الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

زمان يا فن!.. "كان ليه يا عم نجيب!"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من المفترض أننا في حدث فني هائل ومن الطبيعي أن نقرأ رؤى نقدية، وتعج المواقع الإخبارية بأخبار عن أعمال فنية وعن تقييم لأداء أبطال، وأن يحدث هذا المهرجان أو غيره حالة من الجدل الفني يخرج منه المجتمع بمكتسبات ترسخ قيمة الإبداع.

من الطبيعي أن يخرج لنا المهرجان صورة فنية فهو وسيلة من وسائل اتصال أهل الفن بالمتفرجين، لذا يجب أن نرى في هذه الاحتفالية  جميع الفنون  "الأدب والتصوير والديكور والموسيقى والرقص وحتى الملابس وأي اختلال في طغيان فن على الآخر يفقد الأمر قيمته، لذا يجب أن يدير الأمر متخصصون لا هواة أو نبطشي أفراح.

وإذا كان المتناول كله يتحدث عن الملابس وجرأتها وليس عن القيمة الفنية فنحن إذا أمام عرض أزياء، ليس هذا فحسب بل عرض أزياء ردئ وضعت  فيه الملابس لتعكس مفاتن الشخصيات لا ملامحها،  حتى أبسط المعرفة بالمعاني الرمزية للألوان ليست موجودة.

كنا في السابق نقرأ حتى نقدا عن الأخطاء الفادحة التي يرتكبها المصممون عندما يتبعون حرفيًا تلك التقاليد المفرطة التبسيط، وكان اختيار المظهر عمل فني لا يقل أهمية عن سائر الفنون، أما ما نراه الآن فلا يصح القول عليه إنه مهرجان سينمائي ولكن هو عرض أزياء للفنانين والفنانات وأيام للاستجمام على نفقة "صاحب المولد"، الذي لا يتعامل مع الآراء النافرة بحيادية تجعله يعيد تقييم الأمور ليخرج المهرجان بشكل فني وليس استعراضي، ولكنه يتعامل بمبدأ أن "صاحب الليلة وأنا حر".

في الواقع المهرجان يعكس الحالة الثقافية والفنية المتردية التي وصلنا إليها، ويكشف الستار عن عقلية الأولتراس التي يعاني منها المجتمع ما بين مدعين الحرية ودخلاء الفن والثقافة ومصطنعي الزيف وسماسرة الشو الإعلامي وحفنة التجار الذين توغلوا في كل شئ لأنهم فقط أثرياء، وبين جمهور يعاني من التناقض الداخلي يرفض العرى جهرا ويتصفح أجساد الممثلات وينتقد البهلوانات ثم يتصارع لالتقاط سيلفي معهم على طريقة "هذه نقرة وتلك نقرة".

المهرجان كتجهيزات يصل إلى حد العالمية وربما لأن خلفه رجال أعمال ناجحين ومهندسين يشار إليهم بالبنان، لكن فنيا بلا قيمة وبرغم تناقض أصحاب الآراء إلا أن أخبار عرضه وتناول الجماهير له أشبه بتغطية "لمولد سيدي العريان".

أنا لا أبخس الناس أشياءهم ولا أنا حارس الأخلاق أدعي الفضيلة ولا يشغلني حديث البطانات ولكن أين القيمة الفنية.. أين الحدث؟ أين الإبداع لا البزخ؟.

لم أر احتفالا يعبر عن الشخصية المصرية؟ لم أر فيلما تسجيليلا يستعرض مراحل تطور السينما في مصر ويلقي الظل على نجوم نقشوا أسماءهم بحروف من نور؟ لم أشاهد حوارا فنيا يليق؟ ولم أر كلمة تستحق أن توثق في أرشيف المهرجانات!.

وإني حقيقة أود الإجابة على سؤال خطر في ذهني ما هو هدف المهرجان غير الإعلان عن منتجع سياحي؟.

يا باشمهندس نجيب نجحت في التجهيزات ورسبت في الفن.
وسأستعير من عمنا فؤاد حجاج اسم مسرحيته وأطويها رسالة لصاحب المولد: "كان ليه يا عم نجيب!"