الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

آبي أحمد يعزل إثيوبيا عن العالم.. جبهة «تيجراى» تهدد منافذ أديس أبابا.. وأمريكا تحذر من الطيران فى أجواء الدولة الأفريقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توشك إثيوبيا على الدخول فى عزلة دولية مع اقتراب تحالف جبهة تحرير شعب تيجراى، وجيش أورومو من الوصول إلى العاصمة أديس أبابا، فالدولة الحبيسة منافذها الجوية أيضا مهددة، حيث حذرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضى من الطيران فى الأجواء الإثيوبية، بسبب استمرار الصراع هناك، بجانب بدء «تيجراى» و«أورومو» القتال للسيطرة على خط سكك الحديد الواصل بين أديس أبابا وجيبوتى.

وكان الأمر اللافت للنظر الأسبوع الماضى، هو وصول أوباسانجو مبعوث الاتحاد الأفريقى، إلى مدينة ميكيلى عاصمة إقليم تيجراى، ولقاء زعيم الإقليم، دبرصيون جبرميكائيل، حيث لا يسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى هناك وتواصل الحكومة الإثيوبية فى تعطيلها رغم النداءات المتكررة.

الرئيس الكينى أوهورو كينياتا

واستبق الرئيس الكينى أوهورو كينياتا، جولة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الأفريقية بزيارة مفاجئة وقصيرة إلى أديس أبابا، التقى خلالها برئيس الوزراء الإثيوبى، وبعد مغادرته أصدر أبى أحمد قرارا بالإفراج عن نصف سائقى تيجراى الذين كانوا يعملون مع المنظمات الأممية والمعتقلين خلال نوفمبر الجارى، ما دعا الخبراء للحديث عن بدء إنفراجة.

وأفصح الرئيس الكينى لوزير الخارجية الأمريكى بتفاصيل المباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبى حيث أوضح أن «أحمد» مستعد للنظر فى عدة مقترحات لتخفيف التوترات وتقليل العنف، والتى تشمل السماح لوصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراى وإعادة الخدمات الحكومية إلى المنطقة.

ورغم ذلك إلا أن الوضع على الأرض يؤكد أنه لا حل يلوح فى الأفق، حيث قال رشيد عبدى، الخبير فى شئون القرن الأفريقى، إن آفاق وقف إطلاق النار والتسوية فى إثيوبيا تتلاشى بسرعة، وهناك دوافع قوية لمزيد من القتال، مضيفا فى تغريدة له عبر حسابه بموقع «تويتر» أن «أبى أحمد يشعر أن بإمكانه إبطاء مسيرة جبهة تحرير تيجراى، وجيش تحرير أورومو»، فيما يشعر المتمردون أن لديهم زمام المبادرة فى ساحة المعركة ويمكنهم تحقيق نصر حاسم.

وما يؤكد ما يرمى إليه «عبدى» هو بدء تحالف «تيجراى» و«أورومو» القتال فى ولاية عفار بهدف السيطرة على خط سكك الحديد الواصل بين أديس أبابا وجيبوتى، وهو شريان التجارة بين البلدين والمنفذ الوحيد لإثيوبيا على العالم، وكان وزير المالية الجيبوتى إلياس موسى أكد فى تصريحات لشبكة «بى بى سى» الأسبوع الماضى أن الحرب الأهلية الإثيوبية، تسببت فى خسائر اقتصادية لبلاده وصلت إلى مليار وسبعمائة ألف دولار، خلال الشهور الـ١٢ الماضية، وأدى تقاقم الصراع المستمر منذ عام فى منطقة تيجراى إلى تفاقم الاضطرابات فى سلاسل التوريد بين البلدين مع تراجع التجارة بنسبة ٢٠٪. 

وتمر ٩٠٪ من بضائع أديس أبابا عبر ميناء جيبوتى، وتدر أرباحًا تتراوح بين ١.٥ مليار دولار ومليارى دولار، واستثمر البلدان مليارات الدولارات فى إنشاء طريق تجارى يمنح إثيوبيا إمكانية الوصول المباشر إلى ميناء بحرى، بما فى ذلك خط سكة حديد بطول ٤٧٠ ميلًا يربط ميناء جيبوتى بأديس أبابا.

