الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تفاصيل دور جمعية الإصلاح في تحسين علاقات الإخوان وطالبان

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

  شهدت العلاقات بين جماعة الإخوان الإرهابية، وحركة طالبان حالة من الشد والجذب على مدار تاريخ الحركة، منذ ظهورها لأول مرة عام 1994.
وفي أعقاب التطورات الأخيرة، سارعت الجماعة ـ عن طريق فرعها في أفغانستان، المسمى بـ"الجمعية الأفغانية للإصلاح" ـ إلى تهنئة طالبان بما حققته من سيطرة على أفغانستان، فور انسحاب الجيش الأمريكي منها، ما دفع المراقبين إلى التأكيد على أن الإخوان تريد توطيد العلاقات مع الحركة، خاصة أن تاريخ الجماعة يشهد على الدعم المادي والإغاثي المكثف، الذي قدمته للمحاربين ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، خلال ثمانينيات القرن المنقضي. 
عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، يؤكد أن تاريخ الإخوان وطالبان، ارتبط بالمصالح المشتركة بين الجانبين، في ظل أهداف فكرية وعقدية متشابهة، لانتمائها إلى مرجعية واحدة.
وأشار إلى أن العلاقة بين الجانبين توترت بشدة، خلال الولاية الأولى لطالبان، عام 1996، حين ناصرت جماعة الإخوان الولايات المتحدة الأمريكية، ضد الحركة، ردا على رغبة طالبان في الاستئثار بالسلطة. 
ولفت فاروق إلى أن الجماعة أرادت، من خلال التحالف ضد طالبان في 2001، أن تقدم نفسها باعتبارها القوى المهيمنة التي لا بديل عنها.

وأوضح فاروق أن مؤسس جماعة الإخوان في أفغانستان، وهو: غلام محمد نيازي، درس في مصر، وانضم للجماعة، لينهل من أفكار منظرها الأكبر سيد قطب، ثم عاد لأفغانستان عام 1957، ليدشن جماعة الشباب المسلم الإخوانية، التي كانت بذرة ظهور حركات الإسلام السياسي هناك.  
وأضاف: "سقوط حركة في بداية الألفية الجديدة، منح الإخوان فرصة للتغلغل في مفاصل الدولة، حتى باتت خلال حكم الرئيس حامد كرازي، أن تسيطر على جهاز المخابرات، ورئاسة أركان الجيش الأفغاني، وجهاز الأمن الداخلي، والمؤسسات القضائية".  
وأشار إلى أنه عقب سقوط طالبان بعام واحد، أعلن 30  شخصية أفغانية تأسيس الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية، في العاصمة كابول، بعد الحصول على الموافقة الرسمية من وزارة العدل، وتم تكوين 35 فرعا لها، بهدف التأثير على الطبقات الاجتماعية، ونشر أفكار وأدبيات الجماعة. 
وأوضح فاروق أن جمعية الإصلاح، تمتلك حاليا عددا كبيرا من المدارس ومعاهد تعليم الفتيات،  وتأهيل المعلمين، وجميعها تعتني بتدريس العلوم الشرعية، وفقا لمنهج الجماعة، لتخريج كوادر قيادية في المجالات الفكرية والعلمية والمهنية.
وشدد على أن جمعية الإصلاح ستلعب دورا مهما ومحوريا، في تقريب وجهات النظر بين التنظيم الدولي للإخوان، وحركة طالبان، حتى يمكن توفير ملاذ آمن لعناصر الجماعة في أفغانستان، مقابل الدعم المالي، الذي تحتاجه طالبان حاليا.