الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

انقلب السحر على الساحر| موت الإخوان إكلينيكيا.. وباحث يفند أسباب انهيار الجماعة

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ سنوات عديدة سعت جماعة الإخوان الإرهابية، بعد ما شهدته المنطقة من أحداث في 2011 لتقسيم الدول، والسيطرة عليها، ولكن فيما يبد ان خططها لم تنجح وظلت تكابد من أجل البقاء، والتموضع مجددا.. لتعيش مرحلة الخريف.  

ورغم محاولة جماعة الإخوان الإرهابية الصمود أمام العواصف، عقب الضربات العديدة، التى تلقتها مؤخرا فى فروعها الرئيسية حول العالم؛ إلا أنه لم تفلح محاولتها فقد دفعت الظروف السياسية فى مصر منذ سقوط جماعة الإخوان الإرهابية عام 2013 إلى حدوث خلافات داخلية شديدة؛ أفضت إلى فصل، واستقالة العديد من القيادات، وخروج بعضها وتأسيس كيانات سياسية جديدة، كتيار ضمير الإخوان، وماسمي بتيار التغيير مما حمل دلالات واضحة على حجم التمرد الذى تشهده الجماعة وهو ما وصفه المراقبون بخروج هذا الجيل عن إطار السمع والطاعة. 
لتأتي المفاجأة الكبرى بالانفصال الأكبر الذى شهدته الجماعة وهو الإعلان عن تشكيل اللجنة الإدارية العليا، ومكتب الخارج، ككيانات موازية لمكتب الإرشاد وهو ما خلق خلافات شديدة حول التجديد الفكري، والسياسي، والفساد الإداري، والمالي، والأخلاقي داخل التنظيم.
وهو ما أعطى دليل على حالة التحارب على المناصب التى تشهدها الجماعة وتهدد تنظيمها الداخلي.
 فيما قال هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة:"لم تكن باقى التنظيمات بالمنطقة العربية للإخوان بمعزل عن الأزمة التى واجهت التنظيم فى مصر، فقد أثر الانقسام  الذي شهدته الجماعة في  مصر باعتبارها  المكون الأم للتنظيم الدولي للإخوان، على كل كافة  أفرع الجماعة بالوطن العربي، وكل أماكن تواجده، مشيرا إلي أن ما شهدته أفرع التنظيم حالة من  الصراع الداخلي تمخض عنها العديد من حالات الانشقاق، وتأسيس كيانات جديدة.  
وأشار إلى أن ما حدث في الأردن  حيث تعرضت الجماعة لتصدعات كبيرة، فعلى صعيد التنظيم  شهدت الجماعة عدة انقسامات كان أبرزها تدشين المنشقون عن الجماعة حزب أطلقوا عليه حزب زمزم، ومع هذا الانشقاق أطلق مجموعة من  قيادات  الجماعة مبادرة لرأب الصدع؛  أطلقوا عليها "مبادرة الشراكة والإنقاذ"  الا انه سرعان ما تحولت هذه  المبادرة  الى كيان مستقل بحد ذاته أدى إلى انقسام جديد  اخر وتحول إلى نواة حزب سياسي جديد تحت اسم "الشراكة والإنقاذ" ما وضع الجماعة بمأزق  حقيقي بالمشهد السياسي. 
وتابع النجار، أما الجماعة فى تونس فشهدت انقسامات حادة بين قياداتها بلغت ذروتها عقب قرارات الرئيس التونسي التصحيحية ، بالتزامن مع الغليان الداخلي والذى ظهر بمطالبة قرابة مائة قيادي لزعيم حزب النهضة  الغنوشي بالاستقالة ، ومع الحصار السياسي للحركة؛ قدم عدد من قيادتها استقالتهم وطالب عدد من شباب النهضة بحل المكتب التنفيذى والاعتراف بالأخطاء، كذلك كان الحال داخل تنظيم جماعة الإخوان فى ليبيا  فى على غرار الانشقاقات التى دبت  بالجماع،  بالعديد من الدول تقدم أعضاء الإخوان بمدينة الزاوية  باستقالات جماعية، وكذلك فى مصراتة بعد ادراكهم انحسار شعبيتهم. 
وأوضح النجار، أنه في الجزائر لم يكن التنظيم، بمعزل عن الأحداث اذ انقسمت جماعة الإخوان إلى فصيلين، متنافرين ففى الوقت الذى تمسكت فيه حركة البناء الوطني، بخيار المشاركة بالحكومة، جاء موقف الفصيل الثاني معاكس  للفصيل الأول فى خطوة  معاكسة لتوجه الفصيل الأول؛ عكست الخلاف، والعداء السياسي بينها وبين حركة "حمس" وأكدت التضارب المستشرى فى المواقف والتصرفات منذ سنوات.
واستكمل النجار حديثه قائلا:" بالنسبة للإخوان في مصر فموقفهم في منتهى الضعف، بسبب الإجراءات المتعاقبة التي استهدفت التمويل والدعم؛ فضلا عن تقويض الهيكل التنظيمي والقيادي وما يقوم به التنظيم من نشاط بالخارج هو محاولة يائسة فقط للإبقاء على التنظيم حيا خارج مصر بعد أن وصل لمرحلة الموت الإكلينيكي داخل مصر.