الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حسن حنفي.. مشوار طويل ومعارك "العقل والنقل"

الراحل الدكتور حسن
الراحل الدكتور حسن حنفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مشواره الفكري الطويل انشغل المفكر الراحل الدكتور حسن حنفي بأسئلة التراث والتجديد، فأصدر موسوعته الضخمة "من النقل إلى العقل" كمحاولة منه لإعادة بناء العلوم النقلية الخمسة "علوم القرآن، علوم الحديث، علوم التفسير، علم السيرة، علم الفقه" وذلك بعد أن تركها القدماء والمحدثون كما وضعها الأوائل مكتفيين بوضعها تاركين للزمن تطويرها، بحسب وجهة نظر أستاذ الفلسفة وصاحب مشروع "التراث والتجديد".
حنفي، المولود في القاهرة عام 1935، درس الفلسفة وحصل على ليسانس الآداب في العام 1965، سافر إلى فرنسا لإتمام دراسته فحصل على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون، عاد ليعمل بالجامعة أستاذا للفلسفة، ثم شغل منصب رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، كما درَّس في عدد من الجامعات العربية والأجنبية، وانشغل بتصدير آراءه للجمهور والطلبة معًا، متخذًا من "تجديد التراث" مشروعًا فكريًا له. 
وتساءل "حنفي" عن الأسباب التي تجعل من العلوم الخمسة النقلية بعيدة العقل بحيث لا تنضم لمجموعة العلوم النقلية العقلية مثل الكلام والفلسفة وأصول الفقه والتصوف، ولماذا لا يتم تحويلها لعلوم إنسانية؟ موضحًا أن العقل أساس النقل، ومن قدح في العقل فقد قدح في النقل، والنقل دون عقل يبقى ظنيا خالصا في حين أنه بتأسيسه على العقل يصبح أقرب إلى اليقين. كما اهتم "حنفي ببيان الأسباب التي جعلت العلوم الإسلامية القديمة ثابتة في لحظة تاريخية واحدة لا تتطور والزمن يتغير، في حين أن العلوم جزء من الثقافة والثقافة تتغير بتغير العصور والأزمان، فالعلوم مثل الفلسفات والفنون جزء من تصورات العالم التي تعبر عن تطور الوعي الإسلامي.
ولجهوده الفكرية، عمل "حنفي" مستشارا علميًا بالجامعة الأمريكية في طوكيو 1985، ونائبًا لرئيس الجمعية الفلسفية العربية والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية، كما حصل على عدد من الجوائز مثل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 2009 وجائزة النيل في العلوم الاجتماعية 2015 وجائزة المفكر الحر من بولندا.
وتعرضت جهود "حنفي" للنقد من معاصريه، فمشروعه الضخم صنع حالة من الحوار الفكري، فرغم ما قدمه فإن الفيلسوف الدكتور فؤاد زكريا خلال كتابه "الحقيقة والوهم" تعرض بدراسة لأفكار "حنفي" وانتقد ميوله للحركة الإسلامية المعاصرة، وذلك أثناء حديث "زكريا" عن مستقبل الأصولية الإسلامية، كما انتقد أفكاره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في كتاب له حول التراث والتجديد صدر عن مطبوعات مجلس حكماء المسلمين.