الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

قبل انطلاقه.. مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بين الواقع والمأمول.. ونقاد خطوة جيدة لتحريك المياه الراكدة

العرض المسرحي بهية
العرض المسرحي بهية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، هو نقطة الإنطلاق نحو عالم جديد لتحريك المياه الراكد في الواقع المسرحي المصري والعربي والعالمي أيضًا، وهو الأمر التي تؤكده الفعاليات المصاحبة لعروض المهرجان، من ندوات ومحاور فكرية وندوات ولقاءات وورش فنية، والذي يدل على أن هناك جهد كبير بذله القائمون على المهرجان. 

 فموضوع اختيار المرأة كمحور أساسي للمهرجان بل أيضًا يحمل اسمها يفتح المجال أمام العديد من القضايا المهمة والمُلحة، والتي تطرقت إليها العديد من الدراسات البحثية حول المرأة والمسرح وهوة المصطلح الذي بدأ في الظهور منذ أواخر القرن الـ 17،  بعد ظل فن المسرح حكراً على الرجال، ولم تطأ أقدام النساء خشبته حتى خمسينيات القرن السابع عشر وتحديداً في عام 1656، عندما قدمت السيدة «كولمان» دورًا في في رواية «حصار رودس»، ومع ذلك استمر ظهور النساء بشكل غير شرعي، حتى تخلص المسرح النظرة الدونية التي استهدفت النساء. 

وبدء بعدها ظهور المرأة في المسرح بشكل قوي فشهدناها كممثلة ومنتجة ومؤلفة وصانعة محتوى، وأكاديمية ومنظره، وهنا يطرح التساؤل حول وجود مهرجان مسرحي يجسد تجربة المراة بكل ما تحملة من متناقضات ومعاناة واحلام وطموحات، هل سيعمل المهرجان على ترسيخ وتثبيت المراة في مجال المسرح فقط عُرف مصطلح مسرح المرأة في فترة ظل الرجل فيها هو الطارح لقضية المرأة ولكن من وجه النظر الذكورية، مرحلة يسودها نوع من المسرح يطرح من خلاله الرجل- ولايزال- قضايا المرأة من منطلق رؤية الرجال لها. 

وخلال محاولتنا في الإجابة عن تساؤل لماذا مهرجان "إيزيس" الدولي لمسرح المرأة، وهل نحن في حاجة إلى مثل هذه النوعية من المهرجانات 

أرض صلبة

 

قال الناقد أحمد خميس في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" :"أننا أمام مهرجان -على الرغم من-  أن هذه هي الدورة الأولى إلا أن المتتبع لنوعية العروض والتجارب المسرحية المقدمه بالمهرجان تنم على أن هناك جهد كبير مبذول ، وان القائمين على المهرجان لديهم وعي حقيقي وذلك من خلال الاشتغال على القضايا المهمة التي تخص المرأة، والتي تجسدت في نوعية العروض المختارة وأماكن عرضها، والتي تتناسب بشكل جيد مع المكان التي تقدم فيه، هذا بالإضافة إلى المحاور الفكرية والشخصيات التي سيتم تكريمها" 

ولفت "خميس" إلى أن  الموضوع أكبر من فكرة أنه مسرح يهتم بشئون وقضايا المراة ، لكنه أيضًا يبرز دور المرأة كمبدعة، فبقراءة جيدة لجدول المهرجان نجد أننا أمام مهرجان يقف على أرض صلبة وذلك يعود إلى كفاءة وخبرة مديرتا المهرجان عبير على ورشا عبد المنعم . 

متابعًا : وأتوقع أن هذه الدورة سترسخ أقداما فهناك طموحات بأن تتبنى العديد المواهب لاسيما وان هناك طموح أن تستمر فعاليات المهرجان طوال العام، كما أن هناك بعض التصريحات الخاصة بعمل عروض انتاجية تلبي طموحات وأمال الشباب وذلك بالشراكة مع أكثر من، وأن استمرار تلك الفعاليات هي  مسألة مهمة جدًا وتعطي أمل للمبدعين في تقديم الأفكار.

