الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«يديعوت أحرنوت»: إسرائيل تواجه «محنة استراتيجية»

منشأة نووية إيرانية
منشأة نووية إيرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف الإعلام العبري عن حالة من القلق المتزايد لدي القيادة السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، بسبب ما وصفه بالـ"المحنة الاستراتيجية" التي تواجها تل أبييب.

وبحسب وسائل الإعلام تسعي إسرائيل جاهده بهدف التوصل إلى خطة بديلة لمواجهة استمرار تطوير المشروع النووي الإيراني ومنع الوصول إلى قنبلة نووية، في حال فشلت الجهود الأمريكية والدولية في التوصل إلى اتفاق مع طهران.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية"كان ١١"، في تقرير نشرته، الثلاثاء الماضي، إن هناك مخاوف لدى القيادة السياسية في إسرائيل من استئناف المفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام ٢٠١٥، في الوقت الذي تواصل فيه طهران تخصيب اليورانيوم والمضي قدما في مشروعها النووي.

وأضافت الهيئة في تقريرها أن إسرائيل تسعى إلى تأطير مباحثات فيينا في إطار زمني، وإقناع الدول المشاركة بضرورة وضع سقف زمني للمفاوضات، في ظل القلق من استمرار اتصالات القوى العظمى مع طهران والمحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وأوضحت أن تل أبيب تسعى للتنسيق مع واشنطن ومعرفة طبيعة التوجهات الأمريكية فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران والاستراتيجية التي ستعتمدها واشنطن خلال الفترة المقبلة.

ونقلت "كان ١١"، عن مسئول رفيع المستوى، في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن "هناك رغبة قوية لدى العالم، للتوصل إلى اتفاق حول النووي الإيران، لكن سواء أرادت الدول العظمى ذلك أم لا- فهذا يعتمد على موقف إيران".

وأشار المصدر إلى أن القيادة السياسية في إسرائيل، تعتزم التنسيق مع الإدارة الأمريكية" في هذا الشأن. وأوضح، أن إسرائيل لن تطلق حملة مكثفة ضد الاتفاق مع إيران، الأمر الذي فشل في المرة السابقة"، في إشارة إلى اتباع حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، هذه الاستراتيجية التي أدت إلى نتائج عكسية؛ مضيفًا أنه "لا يمكن أن نرهن مستقبل دولة إسرائيل بمسألة التوصل لاتفاق مع طهران".

من جهتها؛ قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن إسرائيل حاليا تواجه "محنة استراتيجية"، تنبع من عدم توافر "خيار عسكري تقليدي فعال وموثوق به من شأنه أن يحبط نوايا إيران النووية" في الوقت الحالي.

وأضافت الصحيفة، أن هذا الوضع "سيتغير في المستقبل غير البعيد"؛ مشددةً على أنه "حتى ذلك الحين، تحتاج إسرائيل إلى الولايات المتحدة وحلفائها، الأمر الذي سيتطلب منهم تغيير سلوكهم تجاه طهران".

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد "شهِد الفصل الإيراني في خطاب رئيس الحكومة، نفتالي بينيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكثر من أي شيء آخر، على المحنة الاستراتيجية التي تجد إسرائيل نفسها فيها في الفترة الحالية، بعد التقدم السريع للبرنامج النووي الإيراني، وفي ظل تغيير الحكومة في طهران".

ولفت التقرير، إلى أن "بينيت" استغل منصة الأمم المتحدة لتوجيه نداء شبه يائس للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، في محاولة لتشديد موقفهم بشكل ملحوظ تجاه إيران.

وأشار إلى قلق إسرائيلي "بشكل أساسي لأن القيود التي فرضها الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني على طموحات النظام في الحصول على أسلحة نووية، لم تعد موجودة، منذ أن تولى الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي المحافظ ورجاله، إدارة مؤسسات الحكومة". وأضافت أن "إسرائيل. تخشى أنه بحلول الوقت الذي يعود فيه الأمريكيون وحلفاؤهم إلى رشدهم، ويفهمون ما يسعى إليه النظام الجديد حقًا، ستكون إيران بالفعل دولة ’عتبة نووية’، أو حتى عشية أول تجربة نووية".

وذكر التقرير أن المشكلة هي ما سيحدث إذا امتلكت طهران أسلحة نووية، أو كانت قريبة من ذلك، قبل أن تكون إسرائيل أو حلفاؤها قادرين على إفشالها، مشددا على أنه "في مثل هذه الحالة ستتحول المواجهة من التقليدية إلى الملعب النووي".

وأشار التقرير، إلى أن ذلك، يعد "وضعا مماثلا للردع النووي المتبادل الذي كان قائما بين الكتلة الشرقية بقيادة السوفييت والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة"؛ موضحًا أن "كوريا الشمالية هي النموذج الذي يحاول الإيرانيون محاكاته ولا تستطيع إسرائيل التعايش معه".