الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

انتهاكات إسرائيل تدفع المسيحيين في فلسطين للهجرة

سليمان شفيق
سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
  • الاحتلال يفرض ضرائب على العقارات التي تغطي نفقات الكنائس 
  • استولى على أكثر من 50% من أراضي المسيحيين بعد النكبة
  • صادر قرابة 50 ألف دونم من الأراضي المشجرة بالزيتون فى بيت جالا وسط الضفة الغربية
  • الهجرة أدت إلى تناقص كبير في أعداد المسيحيين 

    شهدت المقاومة الفلسطينية دورا كبيرا للمواطنين الفلسطينيين المسيحيين مثل جورج حبش قائد ومؤسس الجبهة الشعبية ونايف حواتمة قائد الجبهة الديمقراطية إلا أن انتهاكات إسرائيل وضيق العيش طاردتهم ومع ذلك مازالت هناك قيادات تلعب أدوارا كبيرة مثل النائبة المحامية حنان عشراوي.
    وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 1 في المائة، بعد أن كانوا يشكلون قبل نكبة عام 1948 نحو 11.2 في المائة، والسبب الرئيس لهذا الانخفاض هو الهجرة، وتناقص عدد المسيحيين في غزة من 3500 مسيحي إلى 1300 مسيحي فأغلبهم غادر القطاع للاستقرار في أوروبا والدراسة في الأردن ومصر، وحياة المسيحيين ليست مختلفة عن المسلمين في غزة وليست في رفاهية، بل الأمور سيئة نتيجة الحصار المفروض على غزة ويمتلك عدد قليل من المسيحيين مشروعات في القطاع، بعكس ما نشر في تقارير سابقة على الإنترنت وفهم بالخطأ أن المسيحيين يمثلون ثلث اقتصاد قطاع غزة.
    وصرح رئيس «الهيئة الإسلامية المسيحية» الدكتور حنا عيسى إلى «اندبندنت عربية»، بأن الحضور المسيحي في المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي يشكل أقل من 1% فقط من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وذلك لأن معظم مسيحيي فلسطين توجهوا إلى الهجرة والعيش في بلاد أكثر أمانًا، وذلك لأسباب مختلفة منها وجود الاحتلال الإسرائيلي، والوضع الاقتصادي السيئ، حيث يعيش 45 ألف مسيحي في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، موزعين بين الضفة الغربية التي يقطنها 40 ألفًا، وقطاع غزة الذي يقطنه 850 مسيحيًا، والقدس التي تضم أقل من 4000 منهم، فيما تُظهر أحدث التقديرات أن نسبتهم لا تتجاوز0.60 في المائة من مجموع المواطنين في الأراضي الفلسطينية.
    ووفق الدراسات، فإن عدد المسيحيين العرب الموجودين خارج فلسطين يصل إلى ثلاثة ملايين. وتشير هذه الأرقام والمعطيات إلى وجود تيار قوي للهجرة لديهم.
    وتابع «عيسى» أن الهجرة من فلسطين أدت إلى تناقص كبير في أعداد المسيحيين وتغيير في ديناميكية العلاقات داخل الكنيسة الواحدة، وفي علاقاتها مع الكنائس الأخرى، ومع المجتمع ككل، ولا يعود السبب للهجرة وحسب، وإنما أيضًا إلى انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وشعورهم مع فئات اجتماعية أخرى بعدم جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى ذلك هناك محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لفرض ضرائب بمبالغ تفوق الـ190 مليون دولار على العقارات التي تغطي نفقات الكنائس في فلسطين، ما يحرم المسيحيين مما تقدمه تلك الكنائس من خدمات طبية وتعليمية، وحتى من تأمين نفقات الكنائس نفسها والمتعلقة بطعام رجال الدين ومستلزمات الكنيسة وغيرها، بخاصة بعدما استولى الاحتلال بعد النكبة عام 1948 على أكثر من 50 في المائة من أراضي المسيحيين، وعلى 20 في المائة بعد النكسة عام 1967، فصادرت السلطات الإسرائيلية قرابة 50 ألف دونم من الأراضي المشجرة بالزيتون في بيت جالا وسط الضفة الغربية لبناء مستوطنة «غيلو» فيما صادرت آلاف الدونمات من الأراضي العائدة للمسيحيين لشق طريق سريع يربط المستوطنات اليهودية الواقعة.
