الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أطباء بلا حدود: النظام الصحي في شمال سوريا منهك نتيجة لأكبر تفش لـ"كورونا"

مريض كورونا بسوريا
مريض كورونا بسوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

• رئيس بعثة المنظمة في سوريا: عدد الحالات في ذروة الموجة بلغ حتى الآن 1500 حالة يوميًا مقارنة بـ 600 حالة يوميًا خلال الموجات السابقة.
• المختبر الوحيد القادر على إجراء اختبار الإصابة بكوفيد-19 يواجه خطر التوقف. 
• مرافق الرعاية الصحية والجهات الفاعلة الإنسانية على حد سواء لا يستطيعان التعامل مع حجم هذه الموجة الجديدة.
يشهد شمال سوريا أخطر موجة تفشي من كوفيد-19 حتى الآن، حيث فاقت الاحتياجات المتزايدة إمدادات الأكسجين المحدودة ونفدت مجموعات الاختبار من المرافق الصحية. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود اليوم أنّ النظام الصحي في شمال غرب سوريا غير قادر بالفعل على التأقلم، بينما ينتشر الفيروس في شمال شرق سوريا بوتيرة مقلقة.
وتضاعف عدد الحالات المؤكدة بكوفيد-19 في شمال غرب سوريا في سبتمبر، ليبلغ 73 ألف حالة بعد أن سجّل 39 ألف حالة تم تسجيلها بنهاية شهر أغسطس. ويقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سوريا فرانسيسكو أوتيرو إي فيلار، "بلغ عدد الحالات في ذروة الموجة حتى الآن 1500 حالة يوميًا، بينما لم تتجاوز قط 600 حالة يوميًا خلال الموجات السابقة". ويعمل حاليًا 16 مركزًا لعلاج كوفيد-19 فقط من أصل 33 في هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين شخص. وتعرقل البنية التحتية الصحية المتواضعة ومشاكل الإمداد القدرة على تقييم مدى الانتشار الفعلي للفيروس وبالتالي تعرقل الاستجابة المناسبة. كما عُرقلت جهود احتواء الفيروس بسبب ضعف الوصول إلى الرعاية الصحية، ومعدل التطعيم المنخفض في شمال غرب سوريا، حيث تم تطعيم 3 في المئة فقط من إجمالي السكان نتيجة تردد الناس في أخذ اللقاح وبطء طرحه.


ويضيف فيلار، "نشهد بشكل مباشر مدى انتشار هذا المرض في المرافق التي نديرها وندعمها: إنّ الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة للأكسجين أو العناية المركّزة عالقون في طوابير الانتظار، نظرًا لعدم توفر أسرة أو أجهزة التنفس الاصطناعي، مما يؤدي إلى معدل وفيات أعلى مقارنة مع الموجات السابقة. وتتراوح أعمار 44 في المئة من المرضى الذين يتم إدخالهم حاليًا إلى مركز تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في عفرين بين 16 و40 عامًا، مما يشير إلى أنه حتى الأشخاص الذين كان يُعتقد سابقًا أنهم غير معرضون للإصابة بالمرض الشديد الناجم عن كوفيد-19 قد عانوا من شكل خطير من المرض".
تحاول منظّمة أطباء بلا حدود زيادة حجم عملياتها بناءً على الاحتياجات المتضاعفة. فأعدنا فتح مركزي حجر صحي في محافظة إدلب في آب/أغسطس، ونحن الآن بصدد توسيع قدرتهما الاستيعابية. كما جددنا دعمنا لمركزي العلاج المجتمعي في عفرين والباب ونواصل دعم مركز علاج أمراض الجهاز التنفسي في عفرين. كما ندير عيادات متنقلة لإجراء اختبار تشخيص كوفيد-19 وتوزيع معدات الوقاية على النازحين في مخيمات النزوح، حيث يعيش أكثر من 13 المئة من إجمالي الحالات المؤكدة.

 


كما شهدت منظمة أطباء بلا حدود زيادة مقلقة في حالات الإصابة بكوفيد-19 في شمال شرق سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وظهرت في الأسبوع الأخير من شهرسبتمبر، حوالي 342 نتيجة اختبار إيجابية يوميًا، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ تفشي المرض. بينما بدأت الأرقام في الانخفاض في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، يعاني المختبر الوحيد القادر على إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لتشخيص الإصابة بكوفيد-19 من نقص في المواد ويواجه خطر توقف إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في الأسابيع المقبلة إذا لم تستمر أعداد الحالات بالانخفاض. كما أنّ إمدادات الأكسجين تتعرض لضغوط شديدة، مما أجبر مرفق علاج كوفيد-19 في الحسكة على الاستعانة بأسطوانات الأكسجين من مدن القامشلي والرقة والطبقة لتلبية الحاجة.
وتقول مديرة أنشطة الطوارئ الطبية في أطباء بلا حدود في سوريا هانا مجانن، "استجابةً لموجة كوفيد-19 الجديدة في شمال شرق سوريا، عملت منظمة أطباء بلا حدود مع منظمة محلية لتقديم الرعاية الطبية للأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس أو الذين تأكّدت إصابتهم في مراكز العلاج في الحسكة ومدينة الرقة. ولكن إذا ارتفع عدد الحالات أو ظل ثابتًا بمثل هذه المعدلات المرتفعة، نخشى أن نصل إلى فقدان إمدادات الأكسجين الكافية لجميع المرضى."
حتى قبل وصول الجائحة إلى سوريا، كان النظام الصحي في شمال سوريا يكافح بالفعل ويعتمد على المساعدات الإنسانية للاستجابة للاحتياجات الطبية. والآن، لا تستطيع مرافق الرعاية الصحية والجهات الفاعلة الإنسانية على حد سواء التعامل مع حجم هذه الموجة الجديدة. لذا، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب مضاعفة الجهود لإنقاذ هذه المرافق من الانهيار التام تحت وطأة تفشي المرض. كما هناك حاجة ماسة لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية وحمايتهم، وتوفير أجهزة الاختبار السريع والأكسجين، وزيادة سعة الأسرّة في المستشفيات وتوسيع نطاق إتاحة اللقاحات لإنقاذ حياة العديد من مرضى كوفيد-19 والحفاظ على عمل النظام الصحي في شمال سوريا.