الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

احذر المضادات الحيوية.. و"الصحة" تؤكد علاجها للعدوى البكتيرية وليس الفيروسات.. وأطباء يوضحون مخاطر الإفراط في تناولها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في إطار تحذيرات وزارة الصحة والسكان من سوء استعمال المضادات الحيوية والإفراط في تناولها، وخاصةً خلال جائحة فيروس كورونا، حيث أنها تعالج العدوى البكتيرية وليس الفيروسات، أكد بعض الأطباء مخاطر الإفراط في تناولها على وظائف أجهزة الجسم، وفقدانها لتأثيرها في العلاج. 

وأكدت وزارة الصحة والسكان، أنه في حال الإصابة بفيروس «كورونا»، فإن تناول البروتوكول العلاجي للفيروس يتطلب من المريض الذهاب إلى الطبيب المختص، حيث أن الإفراط في تناول أي نوع من الأدوية يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث هناك عقارات لن يتم بيعها في الصيدليات وسيتم تداولها داخل مستشفيات العزل الصحي فقط.

كما حذر الاتحاد الدولي لكليات الجراحة وجمعية الجراحين المصرية، مؤخرًا، من الاستخدام المفرط والسيء للمضادات الحيوية، والتي قد تودي للوفاة بعد الفشل في علاج المريض، والذي أوصى بضرورة تبني مشروع قومي لمنع صرف المضادات الحيوية من الصيدليات العامة إلا بروشتة الطبيب، وكذلك عدم صرف الحقن منها إلا في المستشفيات.

الاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون

أجرى باحثون في جامعة «أوميو» السويدية، دراسة طبية حديثة، عن التأثير السلبي للاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وأرجعت أن العلاقة بين سرطان القولون والمضادات الحيوية لتأثير الأخيرة على الميكروبيوم المعوي أو بكتيريا الأمعاء، حيث قمات الدراسة بتحليل بيانات 40 ألف مريض في السجل السويدي لسرطان القولون والمستقيم، وقارنوها بمجموعة مؤلفة من 200 ألف شخص خالٍ من السرطان.

ووجد الباحثون، أن كلا من النساء والرجال الذين تناولوا المضادات الحيوية لأكثر من 6 أشهر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة 17%، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

الدكتور محمد عز العرب

ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن عشوائية استخدام المضادات الحيوية بدون إشراف طبي أزمة كبيرة جدًا، ينتج عن صرف الأدوية من الصيدليات دون وجود الروشتة الطبية، فإن صرف الأدوية يتطلب الروشتة من الطبيب المعالج للمريض، حيث أن كثير من الأدوية يتم صرفها نتيجة رغبة المريض وليس نتيجة الفحص الطبي، لافتًا إلى أن هذا الأمر يضر كثيرًا بالمريض، فإن تناول المضادات الحيوية بصفة مستمرة أو بدون أي وصفة طبية لعلاج الفيروسات مثل نزلات البرد وغيرها غير فعالة، فهناك بعض الفيروسات التي تحتاج إلى علاج تخصصي ضد الفيروس مثل فيروس «كوفيد 19»، حيث أن علاج الفيروسات ليس المضادات الحيوية، ويكون هناك تأثير سلبي وبعض الخطورة على الأجهزة الحيوية في الجسم.

ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن أصحاب أمراض الكبد والكلي يحذر استخدام قائمة من المضادات الحيوية، فإن أي مضاد حيوي له أثار جانبية، فإن بعضها يؤثر على السمع أو وظائف الكلي أو تؤدي إلى زيادة كبيرة في إينزيمات الكبد، موضحًا أنه الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى اكتساب البكتيريا ضد هذه المضادات، ففي حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي والتي يحتاج بها مضاد حيوي معين لن يجدي فاعلية للعلاج، والتي قد تؤثر على حياة المريض، وخاصة الحالات الحرجة، مطالبًا بعدم صرف أي مضاد حيوي تحت أي ظرف من الصيدليات سوى بالروشتة الطبية المعتمدة من الطبيب المختص، والحد من صرف المضادات الحيوية من الصيادلة نتيجة أي أعراض مرضية على الشخص، فإن الطبيب هو الذي يفحص المريض والصيدلي هو الخبير الأول في الدواء. 

الدكتور مجدي بدران

كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن المضادات الحيوية تستخدم في علاج العدوى البكتيرية"، وبالتالي فهو لا يستخدم في علاج العدوى الفيروسة، موضحًا أن الالتهابات البكتيرية البسيطة مثل التي تصيب الأنف والأذن والحنجرة يمكن علاجها من خلال الجهاز المناعي القوي لدى الإنسان، والتي قد لا تقوم المضادات الحيوية بهذا الدور، أما في حالة العدوى البكتيرية الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو المجاري البولية يتم علاجها باستخدام المضادات الحيوية التي يحددها الطبيب المختص.

ويؤكد بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المضادات الحيوية لها تأثيرات صحية سلبية التي قد تؤثر على الجهاز الهضمي، حيث أنها تتخلص من البكتيريا الضارة والنافعة أيضًا، مما يحدث خلل في جسم الإنسان، والتي قد ينتج عنها تكاثر الفطريات، مشيرًا إلى أنه بعض الأشخاص يعانون من الحساسية عند تناول المضادات الحيوية، وتؤدي إلى فقدان السمع بسبب ضعف عصب السمع، أو الحساسية من الشمس وللضوء، والتي يمكن أن تسبب فشل الكلى، مطالبًا بضرورة استخدامها بعد استشارة الطبيب وإقراره العلاج بها وزيادة وعي المواطنين من الإفراط في استخدامها وأضرارها الصحية.