حريق الجزويت أدمى قلوبنا جميعًا.. جمعية النهضة المشهورة باسم الجزويت لا تخص فئة محددة أو طائفة بعينها.. إنها مثال حى للتعبير عن مصر الموحدة وعن شعب واحد يعيش على هذه الأرض المباركة باسم الرب.
جمعية النهضة العلمية والثقافية بالفجالة أو «المركز الثقافى لجزويت القاهرة» تأسست ١٩٩٨ على يد عدد من المصريين «مسلمين ومسيحيين» المهتمين بالقضايا الفنية والثقافية، كما يقول الأب وليم سيدهم فى حديث صحفى سابق، ويضيف: الجمعية تعمل مع الكبار والشباب على توفير مساحة للإبداع والابتكار والنظرة النقدية من خلال العمل الجماعى التطوعى الابتكارى الحر بهدف تشكيل الوجدان ورفع الوعى الثقافى والفنى. وتعمل على خدمة الإنسان وفن الصورة والمحاولة في المساهمة في توعية وتنمية الإنسان من خلال الفن، والمساهمة أيضا في تكوين الشباب والشابات لكى تصبح لهم أدوات للتعبير سواء في السينما أو المسرح، أو العلوم الإنسانية للتعبير عن أنفسهم. وتم تأسيس أكاديمية النهضة للفنون والآداب وتضم «مدرسة السينما» في القاهرة وأسيوط وتعمل على تدريب ودعم وإنتاج أفلام مجانية تستهدف تدريب صناع الأفلام المبتدئين الأكثر احتياجا، لتمكينهم من أدوات التعبير بالصورة، وذلك عبر تعلم صناعة افلام منخفضة التكلفة، وتقدم منح مجانية بعد اجتياز الاختبارات للشباب وشابات من سن ١٦ سنة إلى ما فوق. كما تضم الجمعية مدرسة للمسرح، وهى مبادرة لخلق تيار مسرحى يتفاعل مع الناس في الشارع ومع القضايا المصرية ويقدم عروضه في الشارع والميادين والأماكن المفتوحة في القرى والمدن، كما توفر المدرسة فرصة التدريب العارضين والعارضات على كل فنون المسرح.
«جزويت القاهرة» لها إنجازاتها المعروفة ولها مبادراتها الرائعة ولعل آخرها المبادرة الوليدة، مبادرة «المشاركة المجتمعية للثقافة المستقلة»، والتى أطلقتها منذ نحو شهر، فى أوائل أكتوبر، وتستهدف نشر الوعى الثقافى والفنى في أكبر عدد من محافظات مصر، بالتعاون مع أكبر عدد من الهيئات والمؤسسات والداعمين من أصدقاء الجمعية، لاستمرار رسالتها الفنية في مصر.
وكما ذكر الفنان المبدع سامح سامي، المدير التنفيذي للجمعية، فإن المبادرة تأتي في إطار تطوير دورها، حتى تكون قادرة على تحقيق رسالتها التربوية والفنية، وممارسة عملها في تعليم الفنون والآداب، خاصة في محافظات الصعيد والمناطق المهمشة، وحتى يتمكن فنانو الجمعية وشبابها في المساهمة في نشر العدالة الثقافية وهو الهدف الأكبر لجمعية النهضة. فهذه الجمعية، تستهدف بحق، الناس في مجتمعنا ليعيشوا انسانيتهم ويعتمدوا على ذاتهم ويتمكنوا من ايجاد بدائل لتحقيق احتياجاتهم.
قلوبنا مع الأب وليم سيدهم، رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة، ومع كل العاملين والدارسين والمترددين على مقر الجزويت، من مواطنين وفنانين ومبدعين وشباب يستشرف آفاق المستقبل وينظر إلى العالم من خلال نافذة بيضاء تملأ الكون تفاؤلًا وأملًا.
نحتاج على وجه السرعة أن يلتف المجتمع كله حول هذا الأب اليسوعى الذى وهب حياته وعمره ووقته للعمل المجتمعى والتقارب بين الناس ومد الجسور، والذى كسر، بشكل تلقائى غير مصطنع، الصورة التقليدية لرجل الدين المسيحى أو المسلم، من خلال قناعاته وحبه للعمل العام وعشقه للفنون ومن خلال أفكاره التقدمية التى تدعو لبناء وطن ينعم بحرية التعبير عبر أشكال الفنون المتعددة والراقية، مسلحًا بذخيرة ثرية من العلم والمعرفة والقراءات فى مجالات الفلسفة والتاريخ الإنسانى وحصيلته الأكاديمية عبر حصوله على الماجستير فى فلسفة ابن رشد.
نحتاج أن تستمر المبادرة التى أطلقتها الجمعية الشهر الماضى.. نحتاج أن نعطى درسًا للعالم كله: كنا وسنظل أبدًا شعبًا واحدًا وسوف تنهض حمعية النهضة من جديد لتضيىء وجه مصر بالخير والإيمان والمحبة.
