الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"أدب ونقد" تناقش محددات العلاقات الشعبية والثقافية بين مصر والسودان

محددات العلاقات الشعبية
محددات العلاقات الشعبية والثقافية بين مصر والسودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عقدت مجلة "أدب ونقد" مائدة مستديرة حول "محددات العلاقات الشعبية والثقافية بين مصر والسودان.. بين المحفزات والمثبطات"، في المسارات غير الرسمية والشعبية، بمقرها بحزب التجمع في وسط القاهرة.

شارك في المائدة عدد من المثقفين المصريين والسودانيين، وشهدت زخما شديدا اتسم الصراحة والمكاشفة بين الجانبين، حيث افتتح الجلسة الشاعر عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، مرحبا بالضيوف من الجانب السوداني والمشاركين من الجانب المصري، مؤكدا على عمق العلاقات بين البلدين.

ثم أعطى الكلمة للجانب المصري الذي استهل مداخلاته بالدكتور حاتم الجوهري المثقف والأكاديمي المعروف، والذي ساهم من قبل في العديد من المبادرات الثقافية، حيث أوضح أن المسار الشعبي في العلاقات الثقافية بين البلدين له أهمية كبيرة، كونه يمكنه أن يكون رافعة في لحظة ما للمسارات الرسمية.

واستطرد في حديثه طارحا نموذجين لتطوير العلاقات الثقافية الشعبية بين الجانبين، النموذج الأول أسماه: "مستودع الهوية" المتنوع والمتجاور، وقدرته على تصحيح مسارات الشعوب حتى عندما تتباين المسارات الرسمية بعض الشيء، مؤكدا على أن "مستودع الهوية" مشتركاته وعناصره قادره على الضبط والاستعادة، مدللا على ذلك بدعم "القضية الفلسطينية" مثلا التي تنتفض من اجلها الشعوب.

أما النموذج الثاني الذي طرحه فأسماه: "ما بعد المسألة الأوربية" والتجاوز والتحرر من مخلفاتها، فقال إن العديد من المشاكل القائمة بين البلدين ترجع للإرث الاستعماري والتناقضات التي زرعها بين البلدين، كما فعل في معظم الدول العربية والأفريقية، مقدما عدة نماذج لذلك.

وقال إن الشعبين يجب أن يقترب كل منهما من فهم طبيعة الآخر وسماته التاريخية، وهذا الفهم المتبادل كفيل بحل العديد من النقاط العالقة ورواسب الصور النمطية.

ثم انتقلت الكلمة للجانب السوداني مع عادل محمد سليمان الباحث في التراث السوداني، الذي ركز على تقديم سردية تعبر عن الشخصية السودانية، وتقوم على المكاشفة والصراحة في نقل بعض ما يتعلق بالسردية والرواية السودانية تجاه العلاقات بين الجانبين.

وتحدث عن المسار التاريخي ونشأة الحضارة في وداي النيل بين جنوبه وشماله، والتدافع والتلاقح بينهما، وحضور جنوب الوادي الذي قد يكون خافتا في السردية المصرية التاريخية بعض الشيء.

وعرج على السردية السياسية في فترة الاستعمار التركي وحكم أسرة محمد على لمصر والثورة المهدية، مقدما سردية تشير لأثر ذلك على التجربة السودانية في حينه.

وتحدث عن رغبة الجانب السوداني في الاطلاع على الوثائق التاريخية المتعلقة بتلك الفترة لدى الجانب المصري، وما قد تلقيه من ضوء على عدة قضايا تشغل الذهنية السودانية المعاصرة، منها علاقات الرق داخل الحاضنة السودانية نفسها، بحثا عن التحرر والتصالح مع الذات.

وشدد  على إمكانية القيام بعدة خطوات على المسار الشعبي والثقافي، لكسر الصورة النمطية واستعادة العلاقات الطبيعية بين شعبي وادي النيل.

وتحدثت د. أريج البدراوي زهران أستاذ علم الاجتماع الثقافي المساعد، مقدمة بعض المشتركات بين الشعبين في ثمانية نقاط محددة، مؤكدة على دور الاستعمار في غرس المشاكل الثقافية والسياسية التي يمكن لها أن تتفجر فيما بعد، ووقتما يشاء، وذلك كوسيلة اتبعها مع العديد من بلدان القارة الأفريقية، ويجب أن تلتفت مصر والسودان إلى ذلك.

وعادت الكلمة للجانب السوداني مع محمد إبراهيم المحرر الثقافي بموقع البعيد الإلكتروني، الذي استعرض فكرة الصورة النمطية للجانب السوداني من خلال تمثلات الأدب المصري، لكنه أكد على أن الصورة النمطية للسوداني عند الكثير من المصريين، تأتي في سياق سمات الشخصية المصرية التقليدية، وضمن صورتها النمطية للمكونات الواسعة للحاضنة المصرية مثلما تنظر إلى: الصعيدي، أو الفلاح، إلخ.

وعرج على الكثير من الممكن القيام به على المستوى الشعبي والأدبي، وتبادل النشر والحضور في الفعاليات بين الجانبين، مؤكدا على أهمية الاعتراف المعنوي تجاه الجانب السوداني، وأثره الكبير على المستقبل، وإمكانية حضور مميزات تفضيلية للجانبين على السواء، في كل من البلدين، مكررا على أهمية الجسور الثقافية على المستوى الشعبي.

وأخيرا انتقلت الكلمة للجانب المصري مع د. شرين البرادعي الباحثة في التراث الشعبي، التي أبرزت في مداخلتها المشتركات الطبيعية والشعبية بين الجانبين في العادات الاجتماعية الموروثة، وأن شعبي وادي النيل يجمعهما الكثير من المشتركات التاريخية، مهما تباينت الظروف أو تباعدت، وان هذه المشتركات الشعبية الموروثة قادرة على استعادة اللحمة بين الجانبين.

وفي الختام أكد الجانبين على أهمية العلاقات الشعبية والثقافية بين الجانبين، وضرورة الوصول إلى ما يشبه الإطار الثقافي الشعبي، كوسيلة لدفع العلاقات الشعبية غير الرسمية بين الجانبين، كما طرح الجانبين بعض التصورات لهذا اللإطار الثقافي الشعبي، على أمل بتحويلها لوثيقة ثقافية شعبية تعمل كرافعة للعلاقات بين البلدين، على المستوى غير الرسمي.