الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

عبد الصادق: الدبلوماسية الاقتصادية تحقيق التكامل إقليميا وعالميا

الدكتور أسامة عبد
الدكتور أسامة عبد الصادق، عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور أسامة عبد الصادق، عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف، إن اهتمام الحكومات على مستوى العالم في إدارة اقتصادياتها لم يعد يقتصر فقط في تحقيق الأهداف النمطية للاقتصاد مثل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة أو زيادة نسب الإنتاج والتشغيل للاقتصاد فحسب، وإنما في إطار حركة التغير السريع في بيئة الأعمال العالمية استلزمت تلك التغيرات التفكير في أشكال وآليات اقتصاية جديدة تواكب حركة التغير السريعة في بيئة الأعمال العالمية، وأصبح الاقتصاد القوة والمحرك الرئيسي الآن للنظام العالمي، وهو ما كان له انعكاس بشكل قوي في تخلي الدول عن المفهوم التقليدي في إدارة العلاقات الاقتصادية بينها.

وأوضح، في سياق التطورات التي يشهدها العالم الآن اقتصاديًا وكذلك سياسيًا أصبح من المستحيل فصل السياسة عن الاقتصاد، وأصبح الاقتصاد الآن سبباً رئيساً في نشوء العلاقات الدبلوماسية بين الدول، بل أصبحت الدبلوماسية تستخدم الاقتصاد في أحيان كثيرة لخدمة أهداف الدولة وتوجهاتها التنموية، بالإضافة إلى الدور التقليدي الذي يلعبه الاقتصاد على مستوى الدول محليا، بالإضافة إلى أن للاقتصاد كذلك دورا خارجيا مهما في رفع قوة الدول اقتصاديا، ووضعها ضمن مصاف الدول العظمى على المستوى الاقتصادي وكذلك السياسي،.

وأضاف، من أهم الأمثلة على ذلك المساعدات الإنسانية الخارجية، وكذلك في مجال الإقراض للمشاريع الدولية التنموية، وما يصاحب ذلك من الجهود الاقتصادية الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة الدولية والإقليمية، وما يصاحب ذلك من إنعكاسات إيجابية في تعزيز مفاهيم اقتصادية جديدة مثل الدبلوماسية الاقتصادية، حيث تعد الدبلوماسية الاقتصادية شكل من أشكال الدبلوماسية، وهي استخدام الأدوات الاقتصادية بشكل كامل من الدولة لتحقيق المصلحة الوطنية، وتشمل الدبلوماسية الاقتصادية كل الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر التصدير، والاستيراد، والاستثمار والإقراض والمساعدات، اتفاقيات التجارة الحرة، وتتكون دبلوماسية الاقتصاد بشكل مبسط من ضروره معرفة كل من نوع ومستوى القضية الاقتصادية المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وكذلك اللاعبين سواء من دول أو منظمة دولية.

وأكد عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف، في سياق الحديث عن الدبلوماسية الاقتصادية فإن التجربة الصينية في هذا الإطار تقدم شكلا احترافيا في إدارة الصين لاقتصادها، وتولى الصين كونها أكبر دولة نامية في العالم من حيث عدد السكان اهتماماً كبيراً للدبلوماسية الاقتصادية، بهدف تعزيز العلاقات الدولية وتطوير التعاون بينهما عن طريق المساهمة في دفع اقتصاديات تلك الدول الذي يطلق عليه مسمى "تعزيز العلاقات الدولية بدفع الاقتصاد"، حيث عززت الصين علاقاتها الخارجية تدريجيا مع دول نامية وأقل نموا بدفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأشار إلي أنه من ناحية أخرى تستخدم الصين علاقاتها الخارجية المقامة مع دول نامية وأقل نموا في تعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري الذي يطلق عليه "تعزيز الاقتصاد بالعلاقات الخارجية" حيث وقعت الصين منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية على العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري خلال زيارات القادة الصينيين.
وأوضح، أصبح الاقتصاد اليوم يمثل دور محوري في العلاقات الدولية وورقة سياسية مهمة في إدارة الشئون الخارجية للتفاوض على المصالح التجارية والمالية المشتركة، وتكمن هذه القوة الاقتصادية في توظيف المقدرات والثروات الوطنية واعتمادها كملفات رئيسية في كل المفوضات أو الاتفاقيات بين الدول التي تجمعهم مصلحة اقتصادية ومالية وتجارية، كما أن أغلب البعثات الدبلوماسية خاصة منها بعض الدول العربية أصبح لها دور ترويجي وتسويقي يمكن المستثمرين الأجانب بالاطلاع على الإغراءات والحوافز الاستثمارية الملائمة مع تقديم لمحة متكاملة حول أنواع المنتجات التي يمكن الاستثمار فيها في تلك الدول.

وأكد عبد الصادق، أن العلاقات الدولية بين مختلف دول العالم في ظل العولمة الرقمية أصبحت ترتكز بالأساس على نقل التكنولوجيات الحديثة خاصة من دول الشمال إلى دول الجنوب، ووفقاً للإستراتيجيات البعيدة الأمد في الدول الصاعدة أصبحت تكنولوجيات المعلومات تحتل مكانة مرموقة في الاقتصاديات الوطنية وأغلبها أصبح يعتمد على تقليص الفجوة الرقمية والاستفادة من المشاريع ذات المردودية العالية والتقنيات الحديثة، فالدول الأفريقية على سبيل المثال كانت غائبة عن المشهد الاقتصادي العالمي في الماضي، وأصبحت اليوم تحظى باهتمام كبير خاصة من قبل فرنسا التي تسعى عبر سلكها الدبلوماسي في القارة السمراء بتكوين خلية اقتصادية داخل أجهزتها قصد تطوير المبادلات التجارية وتنمية الموارد البشرية الأفريقية مع خلق شراكات صناعية وأسواق تجارية جديدة في ظل تزايد تواجد عملاق التجارة العالمي الصين الشعبية في أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك أصبحت الدبلوماسية الاقتصادية تعتمد على إغراءات مالية أو على إنجاز مشاريع في البني التحتية بصفة مجانية مثل إنشاء طرقات أو مؤسسات ومرافق عامة وفي مقابل ذلك إبرام صفقات وإمضاء اتفاقيات تجارية طويلة الأمد.
ويقول عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف: تمثل الدبلوماسية الاقتصادية المحرك الأساسي لجلب الاستثمارات المباشرة قصد زيادة نسبة النمو الاقتصادي وتحفيز التنمية الاقتصادية خاصة منها في المجالات الحيوية على غرار الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي.