الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أعمال سينمائية قدمت نموذج الخارج عن القانون بأشكال مختلفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تظل الأعمال الفنية بمثابة مصادر للخيال وتحقيق أحلام اليقظة بالنسبة لشريحة كبيرة من المراهقين، ومثلما يأخذ الفن من الواقع بعض النماذج ليقدمها على الشاشة، يأخذ أيضا الواقع من الفن ويتأثر به، ويبقى دور الفن مؤثرا للغاية في تشكيل وجدان الأمم.

هناك العديد من الأعمال الفنية التي تناولت ظاهرة البلطجة وقدمت عدة نماذج للبلطجي بشكل أبهر نسبة كبيرة من المشاهدين وخاصة شريحة المراهقين الذين وجدوا في هذه النماذج ضالتهم في التقليد أو تحقيق أحلام يقظتهم على أرض الواقع، وبدلا من أن يرتقي الفن بهذا الواقع سقط به وبهم.

ولعل هناك من يقول إن الفن يقدم هذه النماذج من الواقع، وفي هذه الحالة يمكن الرد بأن تلك النماذج لو كانت موجودة في الحقيقة بهذا الشكل البشع، فعلي الفن توخي الحذر في تقديمها بدون نهاية مأساوية لهم على الشاشة، حتى لا تصبح شخصية البلطجي حلما يسعى الشاب أو الطفل لتقليده.

وتبقى هناك مجموعة من الأعمال التي تناولت شخصية البلطجي وقدمته في صورة الشخص الذي ينجح في الحصول على حقوقه بيده أو الانتقام من الآخرين بشكل يلهب مشاعر المشاهدين ويجعله وكأنه إنسان لا حيلة له إلا فعل البلطجة فهي سلاحه الوحيد لكي يقف على قدميه، وفي هذا الأمر محاولة لئيمة لجلب استعطاف الجمهور حول هذا الشخص، حتى لو جاءت نهاية العمل بمقتل هذا الشخص أو الحصول على الجزاء المستحق، فالمشاهد التي ينجح فيها البلطجي في قهر أعدائه تكون قد ترسخت في أذهان المشاهدين ومن الصعب أن يمحوها مشهد النهاية، ليصبح القاتل والمقتول وبينهما "البلطجي" هم أضلاع مثلث العمل السينمائي في فترة من الفترات.

«إبراهيم الأبيض»

في عام ٢٠٠٩ قدم الفنان أحمد السقا نموذج آخر للبلطجي من خلال فيلم «إبراهيم الأبيض» تأليف عباس أبوالحسن وإخراج مروان حامد وشارك في البطولة محمود عبدالعزيز وهند صبري، وتدور أحداثه حول طفل صغير يتعرض والده للقتل أمام عينيه على يد عصابة كبيرة تتاجر في المخدرات، فيكبر الطفل وصورة مقتل والده لا تفارق عينيه وبالفعل يقوم بقتله وبعدها يبدأ في تجارة المخدرات بعد أن مضي به الزمن بسرعة ولكن أحد أفراد عصابة عبد الملك زرزور يقوم بسرقة بضاعته وبيبعها بدون علم زعيم العصابة عبد الملك زرزور فيدخل في منطقته ويحاول الانتقام، وتتناثر الدماء هنا وهناك بشكل بشع الأمر الذي أدى إلى انتقاد الفيلم بصورة لم يتوقعها صناعه.

شخصية البطل «إبراهيم الأبيض» ومراحل تطورها تجعل المشاهد في حيرة من امرة، فهل يقبلها بكل عيوبها أم يلفظ هذا النموذج السيئ على أرض الواقع، ولكن جاءت قصة الحب الرومانسية بينه وبين حبيته التي يخطفها منه المعلم زرزور بالإضافة إلى خيانة صديقه "عشري" تجعل منه شخصًا مظلومًا. 

«الألمانى»

في عام ٢٠١٢ قدم محمد رمضان فيلما بعنوان «الألمانى» تأليف وإخراج علاء الشريف، وشارك في البطولة عايدة رياض وأحمد بدبر وضياء عبدالخالق، وتبدأ أحداثه الفيلم بتعدي «الألمانى» على شاب في الطريق وقتله لسرقة موبايله والجاكت الجلد، وأثناء قيامه بذلك يقوم شخص مجهول بتصويره وإرسال الفيديو لإحدى القنوات الفضائية التي تقوم بإذاعته ومطالبة الأهالي بالاتصال إذا تعرف أحد على شخصية هذا البلطجي، وبعد أن يتعرف متفرج عليه ترسل المذيعة من يطلب من والدته الظهور على شاشة التليفزيون لتروي قصته، وتوافق الأم على أمل الحصول على ١٥ ألف جنيه من القناة الفضائية تساعد الألماني على الهرب وتتوالى الأحداث.