    بالنسبة إلى الأب جونى أبوخليل كاهن رعية اللاتين في قرية الطيبة قرب رام الله، فإن تناقص الأعداد بهذا الشكل يسبب قلقًا كبيرًا، خصوصًا أن فلسطين تعتبر مهد الديانة المسيحية، ويُرجع أبو خليل هذا الأمر إلى السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إغلاق بوابات القدس والمضايقات الكبيرة على دخول المسيحيين إلى البلدة القديمة وكنسية القيامة، خصوصًا في يوم سبت النور والاحتفالات في عيد الفصح، إضافة إلى منع فلسطينيي الضفة والقطاع من دخول القدس لأداء الطقوس الدينية إلا بتصاريح، وقد لا يحصل جميعهم عليها بدواعٍ أمنية، وهذا يؤثر بشكل سلبي في أعداد المسيحيين وعلاقتهم بمقدساتهم، معتبرًا إياه اضطهادًا دينيًا كبيرًا.
    المسيحيون الفلسطينيون هم المسيحيون المنحدرون من شعوب المنطقة الجغرافية لفلسطين التاريخية، والتي هي مهد الديانة المسيحية، ويعيشون اليوم في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والمهجر، بلغ عدد المسيحيين في إسرائيل عام 2016 نحو 170 ألفا، نحو 80% من مسيحيي إسرائيل هم مسيحيون عرب معظمهم خارج فلسطين التاريخيَّة بسبب الهجرة المسيحية واسعة النطاق منذ عقود والصراع العربي الإسرائيلي. تَشكلّت التركيبة السكانية للمسيحيين الفلسطينيين من خلال سياسات الصراع العربي الإسرائيلي، مثلما هي التركيبة السكانية للفلسطينيين بشكل عام. خارج فلسطين التاريخيَّة يتواجد المسيحيين الفلسطينيين من اللاجئين وغير اللاجئين في الغالب في المناطق الحضرية في الشرق الأوسط، وفي أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا.
    ينقسم المسيحيون الفلسطينيون إلى أربع طوائف مسيحية أساسية: «الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية، والكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية، والكنائس الرومانية الكاثوليكية (اللاتينية والشرقية) والكنائس البروتستانتية».
    في بيت لحم - البلدة الصغيرة التي ولد فيها يسوع - 1 من كل 5 سكان مقيمين اليوم هم مسيحيون (22٪) قبل عقد من الزمان، كان هناك 4 من أصل 5 مؤمنين 84٪ ينعكس الانخفاض الحاد في المدن المسيحية التقليدية الأخرى في الأرض المقدسة. في بيت جالا، انخفضت الأغلبية المسيحية من 99٪ إلى 61٪. أما في بيت ساحور، فقد انخفضت من 81٪ إلى 65٪.
    عندما انتهى العهد العثماني في عام 1922، كان المسيحيون يُشكّلون 11٪ من سكان فلسطين - نحو 70 ألف شخص. وفقا لتعداد عام 2017 أجرته السلطة الفلسطينية، يبلغ عددهم الآن 47000 - بالكاد 1%.
    نحو نصف المسيحيين الفلسطينيين هم روم أرثوذكس (48٪)، في حين أن 38٪ منهم من الكاثوليك اللاتين. يمثل الإنجيليون واللوثريون 4٪. والباقي من الروم الكاثوليك أو السريان الأرثوذكس / الكاثوليك، الا ان ما تبقي من المواطنين الفلسطينيين المسيحيين مازالوا يدافعون عن فلسطين، وأيضا مازال المقادسة وابنا بيت لحم ورام الله منهم يحتفظون ببطاقاتهم الفلسطينية ويزورون الوطن ويدعمون ذويهم.