كشف التقرير الإحصائى لعام 2020 الصادر عن شركة برتش بتروليم البريطانية تأثير جائحة كورونا الكبير على أسواق الطاقة، حيث انخفض استهلاك الطاقة الأولية بنسبة 4.5% وهو أكبر انخفاض منذ عام 1945 وجاء الانخفاض فى استهلاك الطاقة مدفوعاً بشكل أساسى بالزيت الخام، الذى أسهم بما يقرب من ثلاثة أرباع صافى الانخفاض على الرغم من تسجيل كل من الغاز والفحم انخفاضات كبيرة وشهدت الطاقات المتجددة مثل الرياح والشمس والطاقة الكهرومائية، نمواً على الرغم من انخفاض الطلب على الطاقة بوجه عام وساهمت كل من الولايات المتحدة والهند وروسيا بأكبر انخفاض فى استهلاك الطاقة.
بينما سجلت الصين أكبر زيادة بقمية نحو 2% وهى واحدة من عدد قليل من الدول التى تعافى فيها الطلب على الطاقة، كما سجلت انبعاثات الكربون الناتجة عن استخدام الطاقة تراجعاً بنسبة 6.3%، خلال العام الماضى إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2011.
الزيت الخام
وأوضح التقرير، أن متوسط سعر برميل الزيت الخام برنت 41.84 دولاراً عام 2020 وهو أدنى معدل له منذ 2004، وانخفض استهلاك الزيت الخام بمعدل قياسى بلغ نحو 9 ملايين برميل يوميا بنسبة انخفاض 9.3% وهو أدنى مستوى منذ 2011، وتراجع الطلب على الزيت الخام فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية نحو 32 مليون برميل يومياً والاتحاد الأوروبى بنحو 1.5 مليون برميل يوميا والهند بنحو 480 برميلاً، بينما كانت الصين هى الدولة الوحيدة التى شهدت زيادة فى الاستهلاك بنحو 220 ألف برميل يومياً وانخفض الإنتاج العالمى من الزيت الخام بمقدار 6.6 مليون برميل يومياً وتمثل أوبك ثلثى هذا التراجع، الذى جاء من كل من ليبيا 920 ألف برميل يومياً والسعودية نحو 790 ألف برميل يومياً.
الغاز الطبيعى
وأضاف التقرير، أن أسعار الغاز الطبيعى شهدت انخفاضاً لتصل إلى أدنى مستوياتها حيث بلغ متوسط هنری هب فى الولايات المتحدة الأمريكية نحو 1.99 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية فى عام 2020، وهو أدنى مستوى منذ عام 1995، فى حين سجلت أسعار الغاز الطبيعى المسال الآسيوى "Japan Korea Marker" نحو 4.39 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق، وسجل استهلاك الغاز الطبيعى انخفاضا بنحو 81 مليار متر مكعب بنسبة 2.3%، ومع ذلك استمرت حصة الغاز فى الطاقة الأولية فى الارتفاع لتصل إلى مستوى قياسى بلغ 24.7%، فى حين قاد الانخفاض فى الطلب على الغاز كل من روسيا بنحو 33 مليار متر مکعب والولايات المتحدة بنحو 17 مليار متر مكعب، بينما ارتفع الطلب فى كل من الصين وإيران بنحو 22 مليار متر مكعب و10 مليار متر مکعب، على التوالى وانخفضت تجارة الغاز بين الأقاليم بنسبة 5.3%، لتمثل إجمالى 54 مليار متر مكعب، كما انخفضت نجارة الغاز عبر خطوط الأنابيب بنحو 10.9%.
الفحم
وأشار التقرير إلى انخفاض استهلاك الفحم بنسبة 4.2%، وجاءت الانخفاضات من كل من الولايات المتحدة الأمريكية والهند بالإضافة إلى انخفاض استهلاك الفحم فى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أدنى مستوى منذ عام 1965، من ناحية أخرى حققت كل من الصين وماليزيا استثناءات ملحوظة فى زيادة الاستهلاك انخفض لإنتاج فى العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وإندونيسيا وكولومبيا وفى المقابل ارتفع إنتاج الصين من الفحم.
مصادر الطاقة المتجددة والمائية والنووية
وتطرق التقرير إلى مصادر الطاقة المتجددة والمائية والنووية موضحًا أن الطاقة المتجددة "وتشمل الوقود الحيوى باستثناء الطاقة المائية" شهدت ارتفاعا بنسبة 9.7%، على نحو أقل من متوسط 10 سنوات 13.4% سنوياً، فى حين ارتفع إنتاج الكهرباء الناتجة عن الطاقة الشمسية بمعدل قیاسی بینما ساهمت طاقة الرياح بالنصيب الأكبر فى نمو مصادر الطاقة المتجددة، حيث توسعت إنتاجية الطاقة الشمسية بنحو 127 جيجاوات، بينما زادت طاقة الرياح بنحو 111 جيجاوات ما يقرب من ضعف أعلى زيادة سنوية سابقة لها، وتمثل الصين أكبر مساهم فردى فى نمو مصادر الطاقة المتجددة، تليها الولايات المتحدة وأوروبا.
الكهرباء
سجل توليد الكهرباء انخفاض نسبته 0.9% بنحو يتعدى انخفاض الإنتاج فى عام 2009، فى حين ارتفعت حصة مصادر الطاقة المتجددة فى توليد الطاقة من 10.3% إلى 11.7%، بينما تراجعت حصة الفحم بنحو 1.3% وهى نسبة انخفاض جديدة فى سلسلة البيانات الإحصائية.
المعادن الرئيسية
وبين التقرير أن إنتاج الليثيوم تراجع بنسبة 4.6% على خلفية انخفاض الإنتاج من أستراليا، بينما ارتفع إنتاج الكوبالت بنسبة 2.9% نتيجة تعافى الإنتاج جزئية فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