 

المسرح وحرية المرأة 

وفي سياق متصل قال الناقد الدكتور عمرو دواره في تصريحات خاصة لـ البوابة نيوز : أن المسرح بالنسبة لي هو أن المسرح بالنسبة لي هو المسرح وضد أي تقسيم فئوي، فهو في معناة هو الفكر الذي يتم تقديمه من خلال نص مُحكم البناء ويتم تقديمه من خلال مجموعة عمل متجانسة بقيادة مخرج واعِ وأيضصا جمهور يتفاعل مع العرض وأن يكون النص يمس حياته، وبعد ذلك يتم تقسيم المسرح كمسرح الطفل ومسرح شباب، أو تقسيمه بشكل فئوي مثل مسرح عمال او مسرح مرأة ، مسرح فلاحين، أنا أرى ان كل هذه التقسيمات هي تقسيمات فرعية لا مانع لها". 

وتابع دواره :" أنه يستحضر الآن إحدى المقولات التي قالها خلال تكريم الكاتبة الكبيرة فتحية العسال بانها كانت تعي ان حرية المراة لن تتحقق إلا إلا من خلال حرية الرجل ، وأنه يجب أن يحصل الاثنين على حقوقهم، فالرجل المقهور لا يستطع أن يعطي للمراة حقها، فنحن هنا بصدد الحديث عن الحقوق الإنسانية بشكل عام وهذه هي نقطة واعية قامت بطرحها فتحية العسال من خلال نصوصها سواء التي تحدثت عن إشكاليات وقضايا المراة او مكتسبات يجب أن يكون بعيدًا عن المباشرة " 

مؤكدًا عن سعادته بإقامة المهرجان باعتبارة يحرك المياه الراكدة ، متنميًا أن يلقى المهرجان الضوء على بعض المبدعات في كافة المجالات، مثل الكاتبة الكبيرة لطيفة الزياد ودورها الريادي في النقد، والناقدة والأديبة فوزية مهران، ولابد من تكريمها باعتباره ناقدة ومؤلفة مسرحية، ومن أهم ناقدات المسرح، والناقدة سناء فتح الله ، ولا يمكن نسيان الكاتبة لطيفة عبدالله أول كاتبة في المسرح المصري.

وعن توقعاته لمهرجان إيزيس لمسرح المرأة أوضح دوراه:" أتمنى أن ينزل المهرجان إلى كافة المحافظات ، وأن يهتم بقضايا المراة خاصة المراة المعيلة في الريف والقرى، وقضايا المرأة العاملة، فالمرأة في القرى والنجوع ما احجوها إلى أن تشاهد المسرح، وتشاهد المحاولات الجادة للمسرح، وهنا احب أن أشير إلى الجهد الذي أحدثته المطربة "ملك" باعتبارها أول سيدة قامت ببناء دار عرض يحمل اسمها وهو "أوبرا ملك" فهي من حملت راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش، وأرى انها لم تأخذ حقها من الأضواء او من الناحية النقدية، وعدم إلقاء الضوء على دورها كمخرجة" 

مختتمًا حديثه بالإشادة بإقامة المهرجان والذي يُعد بمثابة إضافة جديدة على الحياة المسرحية، ويجب التركيزظ على قضايا المراة والمبدعغات الذين اهتموا بقضايا المرأة" . 

 

مجتمع ذكوري

فيما قال الدكتور سامح مهران أستاذ النقد بالمعهد العالي للنفد الفني بأكاديمية الفنون، إن إقامة مهرجان لمسرح المراة شيء جيد خاصة وأننا مازالنا في مجتمعاتنا العربية نزال نعيش في مجتمع ذكوري، ولازال هناك عدم مساواة بين الرجل والمراة. 

وتابع "مهران" :" أن أي تجمع نسائي يحدث يعيد للمجتمعات خاصة العربية شكل من أشكال التوزان، وأن وجود مثل هذه المهرجانات خاصة وأن مثل هذه المهرجانات تتشكل بالأساس لطرح قضايا المرأة المختلفة خاصة فيما يتعلق بفكرة المساواة بين الرجل والمراة سواء في الأجور أو توافر الفرص أو قيادة المناصب القيادية، ومعالجة بعض القضايا الشائكة مثل تعرض المرأة للتحرش. 

ويطلق مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة دورته التأسيسية "دورة فتحية العسال" مساء غد الأربعاء من المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، تحت رعاية وزارة الثقافة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، وبحضور  عدد كبير من ضيوف الشرف وقيادات وزارة الثقافة والنجوم والشخصيات العامة وممثلين عن رعاة المهرجان.

