الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"المومس الفاضلة" وضعت "سارتر" في أزمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما اقترحت الفنانة سميحة أيوب على زميلتها الفنانة إلهام شاهين تقديم مسرحية "المومس الفاضلة"، التي بدورها كانت سببا في عودة "شاهين" للمسرح من جديد، إلا أنها لاقت حالة من الجدل والهجوم أثارها رواد السوشيال ميديا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمجرد طرح فكرة تقديم المسرحية للفرنسي جان بول سارتر، اعتراضا على اسم العمل، الذي يحمل قدرا من الجرأة،  ويري بعض الفنانين أن هذا العمل ليس بجديد وقدم قبل سابق، وأن يحدث مثل هذه الثورة الإلكترونية التي نشهدها الآن، بينما يعتقد الآخر أن هذا العمل لا يليق بالمجتمع المصري.

"المومس الفاضلة" هي إحدى روائع الكاتب المسرحي الفرنسي جان بول سارتر، وترجمها من الفرنسية إلى العربية المترجم الدكتور عبدالمنعم الحفني، وقدمت فى السابق، وهي مسرحية مكونة من فصل واحد في لوحتين فنيتين، تضم ست شخصيات وهي: "ليزي"، "فريد"، "عضو مجلس الشيوخ"، "الزنجي"، "جون"، "جيمس"، بالإضافة إلى شخصيتين ثانويتين، يتناول العمل الشخصية الإنسانية من ناحية الأخلاق.
لكن رغم أنها عمل فلسفي، هاجم النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، المسرحية لمجرد طرح فكرة تقديمها مرة أخرى، معتبرا أن اسم العمل الفني والمضمون غير مناسب، بل هناك العديد من الاختيارات حال تقديم هذا العمل مع تغير المسمى.
وكتب المخرج المسرحي عصام السيد تدوينه على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: "احنا اسفين يا سارتر".
وقال الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، إن الجدل الدائر حول مسرحية "المومس الفاضلة" التي كتبها سارتر منذ سنوات بعيدة، والمطالبة برفض تقديمها بهذا العنوان الذي عرضت به في مصر الخمسينيات، يكشف بوضوح كيف أننا تغيرنا كثيرا وكأننا كنا كفارا إلى أن هدانا الله للإسلام.
وأضاف الكاتب أحمد الخميسي، أنه بمجرد التفكير في عرض مسرحية" المومس الفاضلة" لجان بول سارتر، قدم النواب طلب احاطة في البرلمان!، لقد شاهدنا هذه المسرحية عام ١٩٥٨، والمفروض أن تلك المرأة التي أثارت القلق امست الآن عجوزا وربما تحكي لنا عن توبتها، فلماذا لا يمنحها البرلمان فرصة؟.
وقال الدكتور أسامة أبو طالب، أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون، ورئيس البيت الفني للمسرح الأسبق: ضد الجهل والغوغائية "المومس الفاضلة" صرخة فنية تطالب بالعدل وتعرى العنصرية والتمييز فى كل مجتمع فقد إنسانيته، وتصيد الشهرة بادعاء الغيرة على الدين  وبالديماجوجية للتأثير على الناس وكأنهم قطيع من الجهلاء لن تصنع من صاحبها بطلا أو زعيما شعبيا، لا مكان للمكارثية فى مصر.
بينما قال الفنان محمد صبحي في إحدى مداخلاته التلفزيونية، أن الذين هاجموا اسم المسرحية لم يقرأوا النص ولا يعرفون أدب المسرح، علما أن هذه المسرحية قدمت في الستينات وكان من بين أبطالها الفنانة سميحة أيوب، مضيفا أن لفظ كلمة "مومس" لم يعد غريبا وجديدا بل تداركته السينما قبل سابق في فيلم "بداية ونهاية" للأديب العالمي لنجيب محفوظ، في العام 1960، وإخراج صلاح أبو سيف، بالفعل سبب جدلا لكن ليس بهذه الثروة الإلكترونية، لم أطالب بتغير اسم العمل لأنه اختيار جيد.
وأضافت الفنانة سهير المرشدي عبر مداخله تلفزيونية مع الإعلامي عمرو أديب قائلة، "إنه لا بد أن تسمى الأشياء بمسمياتها، وما نعملش زي النعامة ونحط دماغنا ونقول لا محدش شايفنا لأ".
فيما قالت الفنانة إلهام شاهين في إحدى مداخلاتها الهاتفية عبر برنامج "حديث المدينة": إن النائب الذي هاجم المسرحية لم يقرأ النص، والبعض يهاجم من أجل الشهرة، وأن فكرة المسرحية مجننه رواد السوشيال ميديا، وهذا لا يمنعني من تقديم المسرحية.
وكتب الفنان أمير صلاح الدين، تدوينة على حسابه الشخصي قائلا: إن مسرحية "المومس الفاضلة" التي استوحى كاتبها جون بول سارتر أحداثها من واقعة حقيقة تعرف إعلاميا بـ"فتية سكوتسبورو"، وتدور أحداثها حول فتاة ليل تدعى "ليزي" التي تكون الشاهدة الوحيدة على واقعة تعدى رجل أبيض على فتاة ليل داخل القطار، ولكن توجه الاتهامات إلى راكب أسود البشرة، والذي يهرب في محاولة لإثبات برأته.