السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مهندسة نيرمين رياض تكتب: خدمة الوطن بتمكين المرأة

مهندسة نيرمين رياض
مهندسة نيرمين رياض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يضم شهر أكتوبر العديد من المناسبات المحلية والعالمية التي تعلي من قيمة الحرية كمطلب من مطالب حقوق وكرامة الإنسان، وأهمها الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة على المستوى المصري، وتزامن ذلك مع اليوم العالمي للطفلة واليوم العالمي للمرأة الريفية.
ولعل شخصيات مثل الست فاطوم فلاحة فايد والست فرحانة سلامة بالشيخ زويد ووزية الهشة بسيناء أكبر مثال لتجسيد دور المرأة الريفية تجاه الوطن حيث لعبت جميعهن دورًا مهما في تمويه الجيش المضاد ونقل الأخبار للجيش المصري مما ساهم في تحقيق انتصار أكتوبر.
وهناك غيرهن من السيدات والشابات اللاتي عبرن بفاعلية عن انتمائهن للوطن بدورهن الحقوقي والخدمي والرعوي والطبي والعلمي والسياسي على مدى التاريخ.
ولكن في ظل قيود وضعتها بعض الموروثات الثقافية الخاطئة أصبح الآن ضروريا لكل فتاة - لكى تكون مواطنًا فعالًا- أن تحظى بتنمية حقيقية لشخصيتها ولثقتها بنفسها وأن تعمل على صقل مهاراتها وقدراتها، كما يجب أن تنال حقها من الفرص والإمكانات التى تؤهلها للمساهمة بفاعلية في رخاء أسرتها ونهضة مجتمعها.
يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها *** في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها *** أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ
فمسألة إعداد الأم لا تتوقف فقط على دور الأسرة في تربية الفتاة لتهيئتها لدورها الحيوي (البيولوجى) في الأمومة فقط، وإنما أن تترك لها المساحة لتطلق العنان لقدراتها المكنونة مما يساهم في تطوير وصقل شخصيتها من طفولتها ليستمر ذلك طوال فترة حياتها. وهذا ما نكرس الكثير من الوقت والجهد في "كوبتك أورفانز" لتحقيقه.
فنحن في كوبتك أورفانز (الأقباط الأيتام) كهيئة تنموية نهتم بشكل عام بالعمل مع الأطفال والشباب، ونهتم بشكل خاص بالعمل مع الفتيات في المجتمعات الأكثر تهميشًا –خاصة في القرى والأماكن التى تحتاج إلى تنمية حضرية - لمساعدتهن في اكتشاف ذواتهن وقدراتهن وتمكينهن من خلال التعليم وتطوير مهاراتهن الشخصية لقيادة المبادرات المجتمعية في المجتمعات المحلية.
كما نهتم بتأصيل قيم التسامح وبناء السلام المجتمعي من خلال ضم الشابات المسيحيات والمسلمات للعمل في أنشطة تطوعية من أجل هدف واحد وهو خدمة الوطن.
ولدينا في هذا السياق برامج وأنشطة تزيد من رغبتهن واستمراريتهن في التعليم وتعزز إمكاناتهن الشخصية وتطور مهاراتهن القيادية ومهارات التفكير الإبداعي والمساعدة في حل بعض مشكلات مجتمعاتهن المحلية من خلال مبادرات لخدمات مجتمعية.
وفي ظل الاحتفال بذكرى أكتوبر واليوم العالمي للطفلة والمرأة الريفية، نفخر بنتائج تجربتنا الرائدة التى استمرت عبر ما يقرب من عشرين عاما حققت الكثير من التنمية والتطور للفتاة المصرية.
منها على سبيل المثال المبادرات المجتمعية التي تمت خلال الأربعة أعوام الأخيرة فقط (2018-2021) حيث قادت الشابات الجامعيات والفتيات أكثر من 65 مبادرة مجتمعية استفاد منها ما يقرب من 15،000 شخص في مناطق مختلفة بقرى محافظات القاهرة والبحيرة وأسيوط وسوهاج وقنا، وغيرها من محافظات الوجه القبلي والبحري والتى حققت نتائج فاقت تطلعاتنا وأحلامنا.
تنوعت تلك المبادرات من لقاءات توعية مجتمعية عن أخطار ختان الإناث والزواج المبكر، وتوعية ضد التحرش والإيذاء الجنسي، إلى المساعدة في بناء فصول دمج لذوي القدرات الخاصة في المدارس العامة، وكذلك حملات النظافة وتجميل الشوارع على مستوى القري، وزيارة الأطفال من مرضى السرطان، وتحويل مناطق تجمعات القمامة إلى حدائق عامة، وإنارة الطريق الزراعي العمومي وتجديد رصيف محطة القطار، والمشاركة في تكوين بنك فصائل الدم لمساعدة الحلات الخطرة التي تحتاج إلى نقل الدم في بعض القرى الفقيرة بالمحافظات سالفة الذكر.
وأبرزت المبادرات ليس فقط قدرة الفتيات على القيادة، وإنما أيضا قدرتهن على تشجيع وضم أطراف متعددة ومتباينة من أطياف المجتمع للانضمام والمشاركة في تحقيق تنمية ونهضة مجتمعية ملموسة.
ودائما كان الدافع لتلك المبادرات هو رغبة الفتيات في التعبير عن شعورهن بالمواطنة وذلك من خلال خدمة المجتمعات المحلية.
في ذكرى انتصارات أكتوبر وإذ نحتفل اليوم بالتنعم بالحرية نقف إجلالًا وتقديرًا للثمن الذي تكبده الشهداء الأبطال والمناضلون من أجل خدمة الوطن ومن بينهم المرأة المصرية، ونُلهم بذكراهم لنساهم الآن من خلال دورنا المتخصص في التنمية للتعبير عن حبنا وانتمائنا للوطن.
وفي اليوم العالمي للطفلة، نفخر بفتياتنا اللاتي يعملن ويجتهدن في تطوير أنفسهن بجد وكفاح؛ ونجدد التزامنا بأن تستمر مشروعاتنا وبرامجنا تعمل من أجل تنمية الأطفال والشباب بشكل عام، والفتيات بشكل خاص ومن أجل تعزيز قيمة الإنسان والمشاركة بفاعلية في التنمية ورفعة الوطن.
ولأن لكل زمن حروبه وفي كل مجال جنود؛ نعتز بدورنا في "كوبتك أورفانز" كجنود في مجال التنمية المجتمعية في الحرب ضد الجهل والفقر ونأمل أن تؤتي مساهمتنا بالثمار التي نرجوها لتنمية الفتيات والأسر المصرية.
كوبتك أورفانز منظمة تنموية مسيحية دولية حائزة على العديد من الجوائز التقديرية هدفها أن تطلق العنان للإمكانات التي وهبها الله للأطفال المهمشين في مصر، وتجهزهم لكسر حلقة الفقر ويصبحوا صانعي التغيير في مجتمعاتهم. تعمل كوبتك أورفانز من خلال شركاء قاعديين ومجموعة من المتطوعين لتعزيز المجتمعات المحلية من أجل تأثير مستدام. منذ عام 1988، غيرت كوبتك أورفانز حياة أكثر من 65000 طفل في مصر.
مهندسة نيرمين رياض- خبيرة تنمية