ويربط الخط الجديد بين أديس أبابا وميناء جيبوتى، ويمتد على مسافة تزيد على ٧٥٠ كيلو مترا، وتبلغ سرعة القطار ١٢٠ كم/ ساعة ويختصر زمن الرحلة إلى ١٢ ساعة بدلا من ثلاثة أيام، وتكلف المشروع ٣.٤ مليار دولار وتم إنجازه بمساعدة الصين.

وفى غضون ذلك أكد جيتاشوا رضا المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراى، أن قوات آبى أحمد شنت هجوما بطائرة بدون طيار، فى على منطقة سكنية فى ميكيلى فجر الأحد ٢١ نوفمبر الجارى.

وواصلت قوات الأمن الإثيوبية حملات التطهير العرقى ضد عرقية تيجراى، التى بدأتها فى يوليو الماضى إثر انسحاب الجيش الإثيوبى من ميكيلى عاصمة تيجراى، حيث اعتقل أمن العاصمة الأستاذين أسفا فيسيحة ومهارى رديعى اللذين يدرسان القانون فى جامعة أديس أبابا، بزعم انتهاكهما لشروط الطوارئ فى إثيوبيا، المفروضة مع تقدم قوات تيجراى صوب العاصمة فى وقت سابق من الشهر الجارى.

ويخفى المواطنون الإثيوبيون المنتمين لعرقية «تيجراى» هويتهم، ولا يتحدثون بلهجتهم فى الوقت الذى يهددون فيه بترك وظائفهم إذا افتضح أمرهم، ومن بينهم أطباء وفنانون ورجال شرطة.

وفى السياق نفسه، حذرت الولايات المتحدة، من خطر الطيران فوق إثيوبيا بسبب التهديد الجارية حاليا من نيران الأسلحة الأرضية أو أرض جو مع اقتراب القتال من العاصمة أديس ابابا.

واستشهد تقرير إدارة الطيران الفيدرالى الأمريكى الصادر الأربعاء ١٧ نوفمبر الجارى بـ«الاشتباكات المستمرة» بين القوات الإثيوبية وجبهة تيجراى، وحثت الولايات المتحدة مواطنيها فى إثيوبيا على «المغادرة الآن»، قائلة إنه لا ينبغى أن يكون هناك توقع لعملية إخلاء على غرار أفغانستان.

وأما عن الأسلحة التى تمتلكها جبهة تحرير تيجراى، فقد أوضحت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية أن الجبهة تمتلك على الأرجح مجموعة متنوعة من الأسلحة القادرة على الدفاع عن الطائرات، بما فى ذلك القذائف الصاروخية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية منخفضة العيار المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوى المحمولة» أو منظومات الدفاع الجوى المحمولة التى يمكن أن تصل ما يصل إلى ٢٥٠٠٠ قدم فوق مستوى سطح الأرض.

ويشير تقرير إدارة الطيران الفيدرالى إلى عدم وجود تقارير عن اضطرابات فى مطار بولى الدولى و«لا يوجد مؤشر على وجود نية لتهديد الطيران المدنى»، لكنه يقول إن الخطر على الطائرات التى تقترب وتغادر قد تزداد إذا طوقت مقاتلات تيجراى العاصمة.

فيما أطلق وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين تحذيرا الجمعة الماضية، من أن الحرب فى تيجراى وضعت إثيوبيا على «طريق الدمار» الذى قد يتردد صداه فى جميع أنحاء شرق أفريقيا، وقال إن أبى أحمد يجب يلتزم بمسئوليته كزعيم لإثيوبيا بإنهاء العنف فى المنطقة. وأضاف «بلينكن» فى حديثه لشبكة «سى إن إن» خلال تواجده بنيجيريا فى ثانى محطات جولته الأفريقية، أنه «من الضرورى أن يتوقف القتال وبدء الحديث» وكرر دعوته لوقف إطلاق النار طويل الأمد لتمكين المساعدة الإنسانية، مؤكدا أنه «يجب أن يحدث هذا فى أقرب وقت ممكن - مع مرور كل يوم، ما نراه هو زيادة فى التوترات الطائفية التى تخاطر بالفعل بتمزيق البلاد وامتدادها إلى دول أخرى فى المنطقة».

ولفت وزير الخارجية الأمريكى إلى أنه «لا يوجد حل عسكرى للتحديات فى إثيوبيا، وهذا طريق إلى الدمار للبلاد، والبؤس لشعب إثيوبيا الذى يستحق الأفضل».