الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

التحرش بالأطفال.. ذئاب بشرية تعوي في الشوارع.. "فرويز": التنشئة الاجتماعية ومتابعة الأسرة تلعب دورًا كبيرًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوم تلو الآخر، يهتز الرأي العام، لوقوع العديد من جرائم التحرش بالأطفال، التي لم تكن لتخطر على بال أحد، نظرًا لشدة فظاعتها، مرورًا بإمام المسجد، الذي هتك عرض طفلة أثناء درس لتحفيظ القرآن الكريم في الدقهلية، بجانب قيام شخص باستدراج طفلة في أحد مداخل عقارات المعادي، والتحرش بها.

كما تنوعت الجريمة ما بين رجل دين ومثقف وموظف ولكنهم لا يمثلون القاعدة العريضة لرجال الدين والمثقفين، بل هم ذئاب بشرية اتخذوا لباس الدين والثقافة قناعا ليتخفوا وراءه ويقومون بما يحلوا لهم دون علم أحد، قد يكون هنا الخطأ في المجتمع ويجب أن يعالج بالقانون والمؤسسات الدينية.

وفي الدقهلية؛ قام إمام مسجد بالقرية باستدراج نجلتها ١٠ سنوات، عقب درس القرآن بمنزله، وانصراف باقى التلاميذ بعد حفظ القرآن، والتعدي عليها جنسيًا، وهتك عرضها، وأنكر المتهم قائلًا لم يتعد الأمر سوى التلامس والقبلات فقط دون وجود أي علاقة جنسية أو هتك عرض.

وفي المعادي؛ استدرج شخص طفلة في أحد مداخل العقارات بالطابق الأرضي، واصطحبها بجوار سلم العقار، وبدأ بالتحرش بها، وملامسة أجزاء من جسدها بالتحرش بطفلة، وسرعان ما تم تداول الفيديو على مواقع التواصل وتم القبض على المتهم.

وفي محافظة الجيزة، قام عامل في شركة بمنطقة بشتيل بالتحرش بطفلة، وهتك عرضها في مكتبه الخاص، حيث رصدت كاميرات المراقبة مشهد التحرش وهتك عرض الطفلة.

وفي مدينة بدر؛ قام مندوب شركة بالتحرش بطفلة صغيرة بمدخل منزل، حيث تم تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يظهر فيه شاب يمسك بطفلة من الخلف للتحرش بها بحي النرجس بمدينة بدر.

في هذا السياق؛ قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هذا التصرف ما هو إلا اضطراب يكتمل عند سن الـ١٤، فإذا لاحظ الآباء والأمهات تصرفات أولادهم، وميولهم الجنسية الغريبة، قبل سن الـ١٤، وذهبوا بهم إلى الطبيب، وكانت نسبة الشفاء عالية جدًا.

لكن للأسف يوجد في المجتمع آباء وأمهات، يعرفون أفعال أولادهم الغريبة مع مثل من هم في سنهم، ولكن يتغافلون عنها، وهذا جهل منه، ومن قبل سن ١٤ سنة، قابل للتغيير يبقي الولد ده أهله متابعينه، وفي أهل بيبقوا مكبرين دماغهم، وبيجيلي أولاد بيعملوا كذا وكذا.

وأوضح "فرويز"، أنه من الطبيعي عند بلوغ الرجل ذهاب شهوته إلى المرأة، والعكس صحيح، فعندما تبلغ المرأة، تذهب شهوتها إلى الرجل، وهذه هي الفطرة التي خلقنا عليها الله، ولكن غير الطبيعي أن نجد طفلا ميوله الجنسية غير طبيعية، ونتغافل عن الأمر، ليتخطي سن الـ١٤ سنة، وتصبح هذه هي ميوله، سواء رجل يشتهي رجل، أو امرأة تشتهي امرأة، أو حتى رجل يشتهي الأطفال.

وهناك دراسة من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، تشير إلى أن نسبة الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا، ولم يذهبوا للعلاج هي ٩٥٪، فمن الممكن العلاج إذا بادر، وذهب للطبيب، ولكن الكثير يعتبرون هذا "عار"، ويكتمون ميولهم، ويعيشون حياة طبيعية، ويتزوجون وينجبون الأطفال، وعندما تسمح لهم الفرصة بإظهار ميولهم في الخفاء، نجد جرائم التحرش بالأطفال.

من جانبها؛ قالت الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النقس، إن هناك أشخاص يدعون الفضيلة، ولم يكونوا يوما شرفاء، لا يعرفون أحد إلا من أجل مصلحة أو مطمع، قلوبهم مريضة، وشديدة السواد، لا تحمل إلا حقدا، ففي الظلام يعدون المؤامرات الدنيئة، لسانهم معسول، لكن عيونهم فاضحة، ويختبئون وراء ستار الفضيلة والتدين.

فالظاهر ليس دليلا في الحكم على الآخرين، وبعض الناس لديهم موهبة تفوق موهبة التمثيل، وهي الخداع البصري والحسي، ورسم أفضل صورة لأنفسهم على السوشيال ميديا، ونشر المواعظ والحكم، بل وينتقضون الجميع، ويتهمون البعض في أخلاقهم، ويتحدثون عن أنهم الأفضل، وهم ألد الخصام ودون أي كشف عن رغباتهم الدنيئة وغرائزهم المكبوتة..".

واسكملت "العوضي" حديثها قائلة: الإنسان لا يظهر إلا بالعشرة والمواقف والانفعالات، دون ذلك فهو ليس صديق ولا حبيب ولا أمين، وفي حادثة الشيخ المتجرد من الرحمة والإنسانية، والذي يختبأ خلف ستار الدين، ليداري جرائمه وأفعاله الشاذة، والذي استحل أن يهتك عرض طفلة بريئة، لا حول لها ولا قوة، باعتبار أنه شيخ وقدوة حسنة، فهذا خطأ جسيم، على أم الطفلة.

وتنصح "العوضي"، الأمهات أنه بمجرد أن يكمل الطفل العام والنصف عليك، أن تعلمي ابنتك وابنك لا أحد يلمسهم أو يقبلهم من الفم، ولا يجلسون على رجلين أو بين فخذي رجل، حتى لا يلامس عضوه التناسلي جسد الطفل، ولا يذهب مع أحد، وعندما يشعر بالخوف، يجري بعيدا ويستغيث، ويتعلم الطفل أن يفرق بين من يلمسه لمسة خادشة للحياء، أو لا، وأيضا لا يدخل مع أحد دورة المياه، ولا يخلع ملابسه أمام أحد.

وطالبت الدكتورة رحاب العوضي، بتشديد أقصى عقوبة لمرتكبي هذه الأفعال الدنيئة، واستغلال الأطفال جنسيًا، وتتمنى أن يتم تعديل القوانين، وأن تصل عقوبة هتك عرض الأطفال، سواء بنت أو ولد، إلى الإعدام، وليس السجن فقط.

وقال الخبير القانوني، الدكتور جمال جبريل، إن التحرش هو التواجد بمكان عام، وفعل أشياء من شأنها خدش الحياء، وتصل عقوبته لـ٣ سنوات بحد أقصي، وهي سلطة تقديرية للقاضي، لأنها مدرجة ضمن مواد الجنح وليست الجنايات، أما هتك العرض فلا بد من الملامسة أو تعرية أجزاء من الجسم، ولا يتوقف تحقيقه على الاتصال الجسدي الكامل، فمجرد لمس الجسد يعتبر هتكا للعرض، وعقوبته تصل للمؤبد.