الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يلتقي عددا من ممثلي مجلس الكنائس المسكوني في بودابست

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 التقى البابا فرنسيس، اليوم الأحد، في العاصمة المجرية بودابست ممثلي مجلس الكنائس المسكوني وبعض الجماعات اليهودية وذلك في متحف الفنون الجميلة.

 وقال بابا الفاتيكان في بداية كلمته: "يسعدني أن ألتقي بكم. أشكركم على كلماتكم، وإنها وحضوركم معا تعبِّر عن رغبتكم الكبيرة في الوحدة. إنها تروي مسيرة، كانت في بعض الأحيان شاقة، في ماضٍ صعب، لكنكم واجهتموها بشجاعة وإرادة حسنة، وساندتم بعضكم بعضا تحت أنظار العليّ الذي يبارك الإخوة الذين يسكنون معا".

 وتابع قداسته: "أراكم أيها الإخوة في الإيمان بالمسيح، وأبارك طريق الشركة الذي تسلكونه. أتوجه بفكري إلى دير بانّونهالما، المركز الروحي النابض لهذا البلد، حيث التقيتم قبل ثلاثة أشهر للتفكير والصلاة معا. أن نصلي معا، بعضنا من أجل بعض، وأن نعمل معا في المحبة، بعضنا مع بعض، من أجل هذا العالم الذي يحبه الله كثيرا، هذا هو الطريق العملي نحو الوحدة الكاملة. أراكم إخوة في إيمان أبينا إبراهيم. وأقدّر كثيرا الالتزام الذي أبديتموه في هدم جدران الماضي الفاصلة. يهودا ومسيحيين، تريدون أن تروا في الآخر لا إنسانا غريبا، بل صديقا، لا خصما، بل أخا. هذا هو التغيير في النظرة الذي يباركه الله، والتوبة التي تفتح البدايات الجديدة، والتطهير الذي يجدد الحياة". 

وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن أن من يتبع الله مدعو إلى أن يترك، حيث يُطلب منا أن نترك سوء فهم الماضي والادعاءات بأننا على صواب، واعتبار الآخرين مخطئين، وذلك "لكي نسير نحو وعده بالسلام، لأنّ الله لديه دائما خطط للسلام، وليس للبلوى".

أراد الأب الأقدس بعد ذلك الإشارة إلى "الصورة الشهيرة لجسر السلاسل، الذي يربط بين جزئي هذه المدينة".

وقال: "إنه لا يدمجهما معا، ولكنه يوحدهما معا. هكذا يجب أن تكون الروابط بيننا. في كل مرة كان هناك تجربة لامتصاص الآخر، لم يكن بناء، بل دمار. كذلك، لما أردنا عزل الآخر في الغيتوهات، بدل قبوله. كم مرة حدث هذا في التاريخ! يجب أن ننتبه ونصلي حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى، وأن نلتزم معا في التشجيع على التربية على الأخوّة، حتى لا تسود نوبات الكراهية التي تريد تدميرها. أفكر في خطر اللاسامية، الذي لا يزال كامنا في أوروبا وفي أماكن أخرى. إنه فتيل يجب إطفاؤه. ولكن أفضل طريقة لنزع الفتيل هي العمل معا بشكل إيجابي، وتعزيز الأخوّة".

ذكَّر الأب الأقدس بعد ذلك بأن إله العهد يطلب منا "عدم الاستسلام لمنطق العزلة والمصالح الخاصة. إنه لا يريد أن يقيم عهودا مع البعض، على حساب الآخرين، بل مع أشخاص وجماعات يكونون جسورا للشركة مع الجميع. في هذا البلد، أنتم الذين تمثلون ديانات الأغلبية، عليكم واجب توفير الظروف اللازمة حتى يتم احترام الحرية الدينية وتعزيزها للجميع. ولكم أيضا دور المثال تجاه الجميع: فلا يستطيع أحد أن يقول إن الكلام الذي يفرق بين الناس يأتي من شفاه رجال الله، بل ليكن كلامكم فقط رسائل انفتاح وسلام. هذه أفضل شهادة يجب أن يقدمها من نال نعمة معرفة إله العهد والسلام، في عالم تمزقه النزاعات الكثيرة".