الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«آبى أحمد» من الصدام المحلى إلى المواجهة الأممية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ظل أزمات طاحنة يواجهها آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، لم يجد سوى إلقاء تهمة على من أسماهم بأعداء «إثيوبيا»، بأنهم يسعون إلى إفشال تجربته، والقول «نتعرض لمحاولات إخضاع وتركيع وسلب لحريتنا من قبل قوى أجنبية متعددة تدعم أعداءنا على أرض المعارك الجارية، وبالحملات الإعلامية الكاذبة والدعاية الدبلوماسية وضرب اقتصادنا».
ويصر آبى أحمد على تجاهل كل الأزمات التى يعترف بها الجميع بأنه السبب فيها إلا هو فقط، ويلقى بالمسئولية على آخرين، لم يسمهم، بل وصل به الأمر إلى الشكوى لأصدقائه فى تل أبيب من استقبال إسرائيل من أسماهم «بمجرمى حرب» قادمين من أديس أبابا، وهو ما كشفته القناة 13 الإسرائيلية من أن رئيس الوزراء الإثيوبى قال إن إسرائيل استقبلت «ضباطًا متورطين فى جرائم حرب»، من بين مجموعة من الإثيوبيين الذين انتقلوا إلى إسرائيل مؤخرًا.
وبدلًا من معالجة أزمته التى تتسع يومًا بعد يوم، خصوصًا فى إقليم «تيجراي» يقول إن أربعة ضباط إثيوبيين- لاحظ الرقم- واحد منهم متورط فى ارتكاب ما أسماه «مذبحة» فى إقليم تيجراي، وعاتب- إن لم يكن توسل لرئيس الوزراء الإسرئيلى «نفتالى بينيت»- بإنهاء وضع هؤلاء الضباط، الذين من وجهة نظره سيحلون أزمته التى وصلت إلى تحذيرات أممية ودولية.
عجائب آبى أحمد لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى تحذيره دولًا أجنبية، طلبت من رعاياها مغادرة إثيوبيا فى ظل الأوضاع السيئة التى تمر بها البلاد، خشية عليهم، مع حالة الحصار التى وصلت إليها العاصمة أديس أبابا من قوات المعارضة.
ووصل تبجح آبى أحمد بالرد على هذا التخوف الطبيعى من بعض الدول على رعاياها، بإطلاق تحذير لسفارات الدول الأجنبية التى دعت رعاياها لمغادرة البلاد على خلفية محاصرة جبهة تحرير تيجراى العاصمة، بل توعدت حكومة أديس أبابا- تحت لواء آبى أحمد- بإجراءات صارمة حيال ذلك.
ووصل الصدام من جانب حكومة آبى أحمد إلى الأمم المتحدة، ولا يمر يوم إلا وتبرز مشكلة، فقد اعتقلت عشرات الموظفين التابعين للمنظمة الدولية، وهو ما وصفته المنظمة بتعنت من السلطات الإثيوبية وتقييدها حركة المسئولين الأمميين فى البلاد، الذين يسعون لكشف حقائق الانتهاكات التى تحدث فى حرب تيجراي، ويرصدون معاناة الشعب الإثيوبى من الأزمات الإنسانية التى تحاصرهم جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
الأزمات بدأت باعتقال 16 موظفًا تابعين للأمم المتحدة، ثم تلا ذلك اعتقال 22 موظفًا محليًا آخرين، وهو ما دفع المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك»، للتحذير من هذه السياسة، غير المبررة لموظفين محليين من الداخل الإثيوبى يقومون بدورهم الطبيعي، مطالبًا الخارجية الإثيوبية بإطلاق سراحهم على الفور.
وامتد التعسف- حسب تعبيرات الأمم المتحدة- إلى اعتقال أسر موظفى المنظمة الدولية، وأصبحت التهمة «أتباع جبهة تيجراي» وفقًا لردود المتحدث باسم شرطة أديس أبابا.
وثالثة الأثافى اعتقال 72 سائقًا تابعين لمنظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتى جرت فى عاصمة إقليم «عفار» وعلى الطرق المؤدية إلى إقليم تيجراى المنكوب والمحاصر، والذى يعانى من أزمات غذائية طاحنة بسبب الحصار من جانب نظام رئيس الوزراء الإثيوبي، وهو ما دعا الأمم المتحدة من حكومة أديس أبابا إلى ضمان سلامتهم وحماية حقوقهم القانونية والإنسانية بشكل كامل».
والتخوفات الدولية والأممية تتزايد مما يجرى وفقًا للتوصيف الدولى لما يتم على الأرض، وفى تعبير مهذب «مضايقات قوات الأمن والاحتجاز على أساس العرق».. وهو ما دعا إلى التأكيد من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بالقول بأنه «أمر غير مقبول على الإطلاق».
ويبقى الوضع متوترًا وسيظل.. إلى أن يدرك «آبى أحمد» أين تكمن مشكلته مع الداخل والخارج.