وبالعودة للمهرجان نجد أننا أمام تجربة جديدة وفريدة تنم على أننا أمام تجربة مهمة في الحياة الثقافية والفنية، واللافت للنظر هي عناوين المحاور الفكرية واللقاءات الحوارية مع مبدعات وصانعات المسرح حيث سنلتقي مع المخرجة منال إبراهيم، ومصممة الرقصات ميريت ميشيل، وسلهام بنت سنية وعبد السلام، والدكتور عايدة علام، ونهاد أبو العنين، وهي أسماء لها علاماتها ودورها البارز في الحياة المسرحية المصرية والعربية. 

أما المكرمات فتتصدرهم المسرحية الكبيرة الدكتورة هدى وصفي لما لها من تاريخ بارز في الحياة المسرحية المصرية، ولا يستطيع أحد أن ينسى ما قدمه الدكتورة هدى وصفي في مركز الهناجر للفنون والذي يُعد بمثابة نقطة اشعاع ونقطة بداية للعديد من التجارب المسرحية الهامة، ومركزًا لكافة المسرحيين الذين قدموا تجارب مسرحية بالغة الروعة على مدار فترة رئاستها للمركز، فكان قبلة المدربين والمتدربين من مختلف انحاء العالم العربي والعالمي أيضًا، والدكتورة نجاة علي، وعفت يحي، والفنانة الراحلة شويكار، والفنانة إيمان صلاح الدين. 

أما المحور الفكري فنجد أننا أمام رؤوس موضوعات تضع إشكاليات المسرح النسائي على مائدة المحاضرين بدءً من محور "حضور المرأة في المسرح العالمي والذي تجسد في أعمال هنريك إبسن، ولوركا وكاريل تشرشل، والتي يشارك فيها مجموعة من الباحثين، ويضاف على تلك المحاور مجموعة من شهادات المسرحيات في مصر والعالم ومنهم داليا بسيوني، وشيرين حجازي، وسعداء الدعاس من الكويت، وفاء طبوبي من تونس، وآن ماري من هولندا.

كما يقدم المهرجان خمسة ورش فنية في مختلف فنون المسرح ومنها ورشة تجسدات "صوت حركة" وتحاضر فيها نورا أمين، وورشة كورس مكثيف في أداء الممثل مع الفنانة معتزة عبد الصبور، وورشة الكتابة الإبداعية من منظور نسوي وتقدمها مجموعة أنا الحكاية، وورسة حرفية تمثيل المونودراما مع آن ماري، وورشة مشرح المقهورين وتقدمها باربرا سانتوس. 

كما يقدم مجموعة من الفعاليات اون لاين حيث يتم تقديم عرض مسرحي من رومانيا، بعنوان قريدا، وقراءة مسرحية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة فيزي شيريت، وحلقة نقاشية تحت عنوان مكشكطكلات تواجهها النساء في المسرح. 

ويشارك في المهرجان 16 عرضا مسرحيا من 9 دول مختلفة وهى مصر وسوريا وتونس والأردن واليابان وألمانيا والبرازيل ورومانيا وروسيا، ويحضر حفل الافتتاح الرئيسة الشرفية للمهرجان الفنانة سوسن بدر وأعضاء مجلس الأمناء الفنان فتحي عبد الوهاب والسفيرة مشيرة خطاب والإعلامية مشيرة موسى والمخرج خيرى بشارة والناقدة عبلة الروينى والمخرج سعيد قابيل. 

ويقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع جمعية يهمني الإنسان وإيفنت هاوس و مركز التحرير الثقافي ومعهد جوته الألماني و المجلس الثقافي البريطاني والسفارة الهولندية بالقاهرة وتجمع تماسي للفنون الأدائية والتحرير لاونج وشركة المشرق وأستوديو عماد الدين وساحة روابط وساحة كلتوجراف وسامي أمين وجمعية الجيزويت وفندق فلامنكو.

الدكتور سامح مهران
الدكتور سامح مهران
مهرجان إيزيس
مهرجان إيزيس
الناقد أحمد خميس
الناقد أحمد خميس
الدكتور عمرو دواره
الدكتور عمرو دواره