الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محطة مترو محمد صلاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

محمد صلاح جاء في موعده تماما، سفير فوق العادة لبلادنا، كان لي حظ السفر إلى عدة دول أوربية وآسيوية وهناك كانت صورة صلاح هي الأوضح، على محال الملابس التجارية وعلى جدران المقاهي، وفي المطارات يسألني رجال الجوازات والجمارك عنه باعتباري مصري وقد أكون قد صادفته في بلادي.
أرفع رأسي مزهوا وفخورا بما أنتجت مياه النيل من إبداع، صلاح الذي جاء في موعده سفيرا بتواضع لا يعرف بالضبط ما قدمه لبلادنا التي يرتفع اسمها مع كل لمحة موهبة يستعرضها صلاح في الملعب، هذا الشاب الموهوب بصدق كما اجداده الفراعنة والجاد بصدق كما فلاح غارق في عرقه على رأس الغيط يستحق منا الكثير، وبشكل مباشر وبدون لف أو دوران أكتب مطالبا بإطلاق اسمه على محطة من محطات مترو الانفاق او المونوريل الجديد، لقد سئمنا الأسامي محل الخلاف او المسميات الجافة.
تعالوا نتخيل محطة مترو محمد صلاح، لا شك أنها ستكون محطة البهجة والأمل والطموح، انظروا ها هو وجهه البريء مبتسما فى صورة على شباك التذاكر، وها هي شاشة عرض على الرصيف تعرض أجمل أهدافه، عجين الموهبة الصافي وارقامه العالمية تجعلنا في موضع المسؤولية لنرد العطاء بالعطاء والمحبة بالمحبة والقيمة بالقيمة.
لنا في مصر رموز عالمية من نجيب محفوظ إلى زويل الى مجدي يعقوب الى محمد صلاح وفي التاريخ قبلهم كثيرين، هم قالوا كلمتهم ومضوا لا يحتاجون منا أي شيء ولكننا نحن من نحتاج إلى أرواحهم العظيمة لتدب فينا الحياة بعافية ولكي تعرف الأجيال الجديدة معنى الطموح واثبات الذات والجدية في العمل ومتعة النجاح.
أعرف أن إطلاق اسم محمد صلاح على محطة مترو قرار سهل على متخذ القرار وأعرف أن حزب أعداء النجاح المنتشر في بلادنا سوف يقدم المبررات لرفض المقترح لانهم يريدون لنا ان نغوص في الكآبة، بينما نحن نحب الحياة إذا ما إستطعنا إليها سبيلا.
سيظل اللاعب أبن قرية نجريج بالغربية لسنوات طوال قادمة اسم ورمز وحالة فريدة مرت علينا، كل جمهور الكرة المصرية وهم بالملايين صاروا من مشجعي ليفربول بسبب صلاح الفتى الذهبي، ولو انتقل إلى ناد آخر سوف ننتقل خلفه، إذن الاستفتاء واضح ونتائجه مؤكده محطة مترو محمد صلاح قد تكون مزارا سياحيا وقد تتحول إلى متحف مقتنيات، وبلغة الاقتصاد نحن الرابحون كدولة من استثمار اسم ولدنا العالمي وهذا يسعده كثيرا ولا يمانع فيه ابدا وقد يدعمه بما تحتاج المحطة من مقتنيات.
اكتب ولا انتظر استجابة ولكن يكفيني انني كتبت، لماذا اوثق هذا السطر المتشائم، لأن الحقيقة المجردة في تعامل الحكومة مع ما نكتبه هي الجملة الخالدة " خليهم يتسلوا " وها نحن نتسلى معا باحلامنا لهذه البلد، لا نطلب المستحيل ولكننا نطلب المنطق والعقل وتقدير الموهبة الوطنية.
هل تريدون لقطة أخيرة عن صلاح.. ها هي.. شاب مصري في المدرجات يتابع  مباراة ليفربول مع أتليتكو مدريد والتي أحرز فيها صلاح هدفين، الشاب المصري يلوح بالعلم المصري فرحا بصلاح وببلاده.. تنتهي المباراة وبينما يحيط بولدنا العالمي فضائيات الدنيا إلا انه ينساها ويتوجه للشاب المصري دون الآلاف من الجماهير التي تصرخ " مو سالاااا" ليهدي ابن بلده التيشرت الذي لعب به المباراة.
لو كان في عيون المسؤولين دموع لكانوا انفجروا بكاء مع مثل هذا المشهد ذو الدلالة.. أكرر مرة ثانية من باب تأكيد المؤكد محطة مترو باسم الفتى الذهبي نحن من نحتاج إليها وكما قال جدنا شاعر العامية العبقري فؤاد حداد ولكن في سياق مختلف 
" زرع الأمل والأماني.. له تاريخ وأصول ".. تعالوا نزرع الأمل والبهجة ونعترف بعلو اصواتنا بأن الشاب المغترب في بلاد الانجليز والذي اسمه محمد صلاح هو ولدنا.