الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن تستبعد إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية بكوريا الجنوبية

علم كوريا الجنوبية
علم كوريا الجنوبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تدعم إعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية في كوريا الجنوبية، أو تقاسم الأسلحة النووية مع سيول، بعد أن اقترح مرشح رئاسي كوري جنوبي بارز هذه الخطوة.

وقال مارك لامبرت، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لليابان و كوريا، في منتدى على الإنترنت، بحسب  إذاعة "صوت أمريكا" اليوم الجمعة: "كل ما يمكنني قوله هو أن سياسة الولايات المتحدة لن تدعم ذلك. وسأندهش من أن الأشخاص الذين أصدروا هذه التصريحات لا يعرفون ما هي السياسة الخارجية للولايات المتحدة."

 جاء هذا ردا على سؤال حول يون سوك يول، المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي المحافظ، الذي قال خلال الأسبوع الجاري إنه سيطلب من واشنطن إعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية أو الموافقة على اتفاق للمشاركة النووية إذا تعرضت كوريا الجنوبية للتهديد من قبل كوريا الشمالية .

وسحبت الولايات المتحدة الأسلحة النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية في أوائل التسعينيات. ودعا السياسيون المحافظون في كوريا الجنوبية لسنوات إلى إعادة نشرهم، خاصة وأن كوريا الشمالية وسعت برنامج أسلحتها النووية.

ويبدو أن يون هو الاسم الأبرز في الساحة السياسية الكورية الجنوبية لإجراء مثل هذا النداء. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن يون، المدعي العام السابق، سيخوض سباقًا شديدًا مع لي جاي ميونج، حاكم مقاطعة ذي الميول اليسارية، في الانتخابات الرئاسية في مارس. ويبدو أن كلاهما من المرشحين الأوفر حظًا ليصبحا ممثلي أحزابهما في الانتخابات.

ونوهت الإذاعة إلي أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يقطع فيها سياسي محافظ هذا الوعد. وقال لي سانج سين، خبير العلوم السياسية في المعهد الكوري للتوحيد الوطني ومقره سيول، "لكن من المؤكد أن يون هو أول مرشح له ثقل يطلب ذلك".

ولفتت الإذاعة إلي أن ما يقرب من 70 ٪ من الكوريين الجنوبيين يدعمون البلاد في تطوير قدراتها النووية، وفقًا لاستطلاع صدر في وقت سابق من هذا الشهر من قبل معهد آسان الكوري الجنوبي، وهو منظمة بحثية. وقال لي، الذي يركز على الرأي العام، إن هذه النتيجة تتماشى إلى حد كبير مع استطلاعات الرأي الأخرى حول هذه القضية.

وأوضح لي أنه “بالنظر إلى الجغرافيا السياسية وكوريا الشمالية، لا ينبغي أن يفاجئ ذلك أحد. بالطبع، لا يفهم الجمهور التعقيد والتكاليف المحتملة للأسلحة النووية،" وأضاف: "لقد كنا تحت التهديد النووي من كوريا الشمالية لفترة طويلة، ومن الطبيعي أن يريد الناس شيئًا يجعلهم يشعرون بالأمان".

وأشارت الإذاعة إلي أن كوريا الجنوبية شرعت لفترة وجيزة في برنامج أسلحة نووية في السبعينيات، وسط تساؤلات في ذلك الوقت حول التزام واشنطن طويل الأمد بحماية سيول.

وقال إريك بروير، المسؤول الأمريكي السابق في مجلس الأمن القومي والذي يركز الآن على السياسة النووية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن: "أعتقد أن هذه الدعوات لاستعادة الأسلحة النووية الأمريكية ستستمر. وقد تكتسب تلك الدعوات زخما خاصة مع استمرار كوريا الشمالية في تحسين ترسانتها النووية."

ويشعر البعض في كوريا الجنوبية بالقلق من الاعتماد المفرط على المدى الطويل على الحماية الأمريكية، خاصة بعد تجربة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي ركزت علي سياسة "أمريكا أولاً"، والتي أدت إلي توتر العلاقات.

وقال بروير، الذي يعتقد أن إعادة نشر الأسلحة النووية الأمريكية لن يكون مفيدًا: "أتفهم هذه المخاوف وأن التعامل معها سيكون تحديًا للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية،" وأضاف:" لكن أعتقد أنه بالنسبة لأولئك الذين يدافعون عن هذا الأمر في كوريا الجنوبية، فإن الأمر لا يتعلق بالردع، بل بالضمان. يتعلق الأمر بتقديم الولايات المتحدة إشارة لا لبس فيها بأن الولايات المتحدة تدعم كوريا الجنوبية، وتبقي الولايات المتحدة على ارتباط وثيق بالبلاد."

ونوهت الإذاعة إلي أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تعارض إعادة نشر الأسلحة النووية إلي كوريا الجنوبية. وردا على سؤال حول اقتراح الأسلحة النووية الذي قدمه يون، قالت وزارة الخارجية الصينية في افادة صحفية يوم أمس الخميس إن مثل هذه الدعوات "غير مسؤولة".