هذا الفيلم فتح ملف البلطجة في الشارع بشكل أكبر من ذي قبل، وجعل منه نموذجًا لعدة أعمال أخرى سواء التي قدمها رمضان أو التي قدمها نجوم آخرون، وكأن هذه المرحلة التي جاءت بعد ٢٥ يناير مباشرة هى بمثابة مرحلة الأفلام التي تناقش البلطجة وتستعرض صورة البلطجي الموجود في الشارع بشكل أكبر من الأعمال التي سبق وقدمها صناع الفن عن هذا النموذج الإنساني.

«عبده موتة»

وفي نفس العام أيضًا قدم رمضان فيلم «عبدة موته»، وهو من تأليف محمد سمير مبروك وإخراج إسماعيل فاروق وبطولة محمد رمضان وحورية فرغلي ودينا وسيد رجب ورحاب الجمل، وتدور أحداثه حول بلطجى يعمل في تجارة المخدرات بعد أن يفقد والديه في ظروف غامضة، ويتخذ هذا البلطحي من قوته سلاحا لفرض الإتاوات على أهالي الحي والمنطقة التي يقطن بها، في الوقت الذي تتعلق فيه بنت الحارة أنغام «حورية فرغلى» وتتطلع إلى الزواج منه، وعلى الجهة الأخرى تقع الراقصة ربيعة «دينا» في علاقة غير شرعية معه.

يحاول البلطجي عبده «محمد رمضان» أن يستغل ذلك في بدء الأمر حتى يقرر أن يغير محور حياته نهائيا، ولكن لكل شر نهاية حتمية، ويظهر عبده موته في أحد المشاهد وهو يعدد بفخر شديد من تسبب لهم بالأذى ومن تسبب في ترويع حياتهم أو في مقتلهم.

جاء فيلم «عبده موتة» أصعب من حيث أحداثه وصورة البلطجي عن الفيلم السابق «الألمانى»، لتتأصل لدى المشاهد فكرة تخصص «محمد رمضان» في تقديم مثل هذه النماذج البشرية، الأمر الذي جعل الهجوم عليه أشرس بكثير من باقي النجوم الذين قدموا شخصية البلطجي، حتى أن رواد «السوشيال ميديا» وباقي المشاهدين يتذكرونه ويتذكرون أعماله كلما وقع حادث مروع على أرض الواقع. 

«قلب الأسد»

وفي عام ٢٠١٣ قدم محمد رمضان فيلم «قلب الأسد»، الذي تدور أحداثه في عالم الجريمة بعيدا عن الصراعات التقليدية حيث تدور الأحداث حول طفل يتعرض للاختطاف، ويترعرع في الكواليس الخلفية للسيرك حيث يعيش وسط الأسود والنمور الأمر الذي يؤدى إلى تكوين شخصية صلبة من الخارج ينيرها الخير من الداخل، إلا أن نشأته دائما ما ترغمه على الظهور للمجتمع بشكل مختلف حتى يتسنى له العيش والبقاء.

وهنا يوجد مبرر لصلابة وعنف البطل، ولكن غالبا من تظل مشاهد العنف عالقة في الأذهان أكثر من أي أشياء أخرى.

ويبدو أن هناك من أقنع «رمضان» بأن مثل هذه الأعمال هى التي تنجح أكثر، فنقل شخصية البلطجي أو الخارج على القانون من السينما إلى الشاشة الصغيرة، من خلال أكثر من عمل تليفزيوني، حتى لو كان هناك مبرر درامي لتحول شخصية البطل من إنسان سوي إلى شرير، سواء في مسلسل «ابن حلال» أو غيرها من المسلسلات.

«حديد»

أعمال سينمائية أخرى قدمها عدد من الفنانين كان لنموذج الإنسان الخارج عن القانون مساحة كبيرة، ولكن تبقى أقل تأثيرًا من الأعمال السابقة، فهناك على سبيل المثال فيلم «حديد» الذي جسد فيه الفنان عمرو سعد شخصية إنسان طبيعي تحول إلى بلطجي ويدخل السجن وهناك يمارس البلطجة على السجناء حتى يستطيع السيطرة عليهم، سيناريو الفيلم يجعل المشاهد يميل إلى التعاطف مع هذا الشخص بسبب الظروف المحيطة به.