الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

نبوءة كولن باول تتحقق بعد وفاته

وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي الراحل كولن باول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توفى أمس الاثنين، كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، عن عمر يناهز 84 عاما.

وارتبط كولن باول، في أذهان العرب بالغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، وكان له خطابا شهيرا، ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي، سرد فيه أكاذيب متعددة عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وصفه بأنه "خطاب سئ السمعة" عن العراق، ليعود ويك>ب نفسه في كتابه المعنونة بـ" دروس فى القيادة والحياة".

5 فبراير 2003 خطاب كولن باول في مجلس الأمن

وخصص "باول" فصلا في الكتاب بعنوان "يوم الخامس من فبراير ٢٠٠٣" قال فيه إن "5 فبراير هو يوم محفور في ذاكرتي بحروف من نار مثل يوم ميلادي تماما، وسيكون هذا الحدث بعد وفاتي هو الفقرة الأبرز من فقرات نعيى فى الصحف".

خطاب كولن باول سئ السمعة

وأورد كولن باول نص لمقابلة له بعد تركه منصب وزير الخارجية قائلا "هل هو وصمة عار فى سجلك الوظيفي وسيرتك الذاتية؟ هكذا سألتني باربرا والترز، فى أول مقابلة رئيسية معها بعد مغادرتي لموقعي الرسمي فى وزارة الخارجية الأمريكية، فأجبتها: "نعم ما تم قد تم، وليس في مقدوري منعه الآن أو الحول دون منعه في الماضي، انتهى الأمر وعلى أن أتعايش معه، لقد مر معظم الناس فى حياتهم العامة بتجارب خاصة وخبرات معينة لا يريدون أن يتذكروها أو بالأحرى يتمنون نسيانها، ولن يقدروا على ذلك فى الحالتين، ما الذى يمكن أن نفعله جميعا حيالها؟ كيف نستطيع أن نحمل وحدنا هذا العبء الثقيل؟".

ديك تشيني يورط كولن باول

وكان وزير الخارجية الأمريكي يركن في خطابه على جملة من الأكاذيب الهشة، وبث معلومات استخباراتية باهتة لا ظل لها من الحقيقة، وحاول تبرئة نفسه فيما بعد من المعلومات التي أوردها فى خطابه بالقول، إن كاتب هذا الخطاب كان سكوتر ليبي، مدير مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن، ويؤكد كولن باول أن "تشيني" ضغط صوب تضمين التقارير الاستخباراتية فضلا عن خطابه بالأمم المتحدة بدلائل واهية عن امتلاك العراق للسلاح النووي وعلاقته بتنظيم القاعدة.

رد فعل الشعب العراقي على وفاة كولن باول

ويبدو أن نبوءة كولن باول تحققت بعد وفاته، حيث استطلعت صحيفة "الجارديان" البريطانية ردود أفعال العراقيين على وفاة كولن باول، وعنونت تقريرها بـ"محكمة الرب تنتظره: عراقيون يتفاعلون مع وفاة كولن باول"، وقالت الجارديان، إن كلمات تأبين كولن باول في مدينة الموصل العراقية، جاءت "قاسية".

وقال خالد جمال، أحد سكان المدينة الواقعة شمال العراق "أمريكا جعلت العراق أسوأ لأنهم دمروا البلد بأكمله، وكانوا السبب في سيطرة الخارج على العراق"، وأضاف "جمال" عن خطاب باول أمام مجلس الأمن "لقد أدخل الفوضى إلى العراق.. لقد كان جزءا مهما من هذا، لأنه كان الكاذب الرئيسي الذي قدم أسبابا غير صادقة للغزو الأمريكي للعراق".

واعتبرت المواطنة العراقية سهى المطلق، أن  خطاب باول كان السبب في مقتل أبناء عمومتها وإجبار عائلتها على العيش في المخيمات لمدة ثلاث سنوات" متسائلة "أي نوع من الانتصار كان هذا؟ ليس لهم وليس لنا".

وقال إياد عبد الرحمن، رجل الأعمال من منطقة الأعظمية عن الوزير الراحل "من الجيد أنه فكر فيما فعله قبل وفاته، متسائلا هل كان الأمر حقا يستحق كل تلك المعاناة؟ وقتل أكثر من 120 ألف مواطن عراقي، وتهجير ملايين آخرين".