لا يعد "الشبو" مخدرا جديدا على المجتمعات العربية، ولكنه عاد للظهور من جديد بقوة في عالم الإدمان في مصر وكان المحرك الأساسي للتحكم في وعي ضحيته للإيقاع به في عدد من الجرائم.
الشبو هو الاسم الشعبي له، ويعرف أيضا بأسماء "مخدر (الكريستال) أو "الآيس" وهو مخدر كيميائي من أصل غير نباتي؛ إذ يستخلص هذا المخدر من مادة (الأمفيتامين) الكيميائية، وتفوق خطورة (الشبو) جميع المواد المخدرة؛ لكونه مخربًا لجميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية".
المنشط النازي
يعود تاريخ تصنيع "الشبو" لأول مرة إلى عام 1893 باليابان، وكان يتعاطاه الجنود الألمان بكثرة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث عرف آنذاك بالمنشط النازي، وكان الهدف من تعاطيه تعزيز قدرتهم على القتل والسلوك العدواني تجاه الآخرين، كما كان يتناوله أيضا بعض الرياضيين.
إحباطات أمنية لمصنعيه وملاحقتهم
في وقت سابق نجحت شرطة مكافحة المخدرات في ضبط أحد مصانع إنتاج هذا المخدر بمنطقة الدقي، حيث كان يعمل به بعض خريجي إحدى كليات العلوم، وكشف تقرير الضبطية عن وجود 15.450 كيلوجرام من المخدر، بالإضافة إلى 16.370 كيلوجرام من مادة الكريستال السائل، و300 جرام من مخدر القنب، و500 جرام من أنواع مختلفة من المواد المخدرة والعقاقير، وقدرت قيمة المواد المخدرة المضبوطة بـ40 مليون جنيه.
وفي مدينة نصر، ألقى رجال مباحث مكافحة المخدرات بالقاهرة القبض على عدد من المتهمين بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول، لقيامهم بإعداد معمل لتصنيع "الشبو" وبحوزتهم الخامات والأدوات التى تُستخدم في ممارسة هذا النشاط الإجرامي.
حوادث "الشبو"
في أبريل الماضي لقي طفل مصرعه على يد والده بقرية أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية، وبالتحقيق معه اعترف الوالد أنه كان تحت تأثير المواد المخدرة.
وبحسب التحقيقات، وفقًا لروايات الجيران، فإن المتهم دائمًا يتعاطى المواد المخدرة منذ سنوات طويلة، إلا أنه في الفترة الأخيرة تغير سلوكه للأسوأ بشكل كبير بسبب تعاطيه للمخدر الجديد «الشبو».
وفي مايو الماضي قام رجل بقتل زوجته وأبنائه الستة بمحافظة الفيوم فيما عُرف إعلاميًا بمذبحة الفيوم، وكان الشبو ايضا هو المخدر الذي يتعاطاه المتهم.
أعراض تعاطي الشبو
فقدان الوزن.
الشعور بالدوخة.
اضطراب عمل الجهاز الهضمي.
تشوش الرؤية.
ارتفاع او انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
سرعة ضربات القلب.
الأرق وعدم القدرة على النوم.
رعشة بالجسم.
الشبو أخطر أنواع المخدرات
أكد عماد فتحي، أخصائي نفسي ومعالج إدمان، أن مريض "الشبو" يكون مغيب عن الوعي بمجرد تناوله لهذا العقار خاصة أن المخدرات الجديدة تكون فاعليتها أكبر على المخ وأجهزة الجسم.
ورجح "فتحي"، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن يكون للعقار تأثير كبير في ارتكاب الجرائم فهو يعطي مدمنه الإحساس بالقوة والنشاط وتغييب العقل وتصبح حالته خطيرة بشهادة المحيطين به وشبه ميت، على حد وصفه.
واشار إلى أن "الشبو" أخطر من "البودرة" أو الهيروين، حيث تستمر أعراض انسحابه أسبوعين، على عكس باقي المخدرات التي يسهل السيطرة على أعراضها لأن تركيبه كيميائي أكثر ومكوناته أكثر خطورة.
البرلمان يتحرك
في نهاية أغسطس الماضي تقدمت النائبة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب بطلب إحاطة بشأن ظهور نوع جديد من المواد المخدرة ذات الأصول النباتية، بدأ ينتشر خلال الأشهر الأخيرة، حيث ظهر مخدر جديد في عدد من المحافظات بأسماء متعددة، فتارة يطلقون عليه "الشبو"، وتارة أخرى "الكريستال"، و"الآيس"، ومخدر أبناء الأكابر.
وأضافت إيناس، أن هذا المخدر تفوق خطورته جميع أصناف المواد المخدرة مجتمعة، بما في ذلك الهيروين، كما يرتبط تعاطي هذا المخدر بجرائم اغتصاب وقتل وانتحار.
وطالبت عضو مجلس النواب بسرعة التحرك لوقف انتشار هذا المخدر، من خلال حملات مكثفة للكشف عن المخدرات؛ لا سيما بين الشباب، كما طالبت بحملات تفتيشية واسعة على المصانع التي تقوم بتصنيع هذه المواد الكيميائية.
