الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«فرماجو» يقود الصومال إلى سيناريو أفغانستان

رئيس الصومال محمد فرماجو
رئيس الصومال محمد فرماجو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش الصومال خلال الأيام الجارية أزمة سياسية كبيرة، تهدد البلد غير المستقر في الأساس بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب وهشاشة الدولة في مواجهته إلى جانب أزمات اقتصادية واجتماعية، ووصلت ذروة عدم الاستقرار بعد أزمة الرئيس المنتهية ولايته محمد فرماجو، مع رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، على خلفية مقتل إكرام تهليل وما تبعه من قرارات بشأن رئيس المخابرات فهد ياسين المقرب لفرماجو، الذي تحوم حوله شبهات منذ تعيينه.

وفي هذا السياق، نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تقريرا أوضحت فيه أن الصومال ذاهبة إلى السيناريو الأفغاني، حيث سيطرت طالبان على البلاد بعد انسحاب القوات الأجنبية، وقالت "فورين بوليسي "إن الأمور تسير في الصومال على النهج ذاته الذي سارت عليه في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة".

وقالت المجلة إن الصومال الممزق ينتظره انهيارا سريعا مماثلا لما جرى في أفغانستان قبل نحو شهر، إذا لم تغير النخب الصومالية والحكومات الغربية نهجها"، وأوضحت أن "مشاريع بناء دولة مدعومة من الخارج لتحل محل هياكل الحكم السابقة، فضلا عن محاربة الحركات المتمردة أو المتطرفة بقيادة طالبان في أفغانستان وحركة الشباب في الصومال، هي أكثر الأمور تشابها بين كابول ومقديشيو".

وأوضحت "فورين بوليسي" أنه "في الواقع، يعتمد بقاء الحكومة الصومالية بشكل كبير على القوات الخارجية، إذ إنها غير قادرة على دفع رواتب شرطتها وجيشها، ومع محدودية القدرات البشرية والمعدات الوقائية والتدريب، يواجه الجيش الوطني الصومالي حروبا على غرار حرب العصابات ومقاتلين أعداء عازمين على المخاطرة بحياتهم".

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا الأحد الماضي أوضحت فيه أن زيادة التوترات في الصومال قد تؤدي إلى مزيد من تأخير عملية الانتخابات البطيئة بالفعل، حيث يختار الشعب نواب البرلمان، الذي ينتخب الرئيس بعد ذلك، وأشارت إلى أنه "حان الوقت لبدء الحديث عن المزيد من الإجراءات العقابية من المجتمع الدولي لإبقاء الجميع في الصف قبل الانتخابات".

وقال السيناتور الجمهوري وعضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إنه يراقب عن كثب الانقسامات السياسية الحالية داخل الصومال مؤكدا "قلقه البالغ للغاية بشأن مسار البلاد".

وأوردت "واشنطن بوست" تصريحات والدة إكرام تهليل التي أكدت أن آخر مكالمة مع ابنتها كانت عبر "واتس آب" حيث أخبرتها بأنها ستقابل رئيس المخابرات فهد ياسين، وكشفت أن ابنتها لديها معلومات عن جنود من الصومال يشاع أن الحكومة الصومالية أرسلتهم للقتال في إثيوبيا، والتي كانت واحدة من القضايا التي تسببت في توجيه انتقادات كبيرة للرئيس محمد فرماجو.

وانتهت ولاية الرئيس فرماجو خلال شهر فبراير الماضي، ورفض مجلس الشيوخ في مايو الماضي تمديد ولاية الرئيس، ليلغي بذلك قرار البرلمان بتمديد حكم الرئيس، مع تنفيذ اتفاق سابق بين فرماجو والمعارضة بإجراء انتخابات رئاسية غير مباشرة، ووافق الرئيس على أن يتولى رئيس الوزراء مهمة تنظيم انتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها نهاية العام الجاري.

وكان منشأ الأزمة بين فرماجو وروبلي، حينما أصدر الأخير قرارا في الخامس من سبتمبر الجاري يقضي بإقالة فهد ياسين رئيس المخابرات، على خلفية اختفاء مديرة الأمن السيبراني في الاستخبارات الصومالية إكرام تهليل، ليقابله الرئيس الصومالي بإلغاء القرار وتعيين "ياسين" مستشارا للأمن القومي.

وعلق "روبلي" على تلك الخطوة بأنها تعرقل التحقيق في اختفاء تهليل وتشكل "تهديدا وجوديا خطيرا" للبلاد، وأعلن رئيس الوزراء الأسبوع الماضي إقالة وزير الأمن وتعيين بديل له في خطوة اعتبرها محمد فرماجو مخالفة للدستور.

ومنح رئيس الوزراء الصومالي، رئيس المخابرات فهد ياسين مهلة ٤٨ ساعة لتقديم نتائج التحقيقات في اختفاء إكرام تهليل منذ ٢٦ يونيو الماضي، وأعلن ياسين، أن حركة الشباب الصومالية الإرهابية هي المتورطة في اختفائها إلا أن الحركة الإرهابية نفت ذلك لتسبب حرجا كبيرا لرئيس المخابرات السابق.

واتخذ فرماجو قرار بتقييد الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء محمد حسين روبلي، في ١٦ سبتمبر الجاري، زاعما أن رئيس الوزراء انتهك الدستور إلى جانب عدم التنسيق مع الرئاسة واتخاذ قرارات غير متوافقة مع قوانين البلاد ودستورها.

وامتدت الأزمة من الصومال إلى الجارة الشمالية جيبوتي، حيث هبطت رحلة الخطوط الجوية التركية في جيبوتي قادمة من اسطنبول، في ١٧ سبتمبر وبقيت ساعات هناك لتحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين الجارتين، حيث أكد بيان للمتحدث باسم الرئاسة الصومالية عبد الرشيد محمد حاشي إن الحكومة الجيبوتية احتجزت فهد ياسين في المطار، ووصف الخطوة بأنها "غير قانونية"، إلا أن مكوث الطائرة بجيبوتي جاء بعد قرار السلطات الصومالية بعدم استقبال رحلات دولية. وبعد ساعات قليلة؛ عادت الطائرة إلى اسطنبول وعلى متنها فهد ياسين، الذي كان من المفترض أن يحضر اجتماعا يرأسه الرئيس فرماجو السبت الماضي بشأن أزمة اختفاء إكرام تهليل.