الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

وكلاء إيران في العراق يهددون استعادة مؤسسات الدولة

الهجوم على منزل مصطفى
الهجوم على منزل مصطفى الكاظمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحاول إيران زعزعة استقرار العراق لصالح سيطرة المليشيات التابعة لها، فرغم خسارة عدد من الفصائل الخاضعة لإيران في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن المليشيات رفضت النتيجة ووصفتها بـ"المزورة"، ووصل الصراع لذروته بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي فجر يوم الأحد الماضي.

مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي

الكاظمي، الذي يدعم مشروع تحرير الدولة من قبضة عصابات داعش، ومن سيطرة مليشيات الفصائل الشيعية التابعة لإيران، واجه الكثير من التحديات والصعوبات منذ توليه رئاسة الوزراء، وفي كلمته التي أعلن بها عن تعرض منزله لقصف بطائرات مسيرة، قال الكاظمي: "إن المسيرات لا تبني الأوطان، فبناء الأوطان لا يتم إلا عبر احترام مؤسسات الدولة".

سريعًا حاولت إيران التنصل من تهمة محاولة اغتيال الكاظمي، فأصدرت بيانها الذي يدين الحادث، مرجحة وقوف أطراف وقوى خارجية وراء الهجوم، حيث حاولت إلصاق التهم بأطراف خارجية وربما تقصد تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي بيانها، قالت طهران إنها تدين الهجوم الذي نُفذ بواسطة طائرات مسيرة على مقر إقامة الكاظمي، وتؤكد على موقفها الثابت في دعم الأمن والاستقرار في العراق، داعية جميع الأطراف إلى توخي اليقظة لمواجهة المؤامرات الرامية لاستهداف أمن العراق وتنميته.

وتابع البيان: تصب مثل هذه العمليات في مصلحة الأطراف التي انتهكت أمن واستقرار واستقلال العراق ووحدة أراضيه طوال السنوات الـ18 الماضية وسعت إلى تحقيق أهدافها الإقليمية المشؤومة من خلال إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية وإثارة الفتن في هذا البلد.

حزب الله العراقي- صورة أرشيفية

والتزمت المليشيات العراقية بموقف طهران، حيث تبرأت من الحادث، لكن مفردات الخطاب التي اعتمدت عليها تلك الجماعات المسلحة ينطوي على الكثير من الغضب والحقد، والإحساس بالضغينة تجاه فشل المسيرات في تحقيق هدفهم، فلما فشلت في اغتياله، توالت البيانات المتنصلة من الحادث، لكنها بيانات وكلمات تحتفظ بقدر كبير من الغضب والحقد تجاه الكاظمي، أبرزها كلمة أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله، الذي رأى أن الحادثة مُدبرة من قبل الكاظمي نفسه لممارسة "دور الضحية" وأنه "لا أحد في العراق لديه الرغبة بخسارة طائرة مُسَيَّرَة على منزل رئيس وزراء سابق". حيث تحمل كلمات "متحدث الكتائب" قدرًا كبيرا من السخرية والتقليل من شأن الحادث كمحاولة للالتفاف على التهم الموجهة لمثل هذه الميليشيات.

من جانبه، شكك قيس خزعلي، زعيم مليشيا العصائب، في الصور المتداولة للهجوم على منزل رئيس الوزراء، مطالبا بالتحقيق في الحادث من قبل متخصصين، حيث كانت تصريحاته متوافقة تمامًا مع "متحدث الكتائب" الرامية إلى كون الهجوم مفتعلا وغير حقيقي، ففي بيان له قال "خزعلي": بعد مشاهدة صور الانفجار الذي وقع في منزل رئيس الوزراء، وملاحظة عدم وقوع ضحايا، نؤكد على ضرورة التحقق منه عبر لجنة فنية متخصصة وموثوقة، للتأكد من أسبابه وحيثياته".

إسماعيل قا آني قائد فيلق القدس الإيراني

لم توحِ إيران لفصائلها في العراق باتباع موقفها في التنصل من الحادث فقط، لكن ثمة أشياء أخرى مرتبطة بزيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، أمس الاثنين، وهو اليوم التالي للهجوم، وهي زيارة حساسة بحسب مراقبين.

ورغم ضآلة ما تناولته وسائل الإعلام عن تفاصيل الزيارة، فإن القليل الذي خرج عن زيارة "قا آني" يوحي بأشياء كثيرة، ويعزز من دور إيران في الهجوم، حيث التقى القائد العسكري الإيراني بعدد من الفصائل المحتجة على نتيجة الانتخابات وطالبها بالتهدئة، لكنه على الجانب الآخر فإنه طالب الحكومة العراقية بخروج رد على المحتجين، وكأنها شبه مفاوضات حيث يعمل "قا آني" على تهدئة الفصائل في مقابل رد الحكومة على المحتجين والمشككين في الانتخابات.

وعن تورط إيران في الهجوم، نقلت "رويترز" عن مسؤولين عراقيين قولهما إن طهران كانت على علم بهجوم الطائرة المسيرة على مقر إقامة الكاظمي، لكن المسؤولين الإيرانيين لم يصدروا أمرا بشأنه. وقال أحد المسؤولين إن إيران لم تخطط للهجوم، لكنها لم تمنع الميليشيات من الهجوم أيضًا.

مقتدى الصدر- زعيم التيار الصدري

ويبدو أن أقوى "توصيف للهجوم" هو ما قاله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي رأى أن الهجوم محاولة إرهابية لزعزعة استقرار العراق، إلى جانب وصف مرتكبي الحادث بـ"قوى اللادولة" في إشارة لوقوف هذه القوى في صف الفوضى وعدم الاستقرار، وأيضا عدم عودة الدولة العراقية لقوتها ولدور المؤسسات بها.

مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية المصري والأمريكي

أما كلمة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، والمتعلقة بدور إيران في المنطقة والمخاوف تجاه ممارساتها التي وصفت بـ"الخبيثة"، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الاثنين، حيث توقيتها الحساس من الهجوم الأخير الذي وقع على منزل رئيس الوزراء العراقي.