، الذي كان يربط معبد الأقصر في الجنوب بمعابد الكرنك في الشمال" وكان يضم نحو 1200 تمثال بجسم أسد. وأطلق المصريون القدماء على الطريق اسم "وات نثر" بمعنى "طريق الإله". وترمز الحيوانات المجسدة في تماثيل طريق الكباش إلى الإله "آمون رع"، وتم تشييد الطريق خلال عصر الأسرة الثامنه عشرة وأكمله الملك "نختنبو الأول" من ملوك الأسرة الثلاثين".