الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد قرار تفكيكه.. مصير مجهول لمشهد «آل طباطبا» آخر أثر لدولة الإخشيد ... الضريح يضم رفات من ينتهى نسبهم إلى الرسول.. باحث : نقله جريمة وتجاهل لموقعه ومكانته التاريخية

مشهد «آل طباطبا»
مشهد «آل طباطبا» الأثري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار قرار وزارة السياحة والآثار بالبدء فى مشروع فك ونقل مشهد «آل طباطبا» الأثري، منذ فبراير الماضى وعمل سياج حول البيت الطولونى والحمام الفاطمى وأعمال الصيانة اللازمة لهم؛ وذلك ضمن خطة تطوير منطقتى عين الصيرة والمدابغ، غضب العديد من الأثريين، والذين تساءلوا حول مصير الأثر الوحيد المتبقى من الدولة الإخشيدية والذى يقع فى قرافة الإمام الشافعي. 

من جانبه قال أحمد فتحي، مؤرخ وباحث فى شئون الآثار المصرية: منذ أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن تفكيك ونقل مشهد آل طباطبا من موقعه الحالى الغارق فى المياه الجوفية المتسربة من بحيرة عين الصيرة إلى موقع آخر لترميمه وإعادة تركيبه وبنائه فى محيط المتحف القومى للحضارة المصرية، ورغم معارضة كبيرة من المتخصصين فى الآثار الإسلامية للفكرة، لأن المبنى مشيد من الطوب والدبش وهى مواد لا يصح ولا تصلح أن يتم تفكيكها كما يحدث فى الحجر، بالإضافة لغرق المبنى فى المياه منذ سنوات طويلة وهو ما كان له تأثير كبير على سمك الجدران التى أصبحت هشة كما أدى إلى سقوط معظم المبنى والقباب، فلم نسمع شيئا عن مشهد آل طباطبا.
وتابع: نقل المشهد جريمة لموقعه ومكانته التاريخية وكان الحل الأفضل هو خفض منسوب المياه ورفع الأثر وعزله عن المياه لكن هذا ما لم تقتنع به وزارة الآثار فلم تقم به، وسلمنا نحن الآثاريين للأمر الواقع الذى نفذته الجهات المسئولة باعتبار أن أى حل مطروح يُنقذ الأثر سيكون أفضل من إندثاره، وبالفعل تم تفكيك الأثر لكن حتى الآن ومنذ 13 فبراير الماضى لم يصدر أى خبر أو بيان رسمى أو أى متابعة من أى جهة مختصة تابعة للوزارة تذكر فيه مستجدات الأمر وما الذى يتم تنفيذه حاليًا على عكس ما يحدث فى باقى مشاريع الترميم التى تقوم بها الوزارة وتحظى بأهمية ومتابعة مستمرة للأعمال وإفادة ببيانات رسمية.

وتساءل الباحث فى شئون الآثار المصرية «نأمل أن يكون هناك رد عاجل لأسئلتنا التى غرضها ليس إلا الاطمئنان والاستفسار عن حالة الأثر والنصح للوزارة ولا نهدف الى مهاجمة الوزارة أو ما تقوم به من قريب أو من بعيد فنحن كما ندعم ما يحدث من ترميمات وافتتاحات ومشروعات تطوير نستفسر ونتساءل عما يشوبه الغموض لأنه بكل بساطة هل من المعقول أنه خلال 9 شهور مضت لا تقوم الوزارة بأية متابعة للأعمال التى تتم فى المشهد وهل هذا متعمد أم علينا أن ننتظر مفاجأة.


وأشار أحمد فتحي، إلى أن مشهد آل طباطبا هو موضع يُجله المصريون منذ أكثر من ألف عام، حتى صار مقصدًا للزيارة فيخرجون إليه فرادى وجماعات، يعددون عنده ذكر كرامات وفضائل المقبورين به، ولكن بعد عمليات الترميم التى حدثت وفكرة نقل المشهد نتساءل نحن كمؤرخين أين مشهد آل طبا طبا؟ هل ستتم إعادة تركيبه وبنائه مرة أخرى أم أن أمر الأثر قد انتهى بهدمه؟ هل فشلت فكرة فك وتركيب الأثر؟ هل تمت التضحية بالأثر الإخشيدى الوحيد الباقى حسب أقرب الآراء العلمية المشهورة التى تؤرخ له إن لم يكن طولونيًا فى الأساس؟ هل اندثر مشهد آل طبا طبا؟

مدير آثار رشيد الأسبق: التاريخ لن يرحمكم 

فى تصريحات سابقة وجّه الأثرى الدكتور محمود درويش، مدير عام آثار مدينة رشيد الأسبق، رسالة إلى لجنة الآثار الإسلامية ومسئولى المجلس الأعلى للآثار حول موقفهم من قرار هدم مشهد آل طباطبا الأثري، وكتب على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي: «إلى أعضاء اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية، إلى المسئولين بالمجلس الأعلى للآثار، إن موافقتكم على هدم مشهد آل طباطبا بدعوى نقله إلى مكان آخر، هو هدم أثر فريد ولن تستطيعوا إقناعنا بقراركم الباطل، هل سيكون المبنى الجديد أثرا، أم سيكون تقليدا لمبنى كان أثرا وتم هدمه بمعرفتكم.. لن يرحمكم التاريخ فقد ضيعتم هذا الأثر بقرار عشوائى وسيكون لأول مرة لدينا أثر من طراز ٢٠٢١ شبيها بأثر قررتم هدمه، وننتظر تسجيل البناء الجديد فى عداد الآثار».

وينسب هذا المشهد إلى أبوإسحاق إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمه هى السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم.
ويعد المشهد ضريحا يضم رفات الذين ينتهى نسبهم الشريف إلى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- والذى يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، فى تجسيد رائع للأضرحة فى عمارة مصر الإسلامية. 
والمشهد عبارة عن مستطيل غير منتظم، وفى نهايته الجنوبية يوجد قبتان، وفى الجزء الشمالى الشرقى من سور المشهد يوجد المدخل، وإلى يساره يوجد مبنى حديث عبارة عن حجرة مربعة تغطيها قبة، وبهذه الحجرة يوجد بئر تغذى المشهد بالمياه؛ ويتصل بجدار حجرة البئر مبنى مستطيل مقسم إلى ست حجرات صغيرة بعضها مربع والآخر مستطيل، وقد اختلفت تغطية هذه الغرف باختلاف أحجامها فالغرف المربعة مغطاة بالأقباء المتقاطعة والقباب، أما الحجرات المستطيلة فمغطاة بالأقباء؛ وبهذه الغرف الست توجد مقابر عائلة طباطبا، وتتصل بمكان الصلاة بباب فى الجهة الغربية، أما مكان الصلاة فيتكون من مربع يبلغ طوله ١٨ مترا تقريبا مبنى من الآجر وفى الجدار الشرقى يوجد المحراب، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة ويغطى كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث منها.

الباحث أحمد فتحي